استغلال الايجارات في المناطق “الآمنة” يتخطى الـHigh Season

منى مروان العمري

عندما تُقرع طبول الحرب، تصبح المصالح سيّدة اللعبة، فقد شهدنا في هذه الفترة تغيرات ملحوظة على كل الأصعدة، طالت أيضاً بدلات ايجار الشقق السكنية لتضرب رقماً قياسياً، اذ ان اندلاع المواجهات العسكرية في الجنوب واحتمال توسّع الحرب في لبنان جغرافياً، دفع سكان المناطق التي يستهدفها العدو الاسرائيلي عادة وخصوصاً في الجنوب والبقاع الشمالي والضاحية الجنوبية، إلى اتخاذ احتياطاتهم بتأمين مساكن في مناطق تعدّ “آمنة”.

في المقابل، وجد مالكو العقارات – في هذه المناطق “الآمنة” – أن هذه العملية تعدّ تجارة ربحية وفرصة ذهبية لاستغلال الأوضاع الراهنة، فعمدوا إلى رفع بدلات إيجار الشقق السكنية إلى أكثر من الضعفين بالتوازي مع ارتفاع الطلب عليها.

أسعار سياحية في أجواء حرب

أكد أحد السماسرة في الشمال لموقع “لبنان الكبير” أن “مالكي العقارات في الشمال يقومون برفع سعر الشقق معتبرين أنه سعر الـhigh season، بحيث وصل ايجار بعض العقارات الى أرقام تخطت الـ1000 دولار للشهر الواحد”. فيما يشترط أصحاب هذه الشقق على المستأجرين الدفع من 3 إلى 6 أشهر سلفاً، والتوقيع على عقود إيجار من سنة إلى ثلاث سنوات، مع الطلب من المستأجر دفع تعويض في حال قرر اخلاء المنزل والعودة إلى منطقته اذا لم تحصل حرب.

وأسف الخبير الاقتصادي محمود جباعي في حديث لموقع “لبنان الكبير” لـ”ما نراه اليوم من استغلال واحتكار بكل معنى الكلمة من تجار الأزمات، في ظل غياب الرقابة والوزارات المعنية التي من شأنها القيام بضبط الأمور ومنع الاحتكار واستغلال الناس”. وقال: “المحتكرون يستغلون أزمة النازحين ويرفعون الأسعار لتتخطى النسبة المعقولة وهي 25%، ولاحظنا أن بدلات ايجار الشقق المفروشة كانت تترواح بين 400 – 500 دولار أما اليوم فأصبحت بين 1200 – 1500 دولار أي أن هذا يدل على ارتفاع كبير في السعر وتخطّي المعقول”.

وطالب جباعي “الجهات المعنية بممارسة عملها في الضبط وفرض الرقابة على هؤلاء التجار لأن الوضع اذا استمر بهذا الشكل فسيؤثر حتماً على باقي القطاعات الاقتصادية في البلد وسنشهد ارتفاعاً في الأيام المقبلة في أسعار المحروقات والمواد الغذائية وغيرها من الحاجات الضرورية”.

محسوبيات طائفية ولا رقابة

يستغل مالكو العقارات هذه الفرصة ويصطادون من هم بحاجة الى بيوت في وقت الأزمات، إلا أن الأمر الذي بدأ يظهر في تلك المناطق التي يستأجرها أشخاص مقتدرون من الطائفة الشيعية، هو رفع السعر أكثر من الضعفين أو رفض تأجيرهم.

وأوضحت مصادر معنيّة لموقع “لبنان الكبير” أن “مالكي العقارات يستغلون هذه الأزمة ويرفعون الأسعار الى الضعفين، خصوصاً عندما يعلمون أن الاشخاص النازحين الى الشمال هم من الطائفة الشيعية، أو أنهم يتراجعون عن تأجيرهم، ولاحظنا هذا الأمر في منطقة أبو سمرا في مدينة طرابلس”.

كما أكد مصدر معني في بلدية بيروت أن “البلدية شكلت لجنة كوارث لوضع خطة في حال حدوث حرب وما تعقبها من عملية نزوح في بعض المناطق”، مشدداً على أن “البلدية ستعمل بالتوازي مع الوزارات المعنية بشأن ارتفاع الايجارات ومتابعة أمور النازحين”.

شارك المقال