تزايد ظاهرة التحرش بالأطفال… وآخرها في برجا

حسين زياد منصور

بين الحين والآخر تضج مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، بمقاطع فيديو أو صور أو أخبار عن وقائع وأحداث وأفعال تتعلق بالتحرش بالأطفال، هذه الظاهرة التي تتكرر في كل مرة، يبدو أنها تسلك طريقها نحو الانتشار والظهور أكثر فأكثر، فالحالات التي نشهدها، لم تعد مرتبطة بمكان أو منطقة معينة، بل على العكس، فهي منتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، في المدارس، الملاعب، المقاهي، الدكاكين، وحتى المنازل، التي توصف بأنها المكان الآمن للأطفال، يحصل فيها التحرش.

تحرش مرتين

ومنذ يومين، تعيش برجا في إقليم الخروب – الشوف، حالة من التوتر والاحتقان، إثر قيام أحد الأشخاص من التابعية السورية، بالتحرش بأحد أطفال البلدة، ما خلق حالة من التوتر، كانت نتيجتها توقيف المتحرش وخضوعه للتحقيق.

وعن الحادثة، أوضح مصدر أمني لـ “لبنان الكبير” أن دورية من عناصر مخفر برجا أوقفت عند الساعة الواحدة بعد الظهر السوري عبد الله حرب الخاير، وهو من مواليد 1980، على خلفية التحرش بالقاصر ع.د، أحد أبناء البلدة، ونقل من مخفر درك برجا الى فصيلة درك دير القمر، بعد أن تجمع عدد من شبان برجا لضربه، كنوع من الانتقام لما قام به من فعل شنيع مع القاصر.

وأكد المصدر أن السوري الخاير أقدم على التحرش بقاصر أثناء قيام عدد من الفتيان بتمارين كرة القدم داخل ملعب في برجا، ليعود في يوم لاحق محاولاً دعوة الفتى الى احتساء كوب من “النسكافيه” في منزله، ما أخافه ودفعه الى إخبار والديه.

علاقة صحية بين الأهل وابنائهم

قيام الفتى بإخبار والديه حول ما حصل معه نقطة إيجابية، فعلاقة المصارحة يجب أن تكون قائمة بين الأهالي والأبناء، وخصوصاً في ما يتعلق بحوادث كهذه.

وعن ذلك، اعتبرت الاستشارية في شؤون الأسرة رنا غنوي في حديث لـ”لبنان الكبير” أن “الإيجابي في ما حصل أن الطفل صارح أهله وهذا أمر من اثنين أو الاثنان معاً، أي أن الطفل يشعر بالأمان لأن أهله لن يحملوه مسؤولية وذنباً وهذه النقطة أولية وأساسية، وأنه قادر على اخبارهم بأي شيئ، فالنق ليس من خصائص الأطفال، والطفل كان يعلم أنه صاحب حق وأن اهله سيجلبون له حقه”.

وقالت: “من المهم أن نبني علاقة صحية بين الأهل وأبنائهم، والمهم أيضاً أن يتفهم الأهل أن التحرش موجود والأطفال جميعهم معرضون لمواقف مشابهة كهذه، وأن تحميلهم الذنب يزيد الأمر سوءاً ويمنع الأطفال من الافصاح والبوح وهو ما يؤدي الى الاستغلال فيما بعد”. وشددت على وجوب “أن يتحلى الأهالي بالوعي والتصرف مع الأطفال على أنهم أصحاب حقوق”.

وعن حادثة التحرش، أشارت غنوي الى أن المتحرش استهدف الضحية نفسها مرتين، مشبهة المتحرش بالأطفال عندما يكون بالغاً بـ “الصياد” الذي يريد تحقيق أكبر متعة معينة من صيده، لذلك يجند كل قدراته ومهاراته لحسن اختيار “فريسته”.

أضافت: “لذلك نجد أن الفرائس ان صح التعبير هم اما ذوو احتياجات خاصة، وتكون قدراتهم أضعف من تقدير ما حصل معهم، او أطفال بعمر يافع، لا يعرفون أن ما حصل معهم هو تحرش وغير مدركين لنوعية الفعل الذي حصل، أو أطفال يتم ابتزازهم، ويكون لديهم ضعف أمام الابتزاز، وربما يبتزون عدة مرات”. ولفتت الى أن “مشاعر الذنب هي أسهل المشاعر التي يحس ويشعر بها الأطفال”.

شارك المقال