خوارزميات “ميتا” تطارد المحتوى الفلسطيني… و #طوفان_الأقصى

منى مروان العمري

تواصل شركة “ميتا” الأميركية المالكة لعدد من مواقع التواصل الاجتماعي، انحيازها الى إسرائيل من خلال قيامها مؤخراً بحذف صفحة “شبكة قدس الاخبارية” من على منصة “فيسبوك”، حيث تعد هذه الصفحة أكبر صفحة فلسطينية إخبارية عليها، إذ تضم 10 ملايين متابع وتعمل باللغتين العربية والانكليزية منذ ما يزيد عن 10 أعوام على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

وجاءت خطوة الحذف من “ميتا” بعد تقييدها بصورة متعمدة وصول المتابعين إلى الصفحة بالتزامن مع الأيام الأولى للعدوان الاسرائيلي على غزة. وتأتي هذه التطورات ضمن سياق الحرب اليومية على كل ما هو فلسطيني، لتأخذ المواجهة شكلاً آخر يختلف عما يحصل في الميدان.

تقييد تام واستهداف مباشر

شملت عمليات تقييد الوصول العديد من المنصات الفلسطينية والمنصات الاعلامية التي تغطي القضية الفلسطينية، بل والحسابات الشخصية للفلسطينيين ومؤيديهم، على الرغم من الالتزام التام لتلك المنصات بالمعايير الاعلامية التي حددتها شركة “ميتا”. فيما أعلنت شركة “ميتا بلاتفورمز” أن الخطوة أتت بعد أن وبخ الاتحاد الأوروبي شركات التواصل الاجتماعي على عدم فعل ما يكفي لمعالجة ما أسماها “معلومات مضللة”.

واستجابة لتلك التوبيخات، حذفت “ميتا” أكثر من 795 ألف منشور باللغتين العربية والعبرية، وصفتها بأنها “مزعجة أو غير قانونية” في ما يتعلق بالعدوان الاسرائيلي على غزة.

كما شملت توبيخات الاتحاد الأوروبي منصة “تيك توك” أيضاً، فالمفوض الأوروبي تييري بريتون بعث بخطاب إلى رئيس “تيك توك” شو زي تشيو، يخبره فيه بأن منصته يستخدمها بصورة مكثفة أطفال ومراهقون.

وفي السياق، أكدت الرئيسة التنفيذية لشركة “إكس” ليندا ياكارينو الخميس، أنّ منصة التواصل الاجتماعي حذفت المئات من الحسابات التابعة لـ”حماس” واتخذت إجراءات لحذف أو تصنيف عشرات الآلاف من المحتويات منذ الهجوم على إسرائيل.

كيف تتعامل المنصات مع القضية الفلسطينية؟

أشار الخبير في مواقع التواصل الإجتماعي أسامة الجراح لموقع “لبنان الكبير” الى أن الضوابط الجديدة على منصات التواصل الاجتماعي ليست غريبة من “ميتا” ولا مستهجنة كونها تتبع لحكومة بلد داعم علنياً لاسرائيل، والأمر طبيعي جداً لما يحصل من حظر لكلمات ووسوم على “فيسبوك” و”انستغرام” وغيرها من المواقع، وما يحدث هو أن خوارزميات “ميتا” علت السقف لكل محتوى يتضمن هذه الكلمات مثل حرب، فلسطين، إسرائيل، قدس والخ… وكل محتوى يتضمن هذه الكلمات يخضع لمراجعة ثم حظر وحذف.

أضاف: “لا نستبعد أبداً أن نسمع لاحقاً عن حسابات واتساب محظورة من سيرفرات العمل لأن الأخير أيضاً يتبع للشركة نفسها ويسري عليه ما يسري على باقي الخدمات، أضف إلى ذلك أن الذكاء الاصطناعي له دور كبير في هذا الأمر بحيث أن المحتوى المرئي أيضاً أصبح الكشف عن محتواه أسهل، لذلك صار من السهل أن تكتشف ميتا ما هي الصورة أو الفيديو وتقوم بحظرهما”.

وتأكيداً على ذلك، كشف بحث أكاديمي صادر عن جامعة أميركية النقاب عن حرب إلكترونية تخوضها إسرائيل ضد المحتوى الفلسطيني على وسائل التواصل الاجتماعي عبر “خوارزميات” إلكترونية تقوم برصد المحتوى الفلسطيني، والإبلاغ عنه باعتباره “محتوى عنيفاً يجب إزالته”.

وكشف البحث أن شركتي “فيسبوك” و”تويتر” قامتا بصورة خاطئة بحظر ملايين المنشورات المؤيدة للفلسطينيين وحذفها وتقييدها، بسبب أنظمة الاشراف الآلي، وعبر “خوارزميات” إزالة المحتوى الخاصة، موضحاً أن “فيسبوك” قامت بإنشاء “مركز عمليات خاص” في إسرائيل، فيه موظفون يجيدون اللغة العربية لرصد المحتوى الفلسطيني، وأن معظم المنشورات المؤيدة للفلسطينيين تمت إزالتها من “فيسبوك”، و”تويتر”، لأنها تضمنت كلمات مثل “شهيد” و”مقاومة”، ما يؤدي إلى تشغيل “الخوارزميات”.

وسبق أن كشف مسؤولون سابقون داخل “فيسبوك”، عن توجيه إدارة المنصة الاجتماعية استهدافاً مدبراً للمحتوى العربي وخصوصاً الفلسطيني.

كما غرّدت الصحافية الفلسطينية مريم البرغوثي قائلة: “إن مختلف منصات شركة ميتا، بدأت بإغلاق الحسابات الفلسطينية التي توثق وتقدم التحليل السياسي لما يحصل في فلسطين”. واتهمت “ميتا” بـ”الاستهداف العسكري الاستراتيجي للسردية حول ما يحصل وبناء أسس للتهرب من أي مساءلة مقبلة لاسرائيل”.

على صعيدٍ آخر، رأى الجراح أن “الأمر صعب، ولكن لأن الحرب الالكترونية شرسة، لذلك أقل ما يمكن أن نفعله هو تجنب الكلمات المهمة في محتوانا وإن كان لا بد من استخدامها فعلينا استخدام مثل فراغات بين الحروف أو نجمة بين الحروف أو خط صغير بين الحروف أو استبدال حروف عربية بحروف إنجليزية مثل حrب، وعلينا قدر الاستطاعة تجنب مثلاً علم فلسطين أو علم اسرائيل أو صورة الأقصى أو مشاهد دموية وغيرها، وهذا أقصى ما يمكن فعله في وقت أصبحت فيه الصحافة الالكترونية مكبلة ونظام الكيل بمكيالين هو الطاغي”.

شارك المقال