ميتا تطلق “Threads”… هل يطيح “تويتر”؟

محمد شمس الدين

أطلقت شركة “ميتا” المالكة لـ”فايسبوك” و”انستغرام” تطبيق “Threads” الشبيه بتطبيق “تويتر”، وقد سجل في الساعات الأولى لانطلاقته أكثر من 10 ملايين مستخدم. ويعد التطبيق تحديا كبيرا لـ”ايلون ماسك” مالك تطبيق “تويتر” تحديدا بعد التخبط الذي تشهده المنصة، من طلب الأموال من أجل التوثيق، إلى الحد من مشاهدة التغريدات، فهل سيتمكن “ثريدز” من منافسة تويتر والاستحواذ على عدد من مستخدميه؟

يتميز التطبيق بواجهة سهلة الاستخدام تعرض المنشورات من الحسابات التي يتابعها المستخدم، إلى جانب المحتوى الذي تقترحه الخوارزميات. وبفضل خاصية إعادة النشر، يمكن للمستخدمين مشاركة المحتوى والتعليق عليه، حيث تظهر الردود بشكل بارز في الصفحة الرئيسية، مما يجعل التفاعل بين المستخدمين أكثر سهولة ومتعة.

كذلك، يتميز بالعديد من الخصائص التي تجعله فريداً من نوعه، أهمها الربط العميق بين التطبيق وانستغرام، ويسمح التطبيق بكتابة منشورات تصل إلى 500 حرف وتضم صوراً أو فيديوهات تصل مدتها إلى 5 دقائق ولا يمكن التعديل عليها بعد النشر. كما يقدم الدعم الكامل للغة العربية على أجهزة أندرويد (آيفون لا يدعم الواجهة العربية للتطبيق)، ولا يتوافر فيه خيار عرض المواضيع من الحسابات التي تتابعها فقط، مما يساهم في تعزيز الاكتشاف للحسابات الأخرى والانتشار، وكذلك يسمح بمشاركة المحتوى على انستغرام كـ”story”، بالإضافة إلى القدرة على الاتصال بحساب انستغرام بشكل سريع من خلال حسابك. ويسمح أيضا بالتعاطي مع صورة الحساب الشخصية، والنبذة التعريفية، والموقع الإلكتروني بسهولة من انستغرام. وتجدر الإشارة الى أن الحسابات الموثقة على انستغرام توثق تلقائيا على ثريدز، ولا يوجد فيه إعلانات في الوقت الحالي، ولا يوجد أيضا ميزة المحادثات الخاصة.

رأى الخبير بمواقع التواصل الاجتماعي رولان أبي نجم، في حديث لـ”لبنان الكبير”، أن “ثريدز” هو استنساخ لتويتر، وقد سرّعوا بإطلاقه بسبب الاجراءات التي يتخذها ماسك والتخبط الحاصل بمنصة تويتر، تحديدا موضوع الحد من مشاهدة عدد التغريدات التي يمكن تصفحها. وقال أبي نجم: “أنا كمستخدم لتويتر شاهدت العدد المسموح لي بمشاهدته على المنصة من التغريدات، لذا أريد الإكمال بمصدر آخر أحصل منه على المعلومات، فيكون أفضل تطبيق هو المستنسخ عنه”.

ولفت أبي نجم الى أن “أكبر مشكلة لشخص يريد الانتقال من منصة تواصل اجتماعي إلى أخرى، هي المتابعون، وهذه المشكلة ليست موجودة بـ Threads، لأن متابعي المستخدم الموجودون على انستغرام، يمكن نقلهم مباشرة اليه، بل أنه سيصل تنبيهات من threads، على انستغرام، وبالتالي شركة (ميتا) التي تمتلك حوالي 3 مليارات ونصف مستخدم، ستحاول تجنيد كل هؤلاء المستخدمين ليكونوا على التطبيق، وقد رأينا أنه في الساعات الأولى وصل عدد المستخدمين إلى حوالي 10 ملايين، مع العلم أن التطبيق ليس متوفرا في أوروبا بعد، بسبب العقوبات على شركة (ميتا) من الاتحاد الأوروبي وهي أكبر عقوبات بالتاريخ بسبب نقل بيانات الاتحاد إلى أميركا”.

ورأى أبي نجم أن “ميتا” استنسخت تويتر وأخذت من تطبيقات منافسة مثل بلو سكاي وماستودن نقاط قوتها، وهي اللامركزية، أو بروتوكول الـ activity pub، وفكرتها تتمحور حول أنه إذا كان لديك متابعين على ثريدز يمكنك نقلهم معك لمنصة أخرى، وستعتمد ميتا هذا البروتوكول قريبا، حيث سيصبح هناك لامركزية، ويمكن نقل المتابعين والمنشورات للمستخدم، ويمكن عندها أن يحصل على متابعين من منصات أخرى، وقد أخذت ميتا كل المميزات من منصات أخرى ووضعتها في تطبيق واحد.

أما عن تويتر وإيلون ماسك، فأكد أبي نجم، أن “ماسك هو رجل أعمال، ويعمل بتفكير مادي فقط، وقد اشترى تويتر بـ44 مليار دولار، وجزء من هذه الأموال دفعها منه، والجزء الآخر أخذه قروض من بنوك ومستثمرين، وعليه أن يرد هذه الأموال مع فوائد، والمشكلة الرئيسية أن قيمة تويتر اليوم لا تتخطى الـ 21 مليار دولار، لذلك عندما تسلم تويتر، بدأ تخفيف الكلفة، وطرد 705 موظفين، أما عن موضوع الحد من مشاهدة التغريدات، فإن تويتر كان يستخدم google cloud، وكان هذا الأمر يكلفه مليار دولار، وبعد أن قام بحساباته وجد أنه لن يستطيع تأمين هذا المبلغ من المعلنين، لذلك قرر توقيف الخدمة السحابية مع غوغل، مما أدى لوضع حد لوصول المستخدمين إلى البيانات كل الوقت. بالإضافة إلى أن ماسك يعاني من مشاكل عدة في تويتر أبرزها الدعاوى المرفوعة ضده بسبب عدم تسديد إيجارات المكاتب في أميركا، وبالتأكيد أن القرار الأخير الذي اتخذه سيكلفه كثيرا، فإذا ذهب المستخدمون إلى البديل، ووجدوا أن كل ما يريدونه موجود هناك مثل تويتر، وخاصة الـ user experience، لن يكون لديهم سبباً للعودة إلى تويتر”.

إذا هي حرب تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، وكان تويتر أحد أبرز هذه التطبيقات، وعدد مستخدميه كبير جدا، وهو حافظ على مكانته لفترة طويلة، على الرغم من وجود العديد من المنافسين، إلا أن تطبيق “threads” سيشكل تحديا كبيرا له، تحديدا أنه استنسخ المميزات التي جعلت تويتر رقما صعبا في عالم الفضاء الافتراضي، فهل ينجح في إزاحته عن عرشه، أم أن ماسك ما زال لديه أوراق يلعبها؟

شارك المقال