مهرجان الغفلة في بعلبك يُثير جدلاً

آية المصري
آية المصري

أثار مهرجان بعلبك الدولي نهار الجمعة ضجة في الأوساط الشعبية والثقافية، منهم من لم يعطه صفة المهرجان ومنهم من أكد أنه كان حفلة على أكمل وجه، وكان مستغرباً حصول المهرجان على غفلة في ظل الحرمان المسيطر على هذه المنطقة تحديداً مع الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي تتجلى صورها بمشاهد طوابير الذل والشلل المهيمن على كل قطاعات البلد.

تساؤلات كثيرة تُطرح في هذا السياق، فمع انقطاع التيار الكهربائي والمياه في معظم منازل بعلبك لم تتمكن الجهات المعنية من التوصل إلى حلول سريعة ومُنقذة واكتفت بتنظيم مناسبة داخل معبد باخوس. ما الاجراءات المتبعة أثناء العرض؟ ومن هي الشخصيات التي دعيت إلى الحفل؟ ولماذا لم يعلم به أبناء بعلبك؟ وماذا عن الأدوات والتقنيات المُستعملة؟

ياغي: لم يكن مهرجاناً بل رسالة

أوضح عضو في لجنة مهرجانات بعلبك الدولية حماد ياغي لموقع “لبنان الكبير” أن هذا الحفل لم يكن سوى رسالة من القلب للجيل الصاعد، وهذه الرسالة هادفة لتشجيع عنصر الشباب الجديد على الانخراط أكثر وأكثر داخل الفن الجميل والمتنوع.

وقال: “الظروف الاقتصادية والاجتماعية والصحية لا تسمح بمهرجانات كبيرة في بعلبك وتم اقتصار الموضوع على 10 مجموعات موسيقية تعزف مختلف الأنواع وقمنا بتشجيعهم من معبد باخوس، وقدمنا لهم الإضاءة والصوت والمعدات اللازمة مقابل تقديمهم للفن ولأنفسهم. أما عن الحضور فلم يشمل عدداً كبيراً واقتصر على فريق العمل والشخصيات العامة من محافظ بعلبك الهرمل إلى رئيس بلديتها، إضافة الى المخرجين وغيرهم، طبعاً لم يكن هناك تواجد لأبناء المنطقة فهم غير مدعوين ولا تذاكر حجز”.

أضاف: “الإضاءة كانت بواسطة المولدات الخاصة والتابعة لمهرجانات بعلبك، ونحن لا نعتمد على التيار الكهربائي منذ زمن طويل لأن أي انقطاع يسبب العديد من المشكلات والأزمات”.

بلوق: أنا ضد المهرجانات

وأفاد رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق أن هذا “لم يكن مهرجاناً كي يشاهده الناس، لأن تصويره وإعداده تمّا قبل فترة زمنية في مناطق عدة منها بعلبك، نيحا، عنجر وغيرها. وبسبب الأوضاع المهيمنة على لبنان لا يمكننا القيام بمهرجانات فعلية. أما عن الحضور فلم يتعدَّ الــ100 شخص وكان عبارة عن فريق العمل والممولين لهذا المشروع وكبلدية بعلبك لم تدعُ أحداً من الشخصيات”.

وقال: “أنا ضد هذا النوع من المهرجانات وبعلبك لا تستقبل هذا النوع. ومن غير المنطق أن تكون مهرجانات بعلبك الدولية بهذه البساطة والحجة التي تقدمت من لجنة المهرجانات أن لا أموال كافية للقيام بأعمال ضخمة وتليق بقلعة بعلبك. وحضوري لم يتعد الخمس دقائق إلى جانب السيدة ليلى الصلح”.

وتابع: “في حال تحسنت الأوضاع المعيشية واستطعنا التغلب على كورونا من خلال إتمام عملية التلقيح سنتمكن من القيام بمهرجانات تليق بمنطقة بعلبك وأبنائها”.

إستياء ابناء بعلبك

واعرب محمد ابن منطقة دورس عن انزعاجه من الوضع الحالي، وطرح أسئلة عديدة، فبالنسبة له كيف تضم قلعة بعلبك هذا النوع من الطرب بعدما كانت السيدة فيروز من تُحيي الحفل؟ هل من الطبيعي وجود هذا المستوى المنخفض من الفن؟ معبد باخوس استقبل أهم الفنانين، فما هذه المظاهر التي تتواجد الآن؟.

أما سعاد فتقول إنها “تفاجأت بوجود تيار كهربائي إلى جانب القلعة بشكل كبير ولم تعلم السبب. ولم يكن لديها علم أن هناك مهرجاناً سيعرض في اليوم التالي، ما أثار دهشتها. وتساءلت كيف ومتى تم التحضير لجميع هذه الخطوات. فبعلبك تعاني من شح المياه وانقطاع الكهرباء في منازل أهلها بينما تقام الحفلات، فعلاً جماعة وقحين”.

وبحسب أحد المواطنين الذي دعي إلى الحفل اعتبر أنه دون المستوى، واستغرب كيف يمكن لهذا النوع من الفن الصعود والغناء في قلعة بعلبك، مشيراً إلى أنه “لم يتحمل الحضور أكثر من نصف ساعة بسبب الملل والفن الهابط الذي لم تعتده بعلبك يوماً”.

لعل لجنة مهرجانات بعلبك الدولية كانت نواياها حسنة، ولكن يبدو أنها اخطأت التقدير، وكان يفضل أهل المدينة العريقة أن لا يحصل أي حفل بتاتاً في ظل الأوضاع التي يعيشها لبنان من كورونا إلى الأزمة الاقتصادية، على أن يقام مهرجان ذو درجة متدنية من الفن لم تشهدها أعمدة بعلبك التاريخية من قبل.

شارك المقال