تسيطر حالة من القلق والخوف على معظم الطلاب والأهل عشية بدء العام الدراسي الجديد. فمن الطلاب من اضطر أهلهم لنقلهم إلى مدارس أخرى بسبب الوضع الاقتصادي والضائقة المعيشية، ومنهم من لا يحب أصلاً العودة إلى المدرسة لأنها تقيّدهم وهم لا يحبون التشدد بالأنظمة المدرسية في بلد تحصل فيه الكثير من الحوادث المؤسفة فوق سقف القانون.
يقول أحد الطلاب: “ما بعرف كيف راح تكون السنة والجو بالمدرسة والمعلمات. يمكن هيديك المدرسة كانت أحلى.”
وتضيف أخرى: “بحب إرجع شوف رفقاتي وننبسط ونتسلّى بس من جهة الدرس في قانون محدد وبدنا نظل ندرس ومركزين”.
ويقول أحد طلاب الثانوي: “لازم نرجع عالمدرسة ما في مهرب بس أكيد المدارس غير منظمة متل ما كانت وما في تعليم جدي وهيدا بأثر عالتلميذ. وما عم يحضرونا بالطريقة الصحيحة لنقدّم عالجامعات. حلو نرجع نشوف أصدقاءنا. بس ما حدا بيطيق الدرس”.
فما هي أسباب الحالات النفسية المختلفة التي يشعر بها معظم الطلاب؟
تشير الاختصاصية الاجتماعية آلاء حمادة لموقع “لبنان الكبير” الى أن “الوضعين الاجتماعي والنفسي مرتبطان بالوضع الاقتصادي، ويمكن أن تنتج الحالة النفسية من الشعور بالقلق والخوف. فمثلاً اضطر بعض الأهالي إلى تغيير مدارس أطفالهم بصورة تتناسب مع قدراتهم المادية بعد ارتفاع الأقساط المدرسية وتحديددها بالدولار متجاوزة الثلاثة أضعاف مقارنة مع أقساط العام الماضي. يمكن أن يكون ذلك مريحاً وإيجابياً بالنسبة الى الأهل لكنه أمر متعب ومرهق ويولّد بعض القلق في البداية لبعض الطلاب كونهم سينتقلون إلى مدرسة جديدة وإدارة جديدة، وسيبحثون عن أصدقاء جدد بعد فقدانهم لأصدقائهم القدامى”.
وبالنسبة الى طلاب المدارس الرسمية يشعر الأهل والطلاب بصراع داخلي وقلق خصوصاً أنهم لا يعرفون متى سيبدأ العام الدراسي وما اذا كان التعليم سيستمر أم مثل السنوات الماضية ستكون هناك سلسلة إضرابات.
عودة إلى النظام
من الطبيعي أن تكون هناك صعوبة للطلاب في العودة الى العام الدراسي خصوصاً أن هناك إعادة تنظيم خلال أيام الدراسة كالاستيقاظ باكراً وفي وقت محدد، العودة الى المنزل في وقت معين، وقت تناول وجبة الغداء، وقت الدرس، وقت اللعب يصبح قصيراً وتحديداً على الشاشات الالكترونية مثل التلفون والتابليت.
أما الأمهات، فيزيد عليهن الضغط أيضاً لكنه يعتبر ضغطاً روتينياً إنما منظم أكثر من العطلة الصيفية وأوقات عطلة نهاية الأسبوع.
محفزات العودة بطيب خاطر
تلفت حمادة إلى “أهمية أن نسمح لأطفالنا بالبدء بالتحضير للمدرسة بأنفسهم مثل اختيار الحقيبة المدرسية والقرطاسية وحتى بطاقات التعريف التي توضع على الكتب، وكذلك المشاركة في تغليفها كي يشعر الطالب بضرورة الحفاظ على كتبه طوال السنة، وتحديد مكان الدراسة ليكون الأطفال مرتاحين اذ يمكن أن يختاروا الصالون أو طاولة الطعام أو المطبخ حيث يتناولون الفواكه والوجبات الخفيفة في أوقات الدرس فلا يشعرون بالملل ويصبحون مستعدين للبدء بعام دراسي جديد وهم مرتاحون”.
وتؤكد أن “من المهم أن يكون هناك وقت تحضيري كي لا نعاني مع أولادنا في الفترة الأولى من بدء العام الدراسي ويجب البدء بتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ قبل أسبوعين تقريباً، وتحديد أوقات اللعب على الشاشات الالكترونية، كذلك تنظيم وقت الأكل والإستحمام”.
والمطلوب من الأهل عدم التوتر لأننا صورة لأولادنا لذلك علينا أن نكون متحمسين وهادئين وسعداء، خصوصاً أنهم يعكسون صورتنا تلقائياً. فإذا كان لدى أطفالنا أي شعور بالاحباط أو الانزعاج، علينا محاولة الاستماع اليهم لنفهم ماذا يشعرون ولماذا ونجد الحل معاً، وأن نتذكر دوماً أن نحضنهم لأن الاحتضان هو الأسلوب الذي يعطيهم الشعور بالحماية والأمان.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.