السكن الجامعي عبء مكلف للطلاب… وايجار الغرفة يوازي شقة

تالا الحريري

يعاني الطلاب اليوم من ارتفاع أقساط الجامعات الخاصة، بعدما فرضت عليهم الادارة مبلغاً ضخماً بالعملة اللبنانية والفريش دولار، وتعالت صرختهم جراء هذا الموضوع خصوصاً أنّ الأقساط في بعض الكليات كالهندسة والطب والصيدلة تعدّت حدود التوقع والقدرة على تسديدها باتت صعبة في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور، إلى جانب أزمة الرواتب في القطاع العام وكذلك في القطاع الخاص حيث لا يتقاضى معظم الموظفين رواتب جيدة مقابل الخبرة أو ساعات العمل.

موضوع السكن الجامعي بات يشكل عبئاً مكلفاً على الطلاب أكثر من القسط نفسه، في ضوء استغلال أصحاب هذه الشقق أو الغرف حاجتهم اليها، وأصبحت غرفة واحدة حالياً توازي إيجار شقة عادية مؤلفة من ثلاث أو أربع غرف.

تتركز أهم الجامعات في بيروت، وعلى الرغم من توزع فروع بعضها على مناطق مختلفة في لبنان، إلا أنّ التوجه الأكبر للطلاب يكون نحو العاصمة وربّما يعود ذلك الى وجود الاختصاص الذي يريدون أن يدرسوه فيها. نتحدث هنا عن طلاب البقاع وطرابلس وصيدا والشوف، وحتى من يسكنون في مناطق لا تبعد سوى 30 أو 40 دقيقة عن بيروت إلا أنّهم يفضلون السكن الجامعي، توفيراً للوقت والمال، بعدما باتت كلفة المواصلات مرتفعة سواء كانت سيارة أو نقلاً عاماً، فالتنقل يومياً ذهاباً واياباً من المناطق البعيدة إلى بيروت يحتاج الى كمية كبيرة من البنزين ما يكبد الشخص مصاريف مالية كثيرة، ومثال على ذلك، كلفة الانتقال من طرابلس إلى بيروت والعودة يومياً قد تصل الى حوالي المليون ليرة وأكثر. 

السكن الجامعي وشروطه

يقول أحد المتعاملين في تأمين السكن الجامعي للطلاب لـ”لبنان الكبير”: “هناك سكن مشترك عبارة عن شقة عادية ربما تتألف من غرفتي نوم وصالون ومطبخ ومرحاض، وأحياناً يكون عدد غرف النوم أكثر، ويشترط المؤجر أن يكون هذا السكن مشتركاً بين طلاب الجامعة فقط ويتقاسمون الايجار، فيدفع كل منهم إيجار سريره إلى جانب مبلغ بسيط زيادة للمنافع كالبراد والمايكرويف إن توافر. ولا يقتصر السكن على الطلاب بل يمكن أن يشمل الموظفين أيضاً، ولكن هناك فرق بين السكن التابع للجامعة خصوصاً بحيث لا يمكن لأحد غير طلاب الجامعة وموظفيها أن يستأجر فيه، والسكن الموجود في أنحاء الجامعة وأحيائها ويستقبل الطلاب والموظفين من مختلف الوظائف والجامعات”.

ويضيف: “إذا تكلمنا عن السكن الجامعي الخصوصي، فهناك غرف مشتركة أيضاً تتبع الاستراتيجية نفسها فيها، أي الدفع مقابل سرير ومنافع الغرفة بالمشاركة مع الطرف الآخر، وهناك ما يسمى بـ Single Room أي لشخص واحد وتكون التكلفة أكثر من الغرف المشتركة”.

نظام المساكن الجامعية

إحدى الطالبات في سكن لا يتبع لجامعتها مباشرة لكنه قريب منها تماماً، توضح لـ”لبنان الكبير” نظام السكن فيه بأن “حراس السكن والادارة يمنعون اصطحاب أي شخص من الخارج حتى ولو كنت في غرفة وحدي، كما أنّ هناك وقتاً لاقفال البوابة منتصف الليل بحيث لا يمكن الدخول بعد ذلك. ويتناوب الحراس على المراقبة وحراسة المبنى ويمكنني القول انّه آمن ومنظم للغاية. هناك صالون مشترك يمكن لمستأجري الغرف التجمع فيه والجلوس معاً، اضافة الى مطبخ مشترك، بالاتفاق والتنظيم بعض الشيء في الوقت المحدد على استخدامه بعد وقت معين من الليل”.

مشاركة الحاجات وغياب النظافة

وتشكو طالبة أخرى من السكن الجامعي عموماً، مشيرة الى أنّ “أصحاب السكن باتوا يستغلون الطلاب أكثر من السابق فايجار غرفة واحدة تبلغ أمتاراً قليلة يوازي ايجار شقة سكنية عادية، إذ يصل سعر الغرفة للشخص الواحد الى 300 دولار، عدا عن الزامية المشاركة في الأشياء المشتركة، وهذا ما يثير اشمئزازي إذ انّ هناك إهمالاً من الكثيرين ولا ينظفون ما خلفوه وراءهم”.

وتقول: “أنا أسكن في منطقة وادي الزينة، تبدأ محاضراتي منذ الساعة التاسعة صباحاً وتنتهي عند الرابعة في الكثير من الأوقات، وعدا عن تكلفة المواصلات أحمل هم الوقت الذي سأقضيه على الطريق، خصوصاً في وقت الذروة بسبب خروج الناس من أشغالهم والتوجه الى بيوتهم. ويستغرق الوقت أضعاف ما تتطلبه مسافة الطريق، لذلك فضلت السكن قرب الجامعة مباشرة كي لا أتأخر وأتمكن من الراحة أو الدرس في أوقات فراغي في مكان قريب. وبالطبع في أيام العطلة أتوجه إلى بيتي لأخصص بعض الوقت لأهلي وفي فترة الصيف كذلك، فأنا لا أسجل summer courses”.

شارك المقال