فيضانات لبنان… تنظيف المجاري والأقنية ضرورة

عامر خضر آغا

يعاني اللبنانيون سنوياً من تكرار مأساتهم جراء طوفان المياه على الطرق عند كل منخفض جوي يحمل معه أمطاراً غزيرةً يواجه فيها لبنان ما هو أشبه بعواقب الفيضانات في ظل الاهمال الدائم لتنظيف الطرق ومجاري المياه. وأعلن المتخصص بالأحوال الجوية وعلم المناخ الأب إيلي خنيصر أنَّ لبنان مقبل على منخفض جوي قادم من اليونان حاملاً معه أمطاراً غزيرة ستتسبب بإعاقة الحركة المرورية على الطرق.

تتجمع مستنقعات المياه خلال فصل الشتاء لا سيما في الأنفاق وعلى الأتوسترادات والأحياء الضيقة بالتزامن مع انسداد الكثير من مسارب المياه التي لا تلبث أن تنفجر بمياه الصرف الصحي والأمطار جارفة معها الصخور الثقيلة من الجلول عدا عن المواد الأخرى التي تجرف من الحفريات لتقف في الطرق كسد حصين كما النفايات التى ترمى في الأقنية ولا يمكن ازالتها الا بمرور الساعات بعدما تُشل حركة المواطنين بصورة تامة وتسبب لهم أضراراً مادية وصحية بالتوازي مع غرق مركباتهم في بحيرات لا يسلم منها السائرون على الأقدام ولا من يقطنون في بيوت يخشون سقوطها.

وأشار رئيس مركز جونية الاقليمي للدفاع المدني شربل المسن لموقع “لبنان الكبير” الى أن دور الدفاع المدني يكمله دور وزارة الأشغال والنقل العام ودور البلديات في هذا الشأن، فالجهتان معنيتان بتنظيف المجاري وفتح السواقي وقنوات المياه وهو ما لم يتحقق حتى الساعة ما سيضاعف الضغط على الدفاع المدني في انتشاره على مناطق الخط الساحلي والمتوسط لانقاذ المواطنين العالقين في الكارثة المائية التي ستحصل وسحب سياراتهم مع الافتقار الى عدد من الآلات الداعمة وغياب امكان صيانتها. فعلى صعيد موتورات سحب المياه لتجفيف الأماكن التي تكون تحت مستوى المياه الدافقة في جونية لا يوجد منها إلا أربع آلات، ثلاث منها معطلة الا أنَّ الدفاع المدني يسعى في الوقت الراهن الى تأهيلها من ميزانتيه على الرغم من أنها مكلفة بالنسبة الى القدرات المادية المحدودة التي تتمتع بها المديرية.

وأكد أن “العامل الاقوى الذي دائماً ما يدعم تنفيذ مهام الدفاع المدني هو التمركز الواسع على كل الأراضي اللبنانية وسرعة الانتشار، إضافةً الى ارادة عناصر الدفاع المدني وعزيمتهم على الانقاذ من دون تردد. فعلى الرغم من الطوفان الذي أغرق مركز الدفاع المدني في جونية كنا قادرين على ارسال آليتين لسحب الناس من الطرق، كما أن للموطن أيضاً دوراً في التصدي المسبق لطوفان المياه في المستودعات السفلية بتحضير مضخات المياه والأدوات التقليدية كالرفش وأكياس الرمل وغيرها استعداداً لدفع المياه وتحويلها”.

تُفضح باستمرار ركاكة البنى التحتية وقنوات الصرف الصحي ومياه الشفة خاصوصاً أنَّ قدرتها باتت لا تستوعب هطول الأمطار بصورة غير متوقعة مع استفحال التخطيط العشوائي أساساً لشبكة الطرق ما يلفت النظر الى المسؤولية المشتركة للادارات والمؤسسات الرسمية في الدولة المتهمة دائماً بالتقاعس عن أداء واجباتها في أزمة تشكلت مع تدني جودة صيانة الطرق من المتعهدين وغياب محاسبتهم في ديوان المحاسبة والانتشار الفوضوي للأبنية الملاصقة للطرق الدولية خصوصاً وعجز المجلس الأعلى للتنظيم المدني عن حل هذه المعضلة التي تنتشر أكثر فأكثر .الا أنّ اللوم الأكبر اليوم لدى الرأي العام يوجه الى البلديات كونها المسؤول المباشر عن تنظيف الأقنية على الاقل من البنى الفوقية اضافة الى دورها في تنظيم آليات البناء والزام أصحاب المشاريع التقيد بنظم التنظيم المدني، لأنها في الأصل المسؤول المباشر عن تنظيم الطرق وتوسيعها ووضع المخطط التوجيهي العام.

وقال رئيس بلدية بيروت عبد الله درويش لموقع “لبنان الكبير”: ً”إنَّ بلدية بيروت لا تعاني من أي صعوبات وتعمل على استباق السيناريو المتكرر لطوفان المياه وتؤدي مهامها الأساسية في هذا الخصوص على أكمل وجه تمهيداً لتأمين مسالك بيروت في الشتاء، فهي قامت قبل شهر ونصف الشهر من الآن بالأعمال اللازمة لتنظيف الأقنية والمجارير بنسبة 95% من اجمالي مساحة بيروت، وتجهد لتنظيف ما تبقى منها في العاصمة قبل حلول الشتاء. كما تعمل بصورة دائمة على رصد كل الأفعال التي يمكن أن تسد مجاري المياه، لأنَّ ما حصل في منطقة الرملة البيضاء العام الماضي ليس تقصيراً من بلدية بيروت انما بسبب اغلاق مسرب من مسارب تصريف مياه الصرف الصحي بالاسمنت”.

شارك المقال