مؤشر الحرائق… نار

حسين زياد منصور

لا تزال موجات الحر الشديد تسيطر على أجواء لبنان، وتشتد يوماً بعد يوم، وأصبح الطقس لا يطاق، “فطيس” بكل ما للكلمة من معنى. درجات الحرارة ترتفع بصورة واضحة وملموسة، وقد تخطت معدلاتها الطبيعية، وأدت الى ارتفاع مؤشر الحرائق في مختلف الأراضي اللبنانية، وظهر ذلك في الحريق الذي امتد على مدى 3 أيام بين بلدتي داريا في إقليم الخروب وغريفة في منطقة نهر الحمام، حيث عملت فرق إطفاء الدفاع المدني للسيطرة عليه، الأمر الذي استدعى وصول سيارات اطفاء من مراكزه في مختلف المناطق للمساعدة في اخماد الحريق، فضلاً عن تدخل الجيش اللبناني وطوافاته.

وتكرر الأمر خلال الأيام الماضية في مناطق أخرى مثل بلدة إبل السقي في منطقة مرجعيون حيث شب حريق كبير، ما استدعى تدخل الجيش اللبناني لإطفائه عبر طوافاته بسبب وعورة المكان.

وكانت المديرية العامة للدفاع المدني رفعت جهوزيتها في مراكزها الاقليمية والعضوية كافة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وبلوغها الـ 40، وذلك بعد ارتفاع مؤشر خطر اندلاع الحرائق في الأحراج.

زواوي: ارتفاع الرطوبة يخفف نسبة الحرائق

رئيس دائرة التوقعات في الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي عبد الرحمن زواوي أوضح في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن درجات الحرارة فوق معدلاتها الطبيعية في السواحل والرطوبة مرتفعة جداً، اما في الجبل فدرجة الحرارة معتدلة بين 17 و27 درجة، أي ليس من المفترض أن نشهد حرائق في الجبال، لأن هذه هي درجة الحرارة العادية في شهر تموز، اما في البقاع فتصل في حدها الأقصى الى 38 و39، وتعد مرتفعة، والحد الأدنى في الليل 28.

وقال: “بالنسبة الى موجات الحرائق، اجمالاً عندما تكون الرطوبة مرتفعة تخف درجة الحرائق، التي تنتج عن درجات حرارة مرتفعة ونسبة رطوبة منخفضة، أي أن الجو يكون ناشفاً والحرارة مرتفعة، وهو ما يؤدي الى احتمال نشوب الحرائق”.

وحذر زواوي من الحرائق بسب الحرارة واستمراريتها، لكنه أكد أن “لا شيء مرعب أو مخيف من هذه الناحية، فلن يحصل عندنا كما يحصل في رودس من حرائق غابات، لأن الرطوبة العالية تخفف من احتمال اندلاع الحرائق”.

أخذ الحيطة والحذر والتزام الارشادات

مصادر الدفاع المدني أشارت لـ “لبنان الكبير” الى ضرورة أخذ الحيطة والحذر والالتزام بالارشادات التي سبق ونشرت، وتتعلق بمخاطر حرائق الغابات، وعدم استخدام المفرقعات بالقرب من الأحراج، لما قد ينتج من أضرار وحرائق، فضلاً عن الاتصال فوراً بغرفة العمليات على رقم الطوارئ 125، وذلك لتفادي ازدياد الخسائر في الغطاء الأخضر والأضرار البيئية من جهة وتفادي الحرائق قدر المستطاع من جهة أخرى.

وأكدت المصادر أن فرق الدفاع المدني على أتم الاستعداد والجهوزية على الرغم من النقص والمشكلات التي يواجهونها.

وبحسب توقعات الحرائق من الدفاع المدني فإن مؤشر الحرائق بغالبيته متوسط ومرتفع ومرتفع جداً.

اما في ما يتعلق بعدد الحرائق منذ بداية العام حتى تاريخ الأمس فهو 392 للغابات، و274 للأشجار المثمرة و1966 للأعشاب.

وأعلنت وزارة البيئة أن لبنان يتعرض كغيره من بلدان المنطقة لموجة طقس حارة وناشفة تمتد لعدة أيام، ما يؤدي الى ارتفاع نسبة اندلاع الحرائق في الغابات والأحراج والأراضي الزراعية.

وتعطي مصادر الوزارة بعض التوجيهات، أبرزها: عدم استخدام أي مصدر للنار، خصوصاً في الأراضي الزراعية والأحراج، أو حتى استخدام المفرقعات النارية للاحتفال بالقرب من هذه المناطق، مشددة على ضرورة الابلاغ مبكراً عن أي حريق يندلع، إن كان من مجموعات الرصد المنتشرة في عدد من المناطق أو حتى من السكان والبلديات، الى جانب تأمين مخزون كافٍ من المياه للمساهمة في اخماد أي حريق من المحتمل أن ينشب.

وأكدت المصادر أن وزارة البيئة تتابع كل ما يتعلق بالوقاية من حرائق الغابات.

وعلى إثر ذلك، أشارت دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت في بيان، الى أن محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود أصدر تعميماً الى فوجي الاطفاء والحرس وجميع المصالح والدوائر البلدية بضرورة الاستعداد والاستنفار بسبب موجة الحر الشديدة التي تضرب العالم وتتأثر بها جميع المدن اللبنانية وخصوصاً مدينة بيروت، وبسبب ارتفاع مؤشر خطر الحرائق خلال الفترة المقبلة ولا سيما في الحدائق العامة لمدينة بيروت وخصوصاً في حرج بيروت وميدان سباق الخيل.

تجدر الاشارة الى أن مؤشر الحرائق يمتدّ موسمها من شهر 6 إلى شهر 11.

وشهد لبنان خلال السنوات الماضية موجات ارتفاع في درجات الحرارة تسببت بحرائق كبيرة وأحدثت خسائر فادحة في الثروة الطبيعية.

شارك المقال