بعد اعتماد شعار “X”… لماذا كانت “آبل” ترفضه؟

تالا الحريري

يبدو أنّ ايلون ماسك متمسك جداً بحرف “X”، فعدا عن أنّه سيكون الاسم الجديد والبديل لتطبيق “تويتر”، لديه في الأصل Space X كما أعلن سابقاً عن إطلاق شركته الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي إكس.إيه.آي “X.AI” وذلك في إطار إنشاء بديل لمنصة تشات “ChatGPT”.

وكان الشعار الجديد “X” واجه معضلة بسبب رفض نظام التشغيل (iOS) الخاص بشركة “آبل” هذا الاسم، كونه لا يسمح لأي تطبيق بأن يكون اسمه مكوناً من حرف واحد، قبل الموافقة عليه منذ ساعات، مع العلم أنّ عملية تغيير الاسم جرت بسهولة في متجر Google Play. كما يواجه هذا الشعار أزمة أخرى في متصفح الويب (Edge) التابع لشركة مايكروسوفت، لأنه يعرض تحذيرات أمنية بسبب شكل الشعار.

لا مصطلحات تتوافق مع الاسم الجديد

أشار خبير أمن المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي فريد خليل في حديث لـ”لبنان الكبير” إلى رفض تحويل اسم تويتر الى اسم “X”  لأنه في قانون app store يجب على الأقل أن يتضمن حرفين، ويمكن لايلون ماسك أن يزيد أي حرف مثل  x app بكل سهولة وبالتالي يبقى الشعار “X”. ويمكنه تقنياً أن يزيد فراغاً (space) إلى جانب “X”  وهو شيء خاص بالبرمجة لكن الطريقة الأولى هي الأفضل.

وأوضح أنّ “مايكروسوفت منعت هذه الكلمة ليس لتحذيرات أمنية وحسب، فنحن ندرك أن حرف X يستعمل في المواقع الاباحية، لذلك يمنعون هذه الرموز باعتبار أنّها تهدف إلى نشر مواقع اباحية، لذلكx.com  يمكن أن يحجب لهذا السبب، لكن هذه الامور تحل لأن من المعروف أنx.com  تعود الى ايلون ماسك والشركة”.

ولفت الى أن “هذا يأتي ضمن اطار الهجمة الكبيرة التي يقوم بها ماسك والتخوف من نجاح هذا التطبيق الذي وعد به ماسك وهو super app الذي يشبه ووي شات، إذ يمكن للمستخدم القيام فيه بالكثير من الأمور وليس التغريد فقط، كالتحويلات المالية والحجوزات وكل شيء ضمن الاطار المالي الجديد”.

أمّا عن العوامل التي من الممكن أن تواجه ايلون ماسك مع اعتماد شعار “X”، فقال خليل: “بالطبع هناك الكثير من العوامل التي ستواجهه خصوصاً أن كل شركة عندما يكون لديها اسم تحصل على قيمة معينة. يعني اليوم شركة فايسبوك تقدر بحوالي 60 بليون دولار، وانستاغرام بحوالي 45 بليون دولار وفي النهاية التصنيفات تعود الى عدة عوامل. لذلك خسارة رمز معين وهو الاسم والعصفور الأزرق من الممكن أن يشكل خسارة كبيرة لعدم الثقة بأي شيء جديد قد يكون موجوداً. وايلون ماسك يعرف أنه مع كل المحاولات التي حاول تغييرها في تويتر كان يخسر الكثير، وهدفه منذ البداية مثلما قال أنّه لن يترك التطبيق كما هو إنما سيحوله الى شيء جديد كالـsuper app  أو everything appأي التطبيق الذي يمكن القيام فيه بكل شيء. لذلك حاول في البداية دعم تطبيق تويتر بصورة كبيرة لكن نزوح المعلنين عن التطبيق وعدم استقطاب أشخاص جدد  جعله يتقدم على الرغم من الخسارة ولكن باعادة احيائه بالشكل الذي يريده”.

وأعرب عن اعتقاده أنّ ماسك “لن يفشل في اعتماد الشعار الجديد لكن هناك ورشة كبيرة يحتاج الى فعلها، يعني على تويتر كنا نعرف أنّ هناك ما يسمى تغريد أو إعادة تغريد، كل هذه المصطلحات بحاجة الى تغييرها وهذه الخطوة لن أقول انّها متسرعة لكنها جاءت بسرعة حتى يقوم ماسك بصدمة خصوصاً مع انتقال تطبيق ثريدز لمحاربة تويتر. إجمالاً عندما يقوم الشخص بالـrebranding  يغيّر كل شيء من أجل صورة التطبيق لكنه غيّر الاسم أو الشعار لكن التطبيق من الداخل لا يزال كما هو، ولم يجد المصطلحات المناسبة التي من الممكن أن تتوافق مع الاسم الجديد والخدمات وألوانه. هذه الأمور تحدث من خلال دراسة لكنه هو في الأصل متجه إلى هذه الخطوة لأن اسم x.com اشتراه منذ 1999 ولديه هذا الهدف حتى قبل استحواذه على تويتر. وفي الأصل لديه space x وسيكمل في هذا الاطار، ويحاول بشتى الطرق تحقيق هذا الموضوع على الأصعدة كافة حتى يقوم بالتطبيق الذي يريده ويجمع كل شيء ضمن تطبيق واحد خصوصاً مع الثورة التي ستحدث في قطاع التحويلات المالية على هذا التطبيق ودمج الذكاء الاصطناعي معه”.

ماسك لن يتراجع في خطوته

أما المستشار في أمن وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي رولاند أبي نجم فرأى أنّ “الأزمة التي يواجهها ايلون ماسك في موضوع تغيير الشعار مرتبطة بعدة عوامل، أولاً نعرف أنّ شعار شركة معينة مثل تويتر بعد سنين طويلة يصبح ذا قيمة، وعندما يصير لديه اسم ثان يحتاج إلى الكثير من الوقت مجدداً. شركة ابل رفضت أساساً عدد أحرف معيناً لذلك لم تقبل بعد. مايكروسوفت وميتا  في الأساس لديهماX BOX  تابع لمايكروسوفت وهذا يؤثر في مواضيع معينة لها علاقة بالملكية الفكرية وغيرها حتى أنّ هناك أكثر من 300 شركة مستخدمة لحرف X”.

وأكّد أنّ “ايلون ماسك في مكان معين أخد في الاعتبار هذه الضجة والاشكالية التي تحدث، من الممكن أن يتأخر لاعتماد هذا الشعار بصورة رسمية لكن الرؤية التي يعمل عليها لا يمكن أن يكون فيها أي تراجع حتى ولو كان هناك الكثير من التحديات. كل شيء يقوم به لديه هدف وحيد فيه وهو أن يحول تويتر الى X التي ستكون من أهم المنظومات المالية سواء في تداول العملات المشفرة أو في الـE commerce . في النهاية هو رجل أعمال ويريد أن يقوم بـ businessيستفيد منه”.

شارك المقال