كتل لاهبة في لبنان… وخطر الحرائق إلى ارتفاع

عامر خضر آغا

نبَّهت وزارة البيئة في بيان على ارتفاع مؤشر خطر الحرائق خلال الأيام المقبلة بالتزامن مع الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة في غالبية المناطق اللبنانية، وذلك ابتداءً من يوم الخميس.

وأشارت توقعات مرصد الحرائق في جامعة البلمند إلى تعرض بعض المناطق ذات الغطاء النباتي الى تقلّص في مساحاتها الخضراء ولاسيّما في عكار، المنية – الضنية، البترون، بعبدا، المتن، الشوف، جزين، بنت جبيل والنبطية بالاضافة الى المناطق الداخلية في البقاع.

ليست المرة الأولى التي يشهد فيها لبنان تغيرات مناخية وطبيعية من هذا النوع، والتي انعكست بدورها على الطبيعة والبيئة. ففي العام 2019 طالت لبنان موجة حرائق كثيرة انتشرت في شتى أنحائه، واحترق حينها 3000 هكتار مقابل حوالي 7000 هكتار في العام 2020، وتمت الاستعانة بطوافات أجنبية بسبب النقص الذي عانى منه الدفاع المدني لوجيستياً. وفي أواخر تموز العام 2021 اندلعت حرائق عدة خصوصاً في غابات عكار ومرج بسري في الجنوب ودير القمر في الشوف، واشتعل أكثر من 1200 هكتار. أما مجموع المساحات الخضراء التي التهمتها النيران منذ العام 2006 وحتى العام 2020 فبلغت 360 مليون متر مربع .

وفقاً لتقرير نشره المتخصص في الأحوال الجوية وعلم المناخ في بوسطن الأب ايلي خنيصر، فإن لبنان سيتأثر بالمنخفض الجوي الهندي الموسمي الذي يتمركز فوق دول الخليج والربع الخالي، الأمر الذي سيسهم في ارتفاع درجات الحرارة وستمتد الكتل الحارة نحو لبنان ودول الجوار متحولة إلى لاهبة بين 15 و21 تموز، وترتفع الحرارة بالتالي من 38 الى 40 درجة.

وأكد رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية عبد الرحمن زواوي لـ ” لبنان الكبير” أن “درجات الحرارة سترتفع بمعدلات غير طبيعية بفارق درجتين من 32 درجة الى 34 درجة وقد تصل إلى 35 درجة، وفي نهاية الأسبوع ستصل الى 40 درجة في البقاع”، لافتاً الى أن “هذه المعدلات عادةً ما تكون طبيعية في شهر تموز إلّا أن الناس لن تكون لديها قدرة على التحمل ولاسيما أنَّ أدنى مقومات التبريد باتت شبه معدومة نظراً الى ما يمر به قطاع الكهرباء”.

وأشار الخبير البيئي مازن عبود لـ “لبنان الكبير” الى أهمية التقرير الذي نشرته المجموعة العلمية للأمم المتحدة لرصد وتقويم جميع العلوم العالمية المتعلقة بتغير المناخ”IPCC” ، مؤكدة أنَّ منطقة شرق المتوسط هي من أكثر المناطق عرضة للحرائق وذلك نتيجة فشل امتصاص الاحترار الملحوظ فيها. كما وقدَّرت أن موسم الحرائق هذا العام سيكون أوسع أكثر من الأعوام الماضية وسيمتد لفترة أطول.

وقال عبّود استناداً الى التقرير: “ان زوال البقعة الخضراء في لبنان والمنطقة سيأخذ مداه بصورة أسرع”.

وبالنسبة الى الحلول التي يمكن اعتمادها للحد من توسع الحرائق، شدد عبود على ضرورة إقامة أبراج للمراقبة وتفعيل محطات إنذار مبكر وإنشاء البرك المائية وتمهيد مسالك آمنة للمواطنين في الغابات، معتبراً أن “الحل الأساس أيضاً يكمن في خطة شاملة أعدّتها الدولة اللبنانية ولم تسلك حتى الآن طريقها نحو التنفيذ”.

هذا وقد أصدرت الإدارة العامة للدفاع المدني بياناّ تضمّن تحذيرات أهمّها: إخلاء السيارات من المواد الغازية والأجهزة والعطورات وفتح نوافذها وعدم تعبئة اطاراتها أكثر من اللازم, إضافة إلى الحرص على عدم تشغيل سخانات الماء واسطوانات الغاز في الشمس.

البيئة شريان الحياة لذلك يحتّم على المواطنين حماية المساحات الخضراء بالامتناع عن رمي المخلّفات القابلة للاشتعال وتجنّب إضرام النيران وإطلاق المفرقعات في محيطها, فالبيئة صديقة الانسان و أنيسة وحدته.

شارك المقال