ري مزروعات بمياه الصرف الصحي في بعلبك… أين تُباع؟

آية المصري
آية المصري

مزروعات تروى بمياه الصرف الصحي… أجل، هذا هو الواقع البقاعي وتحديداً في منطقة بعلبك. وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم بل تتكرر دائماً منذ سنوات لكن خطورتها تزداد يوماً بعد يوم خصوصاً لأنها مزورعات يتناولها الناس وتسبب لهم الكثير من الأمراض والجراثيم التي يصعب التخلص منها بصورة سريعة ونهائية. وانتشر فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوثق وجود بركة في سهل بلدة إيعات بالقرب من بحّاما، تتجمع فيها مياه الصرف الصحي الواردة من مجارير بعلبك، وقد رُكز عليها موتور لسحب المياه المتجمعة فيها وري الأراضي المزروعة بالبطاطا والتبغ والقمح وسواها من الأنواع، ما جعل الأنظار تتجه الى خطورة هذه الأفعال وآثارها السلبية على حياة البشر.

وتحركت الجهات المعنية والقوى الأمنية بعد تداول هذا الفيديو، وكشفت على المنطقة وأكدت صحّة ما نقل عبر مواقع التواصل، وإثر ذلك تقدم محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر بكتاب الى قائد منطقة البقاع الاقليمية أوعز فيه بإجراء الكشف العاجل والتحقيق اللازمين، واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق المزارعين وبشأن المزروعات بعد مراجعة النيابة العامة المختصة وإفادته بالنتيجة.

وفي هذا السياق، أشار المحافظ خضر في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى وجود بطء بالتحركات في هذا الملف نتيجة عطلة الأعياد، “ولكن سيمنع تكرار هذه الأحداث وتحويل الفاعلين الى القضاء المختص لأن هذه الافعال مخالفة للقانون من جهة واستهتار بحياة الناس من جهة أخرى، خصوصاً في ما يتعلق بالمواد الغذائية وري الخضار والفواكه ما يؤثر سلباً على صحة الفرد، وتلك الاجراءات يتخذها القضاء وليس نحن”.

وأكد عدم معرفة أين تباع هذه الخضروات المروية بمياه الصرف الصحي، موضحاً أن “هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها فهي تتكرر دائماً منذ سنوات وموجودة في أكثر من منطقة بقاعية، وعندما تتوافر لدينا أي معلومات أو اخبارات عن المسؤولين نتحرك مباشرةً عبر الأجهزة الأمنية”.

وأوضح وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن أن “فريق الوزارة المختص سارع الى الكشف على هذه الأراضي الموجودة في منطقة إيعات، حيث تبيّن وجود اعتداء عليها وري عدّة أصناف من المزروعات بمياه الصرف الصحي، وبعد ذلك أبلغ المدعي العام الذي كلف الأجهزة الأمنية بالكشف على هذه المنطقة، وبالتالي الأمر اليوم متروك في عهدة القضاء”، لافتاً الى “أننا بإنتظار نتائج الفحوص المخبرية والعينات التي سحبت”.

اذاً، يتوجب على الأجهزة الأمنية والمختصة متابعة هذا الملف بدقة وسرعة خصوصاً وأنه يتناول حياة الناس ويؤثر عليها ويسبب لها الكثير من التداعيات الصحية، والأمر رهن بالجهات المعنية ونتائج التحاليل المخبرية، لكن الأهم معرفة أين تُباع هذه المزروعات قبل أن تتنشر في الأسواق بصورة أوسع.

شارك المقال