تجارة الحقائب للمعدات الطبية… أرباح وأخطار

تالا الحريري

أصبح التلاعب بحياة الناس أمراً طبيعياً في لبنان، ولا نستغرب. فكل شيء بات متاحاً بشكل طبيعي، قتل سرقة اغتصاب وغيره، وليس هذا فقط فالمريض حتى ولو كان يملك المال لتلقي علاجه وتسديد تكاليف المستشفى فلن يسلم. كان الهم سابقاً في عدم قدرة الناس على الدخول إلى المستشفيات بسبب التكلفة العالية والمعاناة مع غياب المستلزمات الطبية والأدوية وغيره، واليوم حتى المستلزمات والمعدات التي باتت متوفرة قد تؤدي إلى الموت. ومن لديه القدرة على دفع المال لتلقي علاجه، ربما يلقى مصيره في مضاعفات تنعكس على صحته أو يموت.

تم الحديث عن انتشار ظاهرة تهريب المعدات الطبية الخاصة بعمليات القلب. إذ تبيّن أن بعضاً من المغروسات (راسورات) المستخدمة في عمليات القلب يتم إدخالها إلى الأراضي اللبنانية بطرق غير شرعية من دون أدنى معايير السلامة من أجل حفظ هذه المعدات، حتى لا تشكل أي مضاعفات لدى المريض. بالطبع هذه المعدات حساسة جداً لذا يجب أن تنقل وتحفظ وفق المعايير بشكل دقيق وسليم للغاية لأن أي خطأ قد ينعكس على المريض بالدرجة الأولى ويسبب التهابات. ومن الأعراض الشائعة التهاب عضلة القلب، ضيق في التنفس، تعب، تسارع في ضربات القلب، ألم في الصدر، انتفاخ بسبب تراكم السوائل.

في هذا السياق أكد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبدالله لـ لبنان الكبير: “هناك تفلت في الحدود جميعها وفي جزء من المرافئ الشرعية. نحن نعرف أنّ هناك تجارة الحقائب للأدوية وربّما يكون هناك تجارة الحقائب للمستلزمات أيضاً. كما أنّ هناك شركات مستلزمات غير شرعية في السوق. ونحن كلجنة صحة نيابية سنفتح هذا الملف قريباً ونعمل عليه”.

وحسب وزارة الصحة العامة، فهي تقوم بالتعاون مع الوكالة الفرنسية لسلامة الدواء بوضع نظام لتنظيم استيراد واستخدام الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية. ويتم تنفيذ هذا المشروع في سياق ترشيدي، حيث تعطي الوزارة الأولوية للاستخدام الأمثل للموارد المتاحة من أجل معرفة السوق وممارسة الحد الأدنى من المراقبة في مرحلة ما بعد التسويق والتي تتضمن اتخاذ أية تدابير متابعة وفقاً للتوجهات العالمية.

وبناء على القرار التنظيمي رقم 455/1 تاريخ 16/04/2013 (تنظيم ادخال واستعمال المواد الطبية المختلفة)، تم وضع قواعد وإجراءات من أجل استيراد الأجهزة الطبية في لبنان بما في ذلك تسجيل الموردين، تسجيل الأجهزة الطبية على اللائحة الوطنية للمعدات الطبية المغروسة، ووضع إجراءات لمراقبة الأجهزة ما بعد التسويق.

وكانت الوزراة قد تحركت في هذا الموضوع إذ حذرت من هذه الظاهرة مع إخطار المستشفيات التي لا تعمد بإصلاح مسارها باتخاذ إجراءات قانونية بحقها.

أمّا بشأن الحفاظ على نظافة المعدات الطبية حين نقلها، فيجب تعقيمها جيداً حتى لا يتم تلويث الأسطح أو نقل العدوى لأي من الأشخاص، ويجب تغطيتها أثناء نقلها إما بوضعها في حاويات مخصصة أو في حقائب بلاستيكية وارتداء الملابس المناسبة.

وهناك ما يسمى بجهاز الأوتوكلاف الذي يعمل على إصدار البخار عند درجة حرارة مرتفعة للغاية وضغط مرتفع لمدة زمنية معينة، حتى يتسبب في قتل الميكروبات والبكتيريا بفعل الحرارة والبخار والضغط.

شارك المقال