تسمم جماعي لمغتربين في منطقة سياحية… ما السبب؟

تالا الحريري

تعود حالات التسمم في لبنان إلى الواجهة بعد ارتفاع عددها في مناطق عدّة، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدة رئيس لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور بلال عبد الله عن “تسمم غذائي جماعي لأهلنا من الجية، القادمين من أستراليا، في أحد المطاعم اللبنانية في منطقة سياحية. تواصلت مع وزارة الصحة لاتخاذ الاجراءات والتدابير المناسبة”. وناشد أصحاب المطاعم ونقاط الطعام المختلفة بالقول: “حافظوا على أهلنا وصحتهم وعلى سمعتكم ومستوى السياحة في لبنان”.

وأوضح الدكتور عبد الله في حديث لـ “لبنان الكبير” أنّ “هناك 130 شخصاً تسمموا في هذا المطعم وكانوا في رحلة في المنطقة السياحية”، مؤكداً أنّ “تسمم هذا العدد من الأشخاص حكماً بسبب الأكل”. وبما أنّه وضع هذا الأمر برسم وزارة الصحة، فإنّ وزارة الاقتصاد لن تتدخل ويقع الأمر حالياً على “الصحة” في التحرك واتخاذ الاجراءات اللازمة في حق هذا المطعم ومعرفة الأسباب التي أدت الى هذا التسمم.

ودعت بلدية الجية في بيان “وزارة الصحة وأجهزة الرقابة المعنية بسلامة الغذاء، الى التحرك السريع، ومتابعة موضوع سلامة المواطنين على جميع الأراضي اللبنانية، لا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة، والانعكاسات السلبية والخطيرة لانقطاع الكهرباء عن تشغيل البرادات المخصصة لحفظ الأطعمة واللحوم .”وأبدت أسفها الشديد لـ “ما تعرض له عدد من أبناء البلدة، المغتربين في أستراليا والمقيمين، خلال رحلة لهم، من تسمم بفعل تناولهم الطعام في أحد المطاعم خارج منطقة اقليم الخروب والجبل، وفي منطقة سياحية مهمة”.

كما انتشرت أخبار عن تسمم عشرات الأشخاص ونقلهم إلى مستشفى الشيخ راغب حرب في تول – النبطية، وأنّ المشترك بينهم مطعم دجاج مشهور في المدينة. الا أن مدير العلاقات العامة والاعلام في المستشفى رائف ضيا نفى في وقت لاحق “الاشاعات المتداولة عن وجود عشرات حالات التسمم نقلت الى مستشفى الشيخ راغب حرب”، مؤكداً أن “أياً من أقسام الطوارئ في المستشفى لم يستقبل أية حالة تسمم لا اليوم (امس) ولا أمس (الأول)”.

كما نفى رئيس مصلحة الصحة في محافظة النبطية علي عجرم، أن يكون أبلغ عن وجود حالات كبيرة من التسمم بين العائلات في النبطية ومنطقتها.

أسباب التسمم

أوضح طبيب الصحة العامة عادل عويدات لـ”لبنان الكبير” أنّ “التسمم الغذائي يحدث من خلال استهلاك الأطعمة أو المشروبات الملوثة التي تحتوي على البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات أو السموم أو المواد الكيميائية الضارة. وتلعب عوامل عديدة دوراً كبيراً في هذه الحالة، بصورة رئيسية منها درجة الحرارة، فالطقس الدافئ يعزز نمو البكتيريا في الأطعمة الغذائية. وتشمل أمثلة البكتيريا التي يمكن أن تسبب التسمم الغذائي السالمونيلا، الاشريكية القولونية (E. coli) و Campylobacter و Listeria و Clostridium perfringens”.

وعزا أسباب فساد الأكل أو التسمم الى “انقطاع التيار الكهربائي، الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان التبريد وتلف الأطعمة القابلة للتلف التي تعزز نمو البكتيريا واستهلاكها يؤدي إلى التسمم الغذائي. اضافة الى الأحداث الخارجية، مثل النزهات والشواء، التي تكون خلال الطقس الدافئ، أكثر شيوعاً”.

ولتجنب التسمم الغذائي أثناء الطقس الحار، شدد عويدات على ضرورة “الحد من أنواع الطعام التالية أو تجنبها مثل:

– اللحوم والدواجن الخام أو غير المطبوخة.

– المأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة جيداً، مثل المحار والسوشي.

– منتجات الألبان، يمكن أن يفسد الحليب والجبن واللبن ومنتجات الألبان الأخرى بسرعة في درجات الحرارة الدافئة.

– البيض، يمكن أن يحمل البيض الخام أو المطبوخ قليلاً بكتيريا السالمونيلا.

– المنتجات غير المغسولة، يمكن للفواكه والخضروات التي لم تغسل أن تحتوي على البكتيريا والملوثات الأخرى.

– السلطات القائمة على المايونيز، يمكن أن تفسد السلطات مثل سلطة البطاطس والكولسلو وسلطة المعكرونة المصنوعة من المايونيز بسرعة في الطقس الحار.

– “البوفيهات” وانتشار النزهات، الأطعمة التي تترك على طاولات “البوفيه” أو أثناء النزهات لفترة طويلة يمكن أن تصبح غير آمنة للأكل بسبب نمو البكتيريا”.

ودعا الى “تخزين الطعام في درجات حرارة مناسبة، وطهو الطعام جيداً، وتجنب التلوث المتبادل، وممارسة النظافة الجيدة، وتبريد بقايا الطعام على الفور”.

شارك المقال