الروابط الوهمية… “النقرة بغلطة”

حسين زياد منصور

من منا لم تصله رسالة أو رابط من رقم غريب، أو بريد الكتروني من مصدر لا يعرفه؟ هنا تكمن الخطورة، ولطالما وقع العديد في مصيدة الروابط الوهمية، وهي احدى أشهر طرق الاحتيال المنتشرة، خصوصاً مع التقدم والتطور التكنولوجي. فطرق الاحتيال هذه لها أوجه عدة، تارة تستدرجك لدفع الأموال والنصب عليك من خلالها، وتارة أخرى تسرق منك بياناتك الشخصية، وقد تكون نتيجتها الابتزاز والتهديد من المخترق.

وبحسب منصة smex، وهي منصة دعم السلامة الرقمية، شهدنا خلال الفترات الماضية زيادة في عدد حملات التصيّد في لبنان وحتى في الخارج بين الجالية اللبنانية عبر “واتساب” والبريد الالكتروني، وهذه الروابط عادة ما تكون غريبة الشكل، إذ تحاول التخفّي بمظهر روابط أصلية لا تلفت الانتباه.

عدم التسرع بالنقر على الروابط

خبير أمن معلومات ومواقع التواصل الاجتماعي فريد خليل يوضح في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن الجميع يمكن أن تصلهم رسائل التصيد الاحتيالي، التي تسرق بيانات المستخدمين من معلومات وكلمات المرور والسر، واختراق هواتفهم وأجهزتهم المحمولة، في حال النقر أو الضغط على احدى هذه الروابط”. لذلك، يرى أن “أفضل ما يمكن فعله هو عدم النقر على أي رابط يصلنا من مصادر لا نعرفها، ان كانت عبر واتساب أو البريد الالكتروني”.

ويقول: “أولاً، يجب تجنب النقر على هذه الروابط، أو على الأقل ان أردنا معرفة ما هو هذا الرابط، نقوم بنسخه ووضعه عبر غوغل لمعرفة ان كان موجوداً على الانترنت. ثانياً، تصلنا في بعض الأحيان روابط مصغرة عناوين URL المختصرة، وربما تكون مزيفة أيضاً، لذلك نضعه في ما يسمى unshortener URL لمعرفة ما هو ثم وضعه على غوغل لمعرفة مصادره. اما ثالثاً، والأهم فيجب دائماً التأكد من اسم ومصدر الرسالة أو البريد، اذ تكون أحياناً باسم أحد الأشخاص الذين نعرفهم. ويجب دائماً معرفة Domaine name، وقراءة الاسم بتمعن وبعيداً عن التسرع ومن خلال شكل الأحرف والترتيب يمكننا معرفة إن كان خطراً أو لا”.

ويتابع خليل: “حتى الضغط على الروابط المرفقة بتعابير مثل مبروك أو إذا ما كبست عم تروح فرصة عمرك، فليس هناك أي شيء من هذه الأمور، وعلى سبيل المثال يرسل شخص يسكن في نيجيريا رابطاً ويقول لي فيه ان لي أموالاً عنده، وانا أصلاً لا أعرف أحداً هناك، لذا هذا ليس منطقياً، ولا يجب أن ننخدع بالتعابير التي يمكن أن تستفزنا إيجاباً أو سلباً”.

في الاجمال، من يرسلون “ايميلات” كهذه لا يستخدمون .com، مثل facebook.com أو Instagram.com، بل على العكس يكون الاسم “غريباً عجيباً”، ومغايراً لما نعرفه، ويكون مخصصاً لعمليات اختراق كهذه، بحسب خليل، الذي ينبّه على أنه “في حال تمت سرقة الواتساب أو البريد الالكتروني لأحد الأصدقاء ووصلنا منه رابط غريب يجب التواصل معه مباشرة عبر الهاتف للتأكد مما أرسله”.

ويشدد على وجوب “الانتباه الى هذه العوامل، خصوصاً إن كانت من مصادر غير موثوقة، والانتباه الى بعض التفاصيل من قراءة المحتوى أو البريد أو الاسم بصورة جيدة، فالسبب الرئيس لحصول عمليات الاحتيال هو المستخدم الذي يضغط على الرابط من دون التأكد منه، والالتزام بهذه النصائح يجنبنا عمليات السرقة والاختراق”.

ويعلق أحد أصحاب محال بيع وتصليح الهواتف على هذا الموضوع، مؤكداً لـ”لبنان الكبير” أن الكثير من الأشخاص الذين وقعوا ضحية الضغط على الروابط الوهمية يقصدونه، موضحاً أن فئة لا بأس بها هي من كبار السن، وضغطوا على هذه الروابط بصورة خاطئة أو لأنهم غير مطلعين على هذه الأمور، وذلك يعود الى جهلهم بأمور التكنولوجيا وعدم الدراية الكافية بهذا المجال. ويؤكد أن هؤلاء بغالبيتهم، أي كبار السن، صيد ثمين لمن يرسل هذه الروابط والأفخاخ.

شارك المقال