موجة الحر تبدأ بالانحسار غداً

حسين زياد منصور

“معقول تشتي بآب وتتلج عالدني كلها”، نعم “شتت”، وبانتظار الثلج. شهدت بعض المناطق اللبنانية هطول أمطار، وبغزارة في احداها، على الرغم من أن الحرارة تجاوزت الـ 40 درجة، اذ يشهد لبنان موجة حر شديدة تضرب منطقة الشرق الأوسط.

وكانت مصلحة الأرصاد الجوية أشارت الى أن لبنان يقع تحت تأثير كتل هوائية حارة مصدرها شبه الجزيرة العربية، وهي السبب في ارتفاع درجات الحرارة مع ارتفاع نسبة الرطوبة في مختلف المناطق، محذرة من خطر اندلاع الحرائق في المناطق الحرجية، الى جانب النصائح بضرورة الاكثار من شرب المياه وعدم التعرض لأشعة الشمس في ساعات الذروة.

ولا يمكن وصف حالة الطقس في الخارج، إن كان بالنسبة الى الحرارة أو الرطوبة، اذ لا يمكن السير في الشارع أو قيادة السيارة من دون مكيف.

وأثارت الأمطار التي هطلت على الرغم من أنها ليست المرة الأولى، العديد من التساؤلات.

زواوي: الأمطار نتيجة الكتل الحارة وارتفاع الرطوبة 

رئيس دائرة التوقعات في الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي عبد الرحمن زواوي أوضح عبر موقع “لبنان الكبير” أن موجة الحر مستمرة حتى نهاية الأسبوع، أي حتى يوم الجمعة، وذلك في الداخل والأمر نفسه في الساحل، اما على المرتفعات فهي تبدأ بالتحسن منذ يوم الأربعاء، وستكون الحرارة السبت والأحد المقبلين، ضمن معدلات شهر آب.

وقال: “الأمطار التي شهدناها هي نتاج ارتفاع الرطوبة، إضافة الى كتل هوائية حارة موجودة بكثافة في المرتفعات، وتنتشر في الجو لأنها خفيفة الوزن وتنتقل تدريجاً في الطبقات العليا للأتموسفير (الغلاف الجوي)، ثم تتحول الى غيوم ركامية تحمل الأمطار. وتساقطت الأمطار خصوصاً في جنوب شرق البلاد الى جانب أمطار في الجولان وشمال الأردن، هذا جو استوائي ناتج عن ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع كبير في نسبة الرطوبة، وتشكل الغيوم مع الطبقات العليا للأتموسفير ناتج عن ارتفاع الكتل الهوائية الدافئة في الجو”.

وعن تساقط الأمطار خلال شهر آب، أكد أنها “ليست المرة الأولى التي تحصل فيها، طبعاً في شهر اب، في بعض الأوقات كانت تمطر، وأحياناً في البقاع، كانت هناك سيول وذلك للسبب نفسه هذه المرة، وهو كتل هوائية حارة مع رطوبة مرتفعة من البحر الأحمر أو البحر الأبيض المتوسط وتنتقل في الطبقات العليا للأتموسفير وهي التي تسبب الغيوم”.

أضاف زواوي: “حتى خلال شهر تموز الماضي، كان هناك بعض الامطار في بعض المناطق الجبلية عندما كانت الحرارة شديدة في بيروت”.

خنيصر: أقسى موجة حرّ لصيف 2023

اما الأب ايلي خنيصر، المتخصص بالأحوال الجوية فأشار الى أن لبنان يقع الآن تحت تأثير أقسى موجة حر حتى الآن في صيف 2023، وأن نسبة الرطوبة عالية جداً ووصلت الى 95٪، موضحاً أن موجة الحر هذه ستبدأ بالانحسار يوم الأربعاء عند الساحل، وستبقى الحرارة مرتفعة حتى 20 آب في البقاع.

ولفت الى أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد تحول دون استخدام اللبنانيين التبريد والمكيفات، وهذا الأمر لم يتكيف معه اللبناني خصوصاً مع موجات الحر هذه.

تجدر الاشارة الى أن معدلات شهر آب في بيروت تتراوح بين 25 و33 درجة.

شارك المقال