البطيخ “رفيق” الطقس الحار… والبلدي أفضل من المستورد

حسين زياد منصور

“الدنيا شوب، بدها كزدورة على النهر مع بطيخة حمرا وشي بارد”، هذا ما يقوله بلال عن حال العديد من اللبنانيين اليوم عند اقتراب نهاية الأسبوع، أي منذ يوم الجمعة حتى الأحد، خلال أيام العطلة، هرباً من هموم البلاد وبحثاً عن الراحة.

البطيخ هو الرفيق الدائم للمائدة اللبنانية خلال فصل الصيف، يمكن تسميته بفاكهة الصيف أو الموسم من دون منازع، خصوصاً عندما تكون البطيخة حمراء وطعمها “حلو متل السكر”، وتتنقل هذه الفاكهة مع اللبنانيين أينما كانوا في البيوت، المطاعم، الاستراحات، المنتزهات وحتى السهرات… فهي المفضلة لديهم خلال أيام الحر و”الشوبات” الشديدة، وهناك من يحب تناول البطيخ مع أنواع الجبنة مثل الحلوم أو العكاوي أو البلغاري.

ناضجة وحلوة

بلال يحب البطيخ كثيراً، ودائما ما يشتريه، لذلك يحصل عليها ناضجة وحلوة، فهو يعرف كيف يختار، ويقول: “عندما تمسك بالبطيخة، اذا شعرت بأنها ثقيلة، مهما كان حجمها، صغيرة أم كبيرة، فهذا دليل على أنها ممتلئة بالعصير اللذيذ، حتى أنك تطبش عليها لتتأكد من الصوت الذي سيصدر”.

ويضيف: “يجب أن تكون البطيخة نوعاً ما قاسية، فإن كانت طرية في أي جانب منها، ستكون مستوية أكثر من اللازم. الكثيرون لا يؤمنون بهذه الطريقة، والبعض لا تنجح معه، اذ يظن أنه اشترى بطيخة حمراء وحلوة، لكنه يتفاجأ بأنها سيئة. ومعظم اللبنانيين يدعون أنهم يفهمون في كل شيء، لذلك يقعون في الفخ، خصوصاً عندما ينادي البياع عالسكين يا بطيخ، على أساس أنه متأكد من أن البطيخة حمراء، ومستعد لقطعها أمام الزبون ليؤكد له ذلك، وغالباً ما تكون بيضاء”.

البطيخ اللبناني

وفي حديث لموقع “لبنان الكبير” يقول أ. ف أحد مزارعي البطيخ: “ان البطيخ البلدي المتوافر في الأسواق أفضل من المستورد، وسعره أقل من الأجنبي، وذلك لعدة أسباب منها أن المستورد كله يحاسب وفق الدولار الى جانب تكاليف نقله والكثير من الأمور. وعموماً الإنتاج اللبناني من البطيخ يفيض عن حاجة السوق، حتى أن المستورد منه لا يشكل سوى 20٪ من سوق البطيخ في لبنان”.

اما عن الأسعار، فيشير رامي جمال الدين صاحب أحد متاجر الخضار والفاكهة الى أن “البطيخ اللبناني هو الأكثر انتشاراً، ولكل نوعية سعرها، اذ تبدأ الأسعار من 18 ألف ليرة وصولاً الى 30 ألفاً للكيلو الواحد”، مؤكداً أن

“المنتج اللبناني هو الأفضل دائماً ويشكر فيه الزبائن”.

فوائده وأهميته

يعد البطيخ غنياً بنسبة كبيرة من الفيتامينات المتنوعة أبرزها “أ” و”ج”، الى جانب الأملاح التي تشمل الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والزنك والمنغنيز والمغنيسيوم والصوديوم والفوسفور. ويحتوي كل 100 غرام من البطيخ على 127 سعرة من الطاقة، و7.5 غرامات من النشويات، و6.2 غرامات من السكر، و0.61 غرام من البروتينات و0.4 غرام من الألياف. كما أن الماء يشكل 90% من وزنه، فهو مصدر طبيعي وممتاز للسوائل.

اما على الصعيد الصحي، فالبطيخ له فوائد عدة، من خفض مخاطر أمراض القلب والسكر والسمنة، الى جانب الافادة في الحفاظ على الوزن المثالي ولصحة الشعر والجلد أيضاً.

ووفق العديد من الدراسات، البطيخ يحسن أداء الأوعية الدموية ويسهم في الحماية من أمراض القلب، كما يحتوي على مواد تخفض من ضغط الدم خصوصاً لدى كبار السن من البدناء، ويعتبر من الأغذية المضادة للأكسدة التي تساعد في مكافحة إصابة الجسم بالسرطان، ويعد مانعاً للإمساك، ويساعد الجهاز الهضمي في تنظيم عمله وامداد الجسم بالماء. 

أصل البطيخ والإنتاج العالمي

ترجع أصول البطيخ الى أفريقيا الاستوائية وجنوب أفريقيا، ولا تزال أصوله الجينية موجودة في أنواع مختلفة وبعضها لا يصلح للاستهلاك الآدمي، فمن أفريقيا انتشرت زراعة البطيخ. واكتشفت بعض بذوره في مقبرة توت عنخ آمون. ثم بدأ يزرع في الهند خلال القرن السابع، اما الصين التي تعد حالياً من أكبر الدول زراعة واستهلاكاً للبطيخ فانتقلت زراعته اليها في القرن العاشر الميلادي.

ووصوله الى أوروبا كان من خلال العرب والاندلس حيث هناكآثار لزراعته في قرطبة وإشبيلية، الا انه لم ينتشر لحاجته الى طقس حار وجاف وهو ما لا يتوافر في دول وسط وشمال أوروبا.

ويبلغ انتاج العالم من البطيخ 95.2 مليون طن، تنتج الصين وحدها 70 مليوناً منها.

شارك المقال