مياه شمسين ملوثة بنسبة ٨٠%… والحل بـ”الكلور”

راما الجراح

التلوث لم يعد حكراً على المياه السطحية في نهر الليطاني وروافده، بل إن الكميات الهائلة من ​الصرف الصحي​ والصناعي التي تُضخّ في النهر والأودية، طاولت المياه الجوفية وشبكات التوزيع، حتى لم يعد أحد بمنأى عن التلوث الجرثومي. وتلوث المياه في البقاع ليس حديثاً، ففي العام ٢٠٠٧، أجرت ​لجنة الأشغال​ النيابية تحليلاً لعينات مياه أُخذت من بلدات بين البقاع الغربي والأوسط، وبيّنت النتائج تلوث المياه بحيث وردت ضمن دراسة للجنة عرضت المشكلات التي تواجه وضع المياه في البقاع، والتي تمحورت حول “نقص الموارد البشرية الكافية، وسياسة حفر الآبار العشوائية، والفشل في استغلال المياه السطحية كمصدر أساس للمياه، وعدم حماية الينابيع من تلوث المطاعم والمقاهي المحيطة بها، ووصول نوعية غير جيدة من المياه إلى المنازل أحياناً”.

يقول مصدر مطلع لموقع “لبنان الكبير”: “ان نتائج التحليل الجرثومي لمياه الشرب​ من منزل أحد المشتركين في الشبكة العامة التابعة لبئر شمسين أظهرت تخطي البكتيريا الحدود القصوى المسموح لها لمياه الشرب، وتبين أن الآبار الثلاثة قرب نبع شمسين والتي تغذي بلدة ​بر الياس​، تخطت البكتيريا فيها الحد الأقصى المسموح به لمياه الشرب بسبب تلوثها بمياه الصرف، إذ بلغت نسبة المكورات العقدية فيها أكثر من ١٨ مستعمرة في الـ ١٠٠ ملليتر، والقولونيات المتحملة للحرارة أكثر من ٨٠ مستعمرة في الـ ١٠٠ ملليتر، فيما الحد الأقصى المسموح به أقل من مستعمرة واحدة في الـ ١٠٠ ملليتر لكل نوع من هذه البكتيريا”.

وفي إتصال مع أحد موظفي مؤسسة مياه البقاع ومحطة شمسين تمنى عدم ذكر اسمه ، أكد أن “النبع الرئيس في شمسين والذي يغذي حوالي ١٦ بلدة بقاعية تقريباً ملوث بنسبة ٨٠٪ من مياه الصرف الصحي، ولكن بعد المعالجة عن طريق الكلور وصلنا إلى صفر تلوث بحسب التحليلات والعينات التي قمنا بها، ونحن في هذه الفترة نراقب بدقة المياه ونقوم بصورة دائمة بأخذ عينات للتأكد أكثر من صحة المياه، وتبين معنا حتى تاريخ اليوم أن الكلور استطاع قتل البكتيريا في المياه ويعد طريقة ناجحة. وبالنسبة الى منطقة برالياس قاموا بفحص المياه وتبين أنها ملوثة ونحن كنا نعلم ولكننا نقوم بمعالجتها من ناحيتنا، ولكن آبار برالياس ملوثة واختلطت معها مياه الصرف الصحي لذلك اعتقدوا أنها من شمسين فقط، ولكن في الحقيقة آبار المنطقة هي أساس في التلوث”.

ولاستيضاح الموضوع تواصلنا مع رئيس دائرة البقاع الجنوبي محمود مراد الذي أوضح أن “المياه مقسمة على الدوائر، ومناطق برالياس، المرج، مجدل عنجر ومياه شمسين ضمن دائرة البقاع الجنوبي، وفي قرى البقاع الغربي ليست هناك أي مشكلات تلوث بصورة نهائية، ونحن نقوم بأخد عينات كل شهر تقريباً من المصادر والشبكات والشكاوى التي تأتي من الناس للتأكد من أن المياه نظيفة وصالحة للشرب”.

ولفت مراد الى أن “المشكلة الأساسية تكمن في ثلاثة آبار في منطقة برالياس تحديداً مساحة يطلق عليها اسم الجبيلي في قرى شرق زحلة حيث تصب المجارير والصرف الصحي في هذه المنطقة القريبة من جسر الفاعور بسبب عدم وجود شبكات رئيسة ومحطات تكرير، واختلطت بمياه الآبار التي لم تفتتح رسمياً وأصبحت مياهها ملوثة، ولأنها قريبة من نبع شمسين الذي يتغذى منه حوالي ٣٥٠ ألف نسمة أيضاً بدأ يظهر التلوث في النبع، لذلك بدأنا بالعمل على نظام الكلور في المحطة والنتائج بعد المعالجة وبحسب المختبرات أصبحت صالحة للشرب، ولكن في الشبكات هناك بعض المشكلات. نحن نحاول النيل من مصدر التلوث، وهناك مشروع قريباً لتحويل شبكة المجارير الموجودة في هذه المنطقة إلى محطة تكرير زحلة، لا يزال قيد الدراسة ولكنه سينقذنا، ولكن عموماً مياه شمسين اليوم صالحة للشرب بعد المعالجة”.

شارك المقال