رياح آب الدافئة… ملطفة للجو واعتيادية

عامر خضر آغا

تستمر هبَّات الرياح الحارة في لبنان، فيما لم تسجل مصلحة الأرصاد الجوية في شهر آب الجاري أي درجات حرارة مرتفعة غير طبيعية، مكتفية بالتحذير من اندلاع الحرائق في المناطق الحرجية ومن التعرض لأشعة الشمس في ساعات الذروة، مع النصح بالاكثار من شرب السوائل وارتداء الملابس القطنية.

أشار الأب إيلي خنيصر المتخصص في الأحوال الجوية وعلم المناخ في بوسطن، الى أنَّ المنخفض الهندي الموسمي سيعاود نشاطه فوق شبه الجزيرة العربية، بموجات حارة ستتوسع مجدداً باتجاه لبنان والمنطقة، وتؤثر بصورة أساسية في المناطق السهلية بدرجات حرارة تتراوح بين 35 و40 درجة مئوية ورطوبة ستصل إلى 90%، أما ساحلاً فتتراوح بين 32 و34 درجة مئوية. وأكدَّ أن موجات الحر في شهر آب اعتيادية.

وبحسب رئيس دائرة المناخات في مصلحة الأرصاد الجوية إيلي سلهب فإنَّ ذروة الموجة الحارة الآتية ستكون اليوم الأربعاء، وفيه قد تصل درجة الحرارة المحسوسة ساحلاً إلى 42 درجة مئوية، متجاوزةً المعدّلات الطبيعية، بسبب الرطوبة العالية التي تتخطى الـ95% نهاراً. أمّا في المناطق الداخلية، فستتجاوز الحرارة الـ45 درجة مئوية، مترافقةً مع رياح ساخنة، وجافة وسيمتد تأثيرها الفعلي حتى الثاني عشر من شهر آب.

وقال الخبير في علم المناخ والأرصاد الجوية علي جابر لـ “لبنان الكبير”: “لدينا حر نتيجة الرطوبة العالية والكتل الحارة المسيطرة بصورة نسبية وبفاعلية أقل عما كانت عليه في تموز، أما بخصوص قدوم أي موجات فمفعول المنخفض الهندي انحسر ولبنان اجمالاً مقبل على طقس صيفي معتاد في شهر آب مع رياح ملطفة للجو، والكتل الحارة بدأت بالانحسار والمؤشرات تشير إلى أنَّه لم يعد هناك موجات حر فوق المعتاد وبعد ١١ و١٢ آب سيكون الطقس صيفياً كالمعتاد وتلامس الحرارة على السواحل الـ٢٩ درجة، ولن يحمل هذا الشهر كتلاً وموجات حارة غير طبيعية، وما حصل في تموز هو حالة استثنائية نتيجة موجات حر طويلة الأمد بسبب تأثير القبة الحرارية علينا بصورة مباشرة. موجة الحر اذا عاودت ظهورها بقوة غير معتادة فلا تستمر الا ليومين كحد أقصى”.

بات لبنان تحت سيطرة الرياح الصحراوية الآتية من شبه الجزيرة العربية ومناطق شمال إفريقيا، متأثراً بصورة متقطعة بالمنخفض الجوي الهندي المستقطب للمرتفعات الجوية الحارة والكتل اللاهبة من المناطق المحيطة ممهدة للمزيد من الجفاف فيه على صعيد المناطق الخضراء وانحساراً كبيراً لمساحتها.

وشرح رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية عبد الرحمن زواوي لـ “لبنان الكبير” أنَّ لبنان يتأثر بمرتفعات جوية مصحوبة بكتل هوائية حارة من شبه الجزيرة العربية ومن شمال إفريقيا، الذي يسحب المرتفع الآتي منه رطوبة من البحر المتوسط ويؤدي إلى ارتفاع رطوبة الساحل في لبنان وارتفاع درجة الحرارة المحسوسة. أما المرتفع الجوي القادم من شبه الجزيرة العربية فيؤثر أكثر على الداخل اللبناني فترتفع درجات الحرارة بصورة ملحوظة في البقاع، وسيطرة المرتفعين الحاليين متوازية في حالة مستقرة ضمن معدلات شهر آب الطبيعية بدرجة حرارة 32 على الساحل وفي البقاع 35 درجة مئوية وقد ترتفع الى 37 درجة خصوصاً في فترة الظهر نتيجة الكتل الهوائية الدافئة الناتجة من المرتفع الجوي الموجود فوق شبه الجزيرة العربية.

شارك المقال