السياحة على دفّتي الدولة وقطاع الكهرباء!‎

ساريا الجراح

يعلّق لبنان آماله على موسم سياحي واصطيافي واعد، فالمؤشرات كانت خير دليل على عودة النشاط الى القطاع السياحي من جديد هذا العام، على الرغم من تدهور الأوضاع وصعوبة الواقع المرير إلا أن الحملات السياحية تربّعت على عرش الوطن بهدف تشجيع المغتربين والسياح لزيارة بلد يتميز بمعالمه السياحية وتنوع مواقعه بين الساحل والجبل، والأهم أنه يجمع عدداً من المعالم الشرقية والغربية ليبقى الوجهة الأولى حتى مع وجود الأزمات المتراكمة.

لبنان هذا العام حافل بالحفلات الكبرى، وعدد كبير من المغتربين والسياح الأجانب كانت وجهتهم السياحية هذا البلد الذي وعلى الرغم من أوضاعه الا أنّه الاختيار الأول للمواطنين المؤمنين بوطنهم في ظل الأوضاع المشحونة. مما لا شك فيه أن أزمة الكهرباء قد تؤثر سلباً على الخدمات السياحية، فالواقع اللبناني وصل حدّ المطاعم والفنادق حيث أن بعض النزلاء في الفنادق الباهظة يشكو من مشكلة الكهرباء التي تعتبر شرياناً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه، كذلك بعض المطاعم يعجز عن توفير كهرباء ٢٤/٢٤ ما يؤثر سلباً على تخزين المواد الغذائية، ناهيك عن تلك التي تلتزم الصمت فتسبب ضرراً كان واضحاً في الأشهر الماضية من خلال حالات التسمم بالاضافة الى اعتماد اللحم والدجاج الفاسد.

على الرغم من كل هذه المآسي والمخاطر إلا أن اللبناني لا يصعب عليه شيء والدليل نجاح غالبية الحفلات في لبنان وآخرها حفل الفنان المصري تامر حسني الذي أحرز صدى غير مسبوق في عالم الفن والسياحة. الثابت أن لبنان يخلو من سياسة سياحية واضحة! فكيف نعالج الأزمة وعلى عاتق من تقع المسؤولية منذ البداية؟

أكدت مصادر مطلعة لـ “لبنان الكبير” أن أهم المعوقات التي يواجهها قطاع الطاقة تكمن في عدم تحويل مصرف لبنان الدولارات المطلوبة الى مؤسسة الكهرباء وتحديداً بالطريقة المتفق عليها أي من الليرة الى الدولار. وأوضحت أن هناك تقاعساً حتى الساعة في التحويل، مشيرة الى أن هذه العملية تعود بالنفع على الليرة والاقتصاد الوطني وتساعد مؤسسة كهرباء لبنان في الاستمرار عبر دفع ثمن الفيول المطلوب لتشغيل المعامل.

وفي هذا السياق، أكد الاعلامي زكريا فحّام أن “النجاح وتحريك العجلة الاقتصادية يقعان على عاتقنا والايرادات المادية تذهب إلى خزينة الدولة مباشرة!”. وأشاد بجهود وزير السياحة، متمنياً عليه وضع خطط استراتيجية مدروسة.

أضاف فحّام: “ان الاقتصاد الذي نعيشه اليوم هو سيف ذو حدّين أحدهما على المواطن اللبناني الموجود على الأراضي اللبنانية، وايجابي على المغترب الذي يدخل عملة الفريش دولار”. ولفت الى أن “الدولة النائمة لا تقدر المواطن، الذي يلعب دور الدولة في التوظيف، ولا يحتاج منها إلا الى عربون شكر وتقدير لهذه الابداعات التي ولدت من رحم متعب”.

من يتحمل المسؤولية في لبنان، وما هي أبرز الحلول التي اعتمدها المتعهدون لتجنب انقطاع الكهرباء؟

شدد متعهّد الحفلات محمد برجي في حديث لـ “لبنان الكبير” على أن أزمة الكهرباء في لبنان ليست جديدة بل هي حصيلة 25 سنة من الإهمال، موضحاً أن “المواطن اللبناني دائماً ما يلجأ إلى حلول بديلة نتيجة اعتياده السريع، فمتعهدو الحفلات ابتكروا حل اللجوء إلى الاشتراك الخاص المرخّص من وزارة الاقتصاد، مثل الفوروم دو بيروت الذي يعتمد على اشتراك خاص يكلفه مبالغ باهظة”.

ولم يستثنِ برجي الطاقة الشمسية كبديل لحل أزمة الكهرباء، ملقياً باللوم على الحكومة باعتبارها “الوحيدة القادرة على إيجاد الحلول”. ورأى أن “الأزمة اليوم ليست محصورة بقطاع معين بل هي مسؤولية الدولة وحدها”.

شارك المقال