التحرش بالأطفال واغتصابهم جريمة… إتّبعوا آليّات الانقاذ والحماية

ليال نصر
ليال نصر

ارتكبت مؤخراً إحدى أبشع الجرائم بحق الطفلات وأودت بحياة لين طالب ابنة الست سنوات. في هذه القضية ممنوع الدخول في أي مزايدات، المطلب الوحيد والشديد الأهمية هو إنزال أشد العقوبات وأقصاها بمن تسبّب بموت لين ومن تستّر على الجريمة وسهّل حصولها. ومن هنا أهمية الوعي المجتمعي ورشده لادراك جميع العلامات والاشارات التي تدلنا على ما إذا كان أطفالنا يتعرضون لأي نوع من التحرش الجنسي ومعرفة كيفية التعامل مع هذا الموضوع لإنقاذهم. والجدير ذكره هنا أن الفتيان أيضاً معرضون للتحرش الجنسي وليس الفتيات فقط.

نصائح للوقاية من الإعتداءات

تقول مديرة جمعية “أفيل” ومستشارة إدارة حالات العنف المبني على النوع الاجتماعي وحماية الأطفال في منظمة “أبعاد” أمل فرحات باسيل لموقع “لبنان الكبير”: “إنطلاقاً مما حصل مع لين، يجب أن تتنبه الأمهات ليستطعن اكتشاف ما إذا كان أطفالهن معرضات/ين للاغتصاب أو التحرش الجنسي وخصوصاً من الأقرباء. ومن الأهمية القصوى أن تكون الأمهات مدركات للعلامات المحتملة التي قد تشير إلى تعرض أطفالهن الى الاعتداء الجنسي أو التحرش وذلك من خلال:

التواصل المفتوح: حافظي على قنوات اتصال مفتوحة ومتواصلة مع أطفالك، حتى يشعرن/وا بالثقة للحديث عن أي شيء يزعجهن/م أو يثير شكوكهن/م.

التعليم والوعي: علموا طفلاتكم وأطفالكم عن أجسادهن/م وحقوقهن/م الشخصية والحدود المناسبة، وأنه لا يجب عليهن/م قبول أي لمسة غير لائقة أو تصرف غريب من أي شخص، بما في ذلك الأقارب.

التعرف على العلامات العاطفية والسلوكية: إنتبهي لأي تغيرات في سلوك أطفالك، مثل الانطواء المفاجئ، أو التغييرات الشديدة في المزاج، أو الخوف المفرط من شخص معين.

المراقبة العامة: كنّ حذرات وراقبن المواقف التي تضع أطفالكن في مواجهة محتملة للخطر، خصوصاً مع الأقارب. قد تتطلب هذه المراقبة الحفاظ على تواجدك كأم أو تواجد شخص آخر موثوق به في الوقت المناسب.

التعليم المبكر: علّمن أطفالكن بأنه لا يجب عليهن/م الخجل من طلب المساعدة في حالة تعرضهن/م لأي نوع من أنواع الاعتداء أو التحرش. قدمن لأطفالكن معلومات عن الأشخاص الذين يمكنهم المساعدة، مثل المعلمين أو المستشارين المدرسيين أو الأشخاص البالغين الموثوق بهم.

الاستماع الفعّال: عندما يحاول أطفالكن الحديث عن أي تجربة سيئة أو تحرشية، إستمعن إليهن/م بصورة صادقة ومتفهمة. لا تلومي أو تقللي من تجربتهن/م، بل قدمي الدعم وتأكدي أنهن/م فعلن/وا الشيء الصحيح بالحديث عن ذلك”.

علامات التعرض للتحرش الجنسي

وتضيف: “هناك عدة علامات يمكن أن تشير إلى تعرض الأطفال للعنف الجنسي، ومع ذلك، يجب ملاحظة أن هذه العلامات ليست دليلاً قاطعاً ولا تعني بالضرورة أن الطفل/ة تعرض/ت للعنف الجنسي. قد تكون هذه العلامات مؤشراً على وجود مشكلة أو تجربة مؤلمة، ويجب التعامل معها بحساسية وتوجيه الأطفال للحصول على الدعم اللازم”.

تشمل بعض العلامات المحتملة التغيرات المفاجئة في السلوك:

التشنج أو الانطواء والعصبية المستمرة، أو التغييرات الشديدة في الشخصية والمزاج وردود فعل غير طبيعية على الجنس واللمس مثل محاولة تجنب المواقف الجنسية أو اللمس، وردود فعل غير مناسبة على المواضيع الجنسية.

