صيانة السيارات “مصلحة استغلالية”… ورواج القطع المستعملة

راما الجراح

“زمن أول تحول”، واقعٌ يعيشه اللبناني في كل مرة تتعطل سيارته. منذ بداية الأزمة وأسعار قطع السيارات ترتفع بطريقة جنونية مع كل إرتفاع للدولار مقابل الليرة اللبنانية، وما زاد الطن بلّة أن الدولار الجمركي على القطع المستوردة من الخارج زاد بصورة كبيرة. لذا، بات البعض مضطراً إلى ركن سيارته من دون تصليح، والبعض الآخر لا خيار لديه سوى تصليحها مهما كلفه الثمن.

وبحسب “الدولية للمعلومات” فانّ “اللبنانيين يتّجهون إلى قطع السيارات المستعملة بدلاً من القطع الجديدة، والتي انخفضت نسبة استيرادها، في العام ٢٠٢٢ إلى النّصف. وبلغت قيمة استيراد قطع السيارات الجديدة ٢.٧ ملايين دولار، في حين أن هذا الرقم كان يبلغ ٥.١ ملايين دولار في العام ٢٠١٨، ما يشير إلى أن اللبنانيين يتجهون في الغالب، إلى قطع السيارات المستعملة، وهي غير المستوردة إنّما الموجودة في لبنان”.

وفي حديث مع صاحب صفحة بيع وشراء قطع سيارات مستعملة على منصة “فايسبوك”، أوضح أن “النسبة الأكبر من الناس تتواصل معنا من أجل قطع نظيفة بأسعار جيدة جداً، عدا عن محال الميكانيك التي أصبحت تتعامل معنا بهدف التوفير عليها وعلى الزبون في الوقت نفسه. هناك عدة صفحات على فايسبوك يمكن أن تظهر لك بمجرد البحث عن الموضوع ومن كل المناطق اللبنانية تقريباً، ويمكن الانضمام إلى المجموعات والمتابعة والتواصل من دون أي مشكلة أو صعوبة في ذلك. وبرأيي أن كل شخص لا يفكر في قطع مستعملة اليوم قبل الاقبال على البحث عن أي قطعة جديدة لسيارته غير واعٍ لواقع هذا المجال، فأي قطعة للسيارة، صغيرة أم كبيرة، أقله ينخفض سعرها الى النصف عندما تكون مستعملة، بالاضافة إلى أن أصحاب الصفحات مثلي يمكنهم التحكم بالسعر المهم أن يكون أرخص من محال البيع بـ ٢٠٪ وكله ماشي”.

وأشار الميكانيكي حمادة مراد، صاحب محل “Trans For Mers group” الى أن “تكاليف قطع السيارات عموماً ارتفعت كثيراً، ولكن تختلف الأسعار بحسب موديل السيارة، على سبيل المثال (CRV 2014) من مشحة باب صغيرة وحادث بسيط تكلفتها ٥٥٠ دولاراً بين حدادة وبويا وقطع غيار. من ناحية أخرى، قطع الميكانيك لا بُد من تغييرها كل ٣ إلى ٦ أشهر بصورة دائمة، مثل الكوليه، التي كانت ولا تزال على الدولار ولكن اختلف سعرها مع عدم استقرار الدولار، فكان سعر أفخم نوع منها قبل الأزمة يساوي ١٠ دولارات، أما اليوم فأصبحت النوعية العادية جداً بـ ١٨ دولاراً، وكل السيارات التي يفوق سعرها الـ ٢٠٠٠ دولار يكون سعر الكوليه حوالي ٥٠ دولاراً، وطبعاً هناك أنواع أخرى قد يصل سعرها اليوم إلى ٢٠٠ دولار كل ٦ أشهر”.

أضاف: “هناك الملاقط، براغي الميزان، نربيش الزيت لسيلاندر الفرامل، الباغيت، وغيرها من الأمور التي تحتاج أيضاً إلى تغيير كل فترة ٣- ٦ أشهر لضمان سلامة السيارة والسائق. فمثلاً نربيش الزيت كان سعره ٢ دولارين، اليوم نبيعه بـ ٨ دولارات، باغيت الميزان كانت بـ ٦ دولارات كحد أقصى، أما اليوم فلا يمكن بيعها بأقل من ٢٣ دولاراً. سيارتي نوع كارفان 2006، قمت بتغيير جوان كارتير الزيت وكان الميكانيكي في غالبية الأحيان لا يحسب سعره ويقوم بتغييره مجاناً، اليوم سعره ٧ دولارات، وجوان كولاس كان بـ ٨ دولارات أصبح ٢٢ دولاراً للأسف”.

وأكد أن يحاول مساعدة الزبائن قدر المستطاع، لافتاً الى أن “تكلفة صيانة دورية للسيارة في محلي اليوم تساوي ٦٠٠ دولار كحد أقصى بينما في غالبية أماكن الصيانة والميكانيك يمكن ملاحظة الفرق بصورة واضحة بحيث لا يمكن أن تقل التكلفة عن ٨٠٠ إلى ١٠٠٠ دولار. للأسف كنا دائماً ندعو أن نبقى بصحة جيدة وغير ذلك لا يهم، أما اليوم فأتمنى أن لا يُبتلى أحد مع صاحب مصلحة استغلالي، والله يبعد الحوادث، تكلفتها صحية وخربان بيت”.

وشكا علي. ج من سوء الحال الذي وصل إليه العباد في لبنان، قائلاً: “منذ وقفة العيد وسيارتي متوقفة أمام المنزل لا أملك ثمن تصليحها بعد حادث صغير حصل يومها. تكلفة الباب ٤٠٠ دولار من صيانة، حدادة، وبويا، أي أحتاج الى حوالي ٤ أضعاف راتبي لأستطيع تصليحها”.

شارك المقال