ساعات قليلة تفصلنا عن بدء مهرجانات بعلبك الدولية التي لا تزال مستمرة منذ أكثر من 67 عاماً على إنطلاقها للمرة الأولى، وجمعت أعظم الفنانين اللبنانيين والعرب من فيروز وصباح ووديع الصافي وأم كلثوم وغيرهم كثيرون ممن وقفوا في قلعة بعلبك التراثية وشكلوا ذاكرة جماعية لكل زائر قصدها بهدف الاستمتاع بعظمة هذه الهياكل والاستماع الى الفن الجميل والراقي، فشكلت هذه المهرجانات نقلة نوعية لكل فنان وقف أمام هياكلها وعلى مسرحها، فبعلبك كانت ولا تزال حلم كل فنان لكي بها يتوّج مسيرته الفنية، لأن هذه القلعة التاريخية شكلت على مدار السنوات منارة ثقافية يصعب تخطيها.
وقد استعدت بعلبك وقلعتها لاستقبال الفنانين الدوليين واللبنانيين الذين سيقصدونها لاحياء حفلاتهم الغنائية والموسيقية على مدار أسبوعين، وستكون البداية السبت في الأول من تموز مع الرقص الكلاسيكي وأهم راقصي الباليه في ايطاليا روبرتو بولي وأصدقائه، وفي الثاني من تموز ستحيي الحفل الموسيقي فرقة الكندي مع الشيخ حامد داود ودراويش دمشق، وفي السابع من الجاري “الجذور في أيادينا من إسبانيا ولبنان” لناشو أريماني بمشاركة موسيقيين إسبان ولبنانيين وراقصة الفلامنكو والمغنية فابيان ضاهر وجوقة الجامعة اليسوعية، وفي الرابع عشر يحيي الفنان ملحم زين حفلاً مع فرقته الموسيقية، وتختتم هذه المهرجانات في السادس عشر مع فودو سيلو والمغنية الفرنسية الأفريقية إيماني برفقة ثمانية عازفي تشيللو، وهذا البرنامج المتنوع يرضي كل الأذواق الفنية.
وفي ظل الاستعداد لهذه المهرجانات، بدأت المقاهي والمطاعم والأوتيلات الى جانب المشاركين في حفلات بعلبك يستعدون على أكمل وجه لاستقبال الزوار بمختلف جنسياتهم، وباتت القوى الأمنية في كامل جهوزيتها لحماية الجميع والأمن مستتب في المنطقة.
وفي هذا السياق، أشار محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر في اتصال عبر موقع “لبنان الكبير” الى “أننا عقدنا الأسبوع الماضي اجتماعاً لمجلس الأمن في المحافظة لمواكبة المهرجانات، وهناك اجراءات أمنية إستثنائية في القلعة ومحيطها وفي كل الطرقات المؤدية الى مدينة بعلبك من عيناتا الأرز وطريق حدث بعلبك وفاريا وبعلبك – زحلة، وبالتالي ستكون هناك لساعات متأخرة من الليل دوريات للقوى الأمنية، وطلبنا من البلدية وقوى الأمن الداخلي عدم المغادرة فور انتهاء الحفلات لأن هناك أفراداً يبقون في بعلبك ويقصدون مطاعمها ومقاهيها”.
وقال: “نعلم أن الوضع الأمني في بعلبك ممتاز ولكن يهمنا أن يشعر زائرها بالأمان والطمأنينة ، ولهذا السبب نقوم بالمزيد من الاجراءات كي تكون الناس مرتاحة جداً، وهناك عدد كبير من السياح عددهم أكبر من السنوات الماضية، ونراهم من جنسيات المختلفة بحيث بات هناك وجود دائم لأجانب وهذا مؤشر جيد جداً”.
وتوقع خضر أن يتضاعف عدد الزوار خلال فترة المهرجانات، موضحاً “أننا سنرى في كل حفلة موسيقية آلاف الزوار وغالبيتهم تمضي يوماً كاملاً في بعلبك ولا تكتفي بالاستماع الى الحفلة، وبالتالي الموسم جيد جداً حتى هذه اللحظة”. وتمنى أن “تبقى الأوضاع كما هي خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أن الناس سعداء بهذه الحركة السياحية والاقتصادية التي تحدث في الآونة الأخيرة”.