مشكلات في النوم كالأحلام السيئة والمزعجة والكوابيس المتكررة والأرق المستمر، أو الاستيقاظ المفاجئ بصورة متكررة.

فضلاً عن ذلك، تبدو التغيرات في السلوك الغذائي مثل فقدان الشهية أو زيادتها بصورة مفرطة.

ألم أو إصابات في مناطق الجسم الحساسة مثل الألم أو الالتهاب في المناطق الجنسية أو الشرجية، أو وجود آثار جسدية أخرى غير مفسّرة.

سلوك مثير للشك مثل محاولة تجربة الممارسات الجنسية مع أطفال آخرين بطريقة غير عادية لعمرهم، أو إظهار سلوك جنسي مبالغ فيه.

إنعزال اجتماعي: مثل تجنب التفاعل مع الآخرين، إنخفاض الثقة بالنفس، وانعدام الرغبة في اللعب أو التواصل مع الأصدقاء.

هذه المؤشرات ليست قاعدة صارمة ويمكن أن تكون لها أسباب أخرى غير العنف الجنسي، ولذلك يجب أن يكون التعامل مع هذه العلامات بحذر واحترام.

فإذا شعرتن أيتها الأمهات بالقلق بشأن سلامة أطفالكن/م، من الأفضل البحث عن المساعدة المهنية من أخصائيين نفسيين أو مستشارين مدرسيين ومراكز حماية الطفل المحلية للتوجيه والدعم. وفي حالة الاشتباه بحدوث أي اعتداء جنسي، يجب الاتصال فوراً بالسلطات المحلية المختصة أو مراجعة خبير في مجال الاعتداءات الجنسية على الأطفال.

الاجراءات الواجب اتخاذها:

إذا تم اكتشاف تعرض الأطفال للإعتداء الجنسي، فيجب اتخاذ الخطوات التالية:

الإبلاغ عن الحادثة: أهم الخطوات الواجب القيام بها هي الإبلاغ عن الحادثة إلى الجهات المختصة مثل الشرطة والجهة القضائية المحلية أو التوجه إلى الجمعيات المتخصصة مثل منظمة “أبعاد” على الرقم 81788178 بحيث تتولى هذه الجهات التحقيق في الحادثة ومتابعة القضية قانونياً.

ضمان سلامة الناجي/ة: فالأولوية الرئيسة هي السلامة والراحة. وقد يتضمن ذلك إبعاده/ا عن المكان الذي وقع فيه الاعتداء وضمان وجود بيئة آمنة له/ا.

الدعم العاطفي: يمكن أن يشمل تقديم ذلك، الاستماع الفعّال الى تجربته/ا والتعبير عن التعاطف والتأكيد أنه/ا ليس مذنب/ة. يمكن أن يكون التواجد العاطفي لشخص موثوق به، مثل مستشار نفسي أو مرشد مدرسي، مفيداً في هذه الحالة.

الحصول على الرعاية الصحية: ينصح بالتوجه إلى مركز صحي أو مستشفى متخصص في رعاية ضحايا الاعتداء الجنسي. ستقدم الفرق الطبية المتخصصة الدعم الطبي اللازم وتقوم بتقديم العلاج والفحوص اللازمة.

الدعم القانوني: يمكن الحصول على مساعدة قانونية من محامٍ متخصص في قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال. سيقدم المحامي الدعم اللازم والمشورة القانونية للناجي/ة والأسرة في ما يتعلق بالاجراءات القانونية المتاحة.

الاستشارة النفسية: يمكن أن تقدم هذه الخدمة للناجي/ة مساعدة كبيرة في تجاوز تأثيرات الاعتداء الجنسي كونها توفر الدعم النفسي والتوجيه والأدوات للتعامل مع التأثيرات النفسية الناجمة عن الاعتداء.

تذكروا أن العلاج النفسي والجسدي للناجي/ة يتطلب الوقت والدعم المستمر، كما يجب توفير بيئة داعمة ومحاولة توفير الدعم المتخصص للرعاية الصحية والنفسية للمساعدة في تجاوز تلك التجربة المؤلمة. فالاستجابة السريعة والتصرف الصحيح يمكن أن يساعدا في حماية الأطفال وتوفير الدعم اللازم.

شارك المقال