التبنّي في لبنان… القوانين مشروطة والرقابة مفقودة

ليال نصر
ليال نصر

يختلف قانون التبني في لبنان بحسب المذاهب، فهو ممنوع عند الإسلام بينما لديه شروط خاصة في قوانين الأحوال الشخصية عند الطوائف المسيحية، مثلاً: يجب أن يكون هناك 15 عاماً فارقاً في العمر بين طالبي التبني والطفل/ة وأن يكون أحد الزوجين غير قادر/ة على الانجاب ويتمتعان بأهلية، ولديهما حكم قضائي بأنه يحق لهما الحصول على التبني بحسب قوانين الأحوال الشخصية.

كذلك في المحاكم المدنية أي بين وزارة الداخلية والأمن العام والقضاء العدلي يرعى القانون موضوع التبني لتنظم للأطفال هويات وجوازات سفر ولتكون حقوقهم مرعية الاجراء في القانون.

وتلفت المحامية في منظمة “كفى” فاطمة الحاج في حديث لموقع “لبنان الكبير” إلى أن قوانين التبني في لبنان تنصف الأطفال على الورق بالشروط المطلوبة لناحية كيفية الترخيص لعائلة أن تتبنى طفلاً/ة إن كانت العائلة من خارج لبنان أم داخله وهناك إجراءات كي توافق الجهات المختصة على التبني، لكن الثغرة بعد ذلك تكمن في عدم المراقبة بعد تبني العائلات للأطفال فلا يقوم أحد بزيارات ميدانية لعائلة للتأكد ما إذا كان الطفل/ة بصحة جيدة ويتلقى رعاية وفقاً للحد الأدنى من الشروط المعينة للرعاية الصحية التربوية النفسية وما إذا كان الأهل يحسنون تربية الأطفال ويؤمنون لهم/ن الاستقرار أو يتاجرون بهم/ن. وهنا علامات الاستفهام لأن لا رقابة في لبنان وهناك غياب تام لدور الدولة ما بعد أخذ العائلات للأطفال فلا نعرف إن وجدوا في بيئة صالحة أم لا.

على الصعيد النفسي، تقول الاختصاصية النفسية شارلوت الخليل لموقع “لبنان الكبير”: “إن تبني الأطفال في لبنان عملية معقدة جداً وخصوصاً أن الأهالي الذين يحاولون التبني يواجهون تحديات كثيرة إحداها الإجراءات القانونية التي تأخذ وقتاً طويلاً وتسبب إرهاقاً عاطفياً، بالإضافة إلى الصورة النمطية حول التبني والمخاوف التي تتبعها بشأن القبول والتقبل العام وردود الفعل من العائلة والأصحاب والمحيط فضلاً عن الأعباء المالية التي تترافق مع هذا الموضوع”.

كيف يؤثر التبني على الأطفال المتبنين أنفسهم؟

نرى هذا التأثير خصوصاً في الأمور المتعلقة بالثقافة والهوية وعلى الرغم من أن للتبني آثاراً إيجابية، فهو يوفر منزلاً وعائلة ودعماً للطفل/ة لكن يمكن أيضاً أن يكون التكيف مع العائلة الجديدة متعباً للأطفال، وهنا يواجهون أسئلة لها علاقة بأصلهم وأهلهم الحقيقيين. ومن الضروري أن يؤمن الأهل المتبنون البيئة الداعمة ويشجعوا على التواصل والتعبير عن هذه المواضيع من عمر صغير ويسمحوا لهؤلاء الأطفال بالتعبير عن مشاعرهم خلال كل الفترات والمراحل المختلفة التي يمرون بها في حياتهم.

على الأهل متابعة التحضير النفسي قبل التبني وبعده، وهذا التحضير يتضمن تثقيفاً نفسياً على الأشياء الأساسية كالتعلق وتطور الطفل والتحديات العاطفية المحتملة التي يمكن أن يواجهها الأطفال المتبنون، ويجب أن يفهم الأشخاص الذين يريدون التبني أهمية العلاقة مع هذا الطفل والتواصل المستمر والبيئة الحاضنة الآمنة المتقبلة، ومن الضروري التعرف الى خلفية الطفل وثقافته وما لديه من عادات كي يستطيعوا التعامل معه بطريقة ناجحة.

متى نخبر الأطفال أنهم متبنّون؟

من الضروري أن نخبر الطفل/ة عن التبني منذ الصغر، فالصدمات تحصل عندما يعرف الأطفال في عمر متأخر أنهم متبنون ويحدث جراء ذلك ردود فعل. فعندما يكبر الأطفال بواقعية وصراحة يكسب الأهل ثقهم ما يجعل عملية التبني ناجحة وصحية أكثر للطرفين.

إذا كان هناك استعداد نفسي صحيح والقرار مشتركاً من الأم والأب للتبني فهذا له تأثير إيجابي لأنهما يلبيان رغبتهما لينتقلا من كونهما زوجاً وزوجة ويصبحا أماً وأباً، وهنا المرافقة ضرورية قبل التبني وخلاله وبعده للأهل ليمروا بتحدياتهم لأن الضغط عليهم أكبر خصوصاً من نظرة المجتمع وردود الفعل ما يؤثر على ممارستهم للأمومة والأبوة، لذلك من الجيد الاتكال على نظام الحماية والاختصاصيين إذا كانت هناك حاجة الى ذلك.

وترى الخليل أن التبني خيار يأخذه أشخاص راشدون وعلينا احترام هذه الخيارات وتسهيلها لا سيما أنها نوع من الحرية الشخصية.

شارك المقال