انترنت “أوجيرو”… كيف يؤثر رفع الأسعار على المشتركين؟

حسين زياد منصور

بدأ أيلول شهر جباية فواتير الانترنت الجديدة، بعد اتخاذ القرار برفع أسعار “أوجيرو” 7 أضعاف، ما حدا بشركات الانترنت الخاصة والموزعين الى رفع قيمة الاشتراك 3 أضعاف، وكانوا قد رفعوها أيضاً منذ فترة ليست ببعيدة تماشياً مع أوضاع البلاد.

يعبّر أحد موزعي الانترنت عبر “لبنان الكبير” عن استغرابه من رد فعل الناس حول الغاء عدد منهم الاشتراك، معتبراً أن الزودة لم تكن كبيرة، وتعد مقبولة، وهي ضرورية كي يبقى مستمراً في عمله.

النزوح الى “أوجيرو”

هذه المرة تكبلت أيادي المشتركين مع موزعي الانترنت، و”ضاعوا، ومش عارفين شو بدهم يعملوا”، بعضهم حسم قراره بإلغاء الاشتراك، اذ وصلت قيمة أرخص باقة الى حدود المليوني ليرة لبنانية، ما يوازي 20 دولاراً.

ويقول علاء وهو أحد المشتركين الذين قرروا الغاء الاشتراك بعد رفع التعرفة: “بالتأكيد ألغيت اشتراك الانترنت، إن كان راتبي كله 10 ملايين ليرة، وهو لا يكفيني أصلاً، فسيكون فقط من أجل الانترنت، من اشتراك مع الشركات الخاصة وتشريج خدمة 4G؟ من دونه أفضل، وسأكتفي بتشريج خطي واستخدام خدمة 4G”.

وتؤكد حلا أنها الغت اشتراك الانترنت من الموزع، وستتقدم بطلب للحصول عليه من “أوجيرو”، التي “حسنت من نوعية الانترنت، وكما أسمع أنها أصبحت أفضل من السابق، وهي أرخص من الشركات الخاصة، ووعدونا بعد زيادة التعرفة، بعدم العودة الى دوامة انقطاع الانترنت التي عايشوها في الفترة الأخيرة، لجهة الصيانة أو نفاد مادة المازوت، لذلك أجد أن أوجيرو هي الخلاص لنا، لأنه لا يمكن الاستمرار من دون انترنت، أعمالنا وأشغالنا والتزاماتنا تتم عبر الانترنت، لذلك الاستغناء عنه غير وارد”.

أما زياد فيوضح أنه جدد اشتراكه مع الموزع، ووفق السعر الجديد، ويعزو ذلك الى أنه مرتاح معه ولطريقة معاملته، والخدمة مميزة، ان كان لجودة الانترنت، أو خدمة الصيانة، ويقول: “مريح راسي معو، وصرلي سنين انا وهو، ما رح غيّر، أو ألغي الاشتراك، ياخذ يلي بدو إياه”.

ويشير اميل الى أنه سيجدد الاشتراك لمدة شهر واحد، يدرس فيه الوضع، ليبني على الشيئ مقتضاه، ان كان قادراً على الاستمرار في تحمل الكلفة، أم سيلجأ الى خدمات الانترنت من “ألفا” و”تاتش”، أو الى “أوجيرو” بعد معرفة رأي المشتركين الجدد وردود فعلهم.

الزودة إيجابية على الجميع

ويشدد مصدر في “أوجيرو” لموقع “لبنان الكبير” الى أنهم كانوا مضطرين دائماً الى رفع الأسعار، وذلك كي يتمكنوا من الاستمرارية، خصوصاً في ظل المشكلات التي كانوا يواجهونها، من انقطاع مادة المازوت وبالتالي توقف السنترالات، وهذا ما حصل فعلاً خلال الأشهر الماضية.

ويضيف المصدر: “هذه الزودة سيكون أثرها إيجابياً على الجميع، على الهيئة من جهة لناحية توافر الأموال اللازمة للصيانة والمولدات وشراء المازوت وبداية للنهوض بالقطاع، وستزيد من الميزانية، وتساعد في تحسين الأداء والعمل، ومن جهة ثانية ومع توافر المازوت والصيانة لن ينقطع الانترنت أو الاتصالات عن اللبنانيين”.

متابعة موضوع التسعير

وكان وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم كشف عن خطة للوزارة تعمل عليها وتتضمن 3 مراحل: الأولى ستكون على المدى القصير، بحيث ستقوم وزارة الاقتصاد بمتابعة موضوع التسعير الذي يفرضه الموزعون على المواطن، وسيكون لها الحق بتحرير محاضر ضبط بحق المخالفين. اما المرحلة الثانية فستكون على المدى المتوسط، وطلب من هيئة “أوجيرو” ألا يكون هناك قطاع غير شرعي للانترنت في المناطق التي فيها سنترالات وتوصيلات تقنية تابعة للهيئة. والمرحلة الثالثة ستكون على المدى الطويل والعمل على جمع عدد المشتركين لدى كل شركة، وسيطلب من هذه الجهات منح الوزارة الخرائط التابعة لها لكي تجد طريقة تساهم في وصل الشبكة الموجودة وغير المنظمة بشبكة الوزارة عملياً.

وقال: “تم العمل على ذلك مع 6 شركات حالياً، وهذا الأمر يسهم في فتح الشبكة على بعضها البعض لإضفاء تنافسية ومنع الاحتكار”.

وأشار القرم الى الاعلان عن المناطق التي ستتوافر فيها خدمات هيئة “أوجيرو” كي يتسنّى للمواطن الانتقال من “موزع الحي” إلى الشبكة التابعة للهيئة.

تجدر الاشارة الى أنها ليست المرة الأولى التي ترفع فيها قيمة الاتصالات والانترنت، فمنذ أكثر من سنة رفعت بحجة استمرارية القطاع.

وكان يسود مفهوم خاطئ حول أن انترنت الموزع أفضل من إنترنت “أوجيرو”، لكن المشكلة كانت تتمثل في الأزمات التي عصفت بالهيئة مع العلم أنها هي التي تزود الشركات الخاصة بالانترنت الشرعي، وبعضها يعتمد على الانترنت غير الشرعي، أي من مصادر غير رسمية، وهو ما يشكل حالة غير آمنة.

شارك المقال