لماذا نخطط للموارد البشرية؟ وما هدفنا من ذلك؟
الكثير من الشركات يعاني زيادة في عدد موظفيه، أو نقصاناً فيه، ونسمع من الكثيرين المقولة نفسها: “بروح بعمل شغلي بيخلص دوامي وبرجع على البيت”.
التخطيط في الموارد البشرية هو عملية مستمرة ودائمة، هدفه معرفة احتياجات المؤسسة للموظفين الأكفاء وتقويمهم وتدريبهم بما يتناسب وسياسات الشركة لزيادة الانتاجية والربح.
فاذا كان هناك نقصان في المورد البشري لجأ مدير الموارد البشرية إلى الاستقطاب إما الداخلي أو الخارجي. أما في حالة الزيادة في الموظفين، فيصبح التفكير في تقليص ساعات العمل أو عملية الدوران أو ترقية الموظفين الأكفاء.
التخطيط هو معرفة حتى أصغر موظف لسياسة الشركة وما يترتب عليه من أهداف ينبغي تحقيقها للمساعدة في النجاح والاستمرارية.
هنا أطرح السؤال التالي: بما أن لدينا ما يسمى تنمية إدارية، هل تم التخطيط للموارد البشرية في إدارات القطاع العام وإستثمار المورد البشري بما يتناسب مع السياسات التي وضعتها كل إدارة من أجل الربح وزيادة الانتاجية؟ وبالأحرى هل وضعت كل إدارة سياستها السنوية بعد أن قوّمت موازنة العام الماضي وتداركت الخلل والأخطاء التي حصلت؟
وإذا كان كل هذا حصل، فلماذا لم نستطع أن نتدارك الأزمة التي وقعت بعد كورونا؟ ولا يزال الراتب لا يصل إلى العاشر من الشهر؟
إن مديرنا للموارد البشرية في كل إدارة، كان يقرأ ويحلل ويخطط، ويحاول تفادي الأزمات. لعلها سخرية مبكية. أو نحن بحاجة إلى دلال وأصدقائها الخريجين الجدد من الموارد البشرية ليمسكوا بزمام الأمور ويقوموا بتخطيط إستراتيجي لكل إدارة أو وزارة. لعلها سخرية أخرى.
أرى مؤسسات عديدة في القطاع الخاص إستطاعت أن تلملم جراحها ورتبت رواتب موظفيها وحافظت على موردها البشري بعد دولرة البلاد.
وقطاعنا العام الذي أراه الكهل المريض المعاني من العديد من الأمراض، أين كوادره؟ أين الخريجون الذين توظفوا فيه؟ أين سياسات الطوارئ لحل الأزمة؟ للأسف ما زلت أسمع كلمة “مفلسين، نحتاج إلى كم مليون من كم دولة، نفدت المساعدات لدينا” وغيرها من الكلمات على هذا المنوال.
أصدقائي ان الموظفين في القطاع العام ليسوا أقل تحصيل علمي، أو كفاءة، أو خبرة من الموظفين في القطاع الخاص، ولديهم الحس الوطني للخدمة والمساعدة، لكنهم بحاجة إلى من يخطط لهم ويطورهم ويمسك بيدهم.
أفلا تغيثوهم؟
إلى لقاء آخر.
مبتدئة في HR