جمعيات الرابع من آب تستعد… فهل تنقذ الجنوب؟

ساريا الجراح

يعيش الجنوب اللبناني أجواء حرب مبطنة مع العدو الاسرائيلي تعكسها مواجهات يومية متتالية مع “حزب الله” منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”. وأصبحت الأوضاع الأمنية متوترة عند الحدود حيث فرضت واقعاً صعباً على السكان هناك، هم الذين خسروا منازلهم ومهنهم فيما مستقبل أطفالهم الدراسي مهدد. الخيام، كفركلا، حولا، العديسة، مركبا، دير ميماس وغيرها من المناطق تكشف واقعية مشاهد غير طبيعية واستمرارية الحياة “باللحم الحي”. شوارع الجنوب فارغة والحركة التجارية بالكاد تعمل وبين الحين والآخر تفتقد حركة السيارات المعتادة باستثناء الآليات العسكرية التابعة للجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل” الدولية.

“منرفض نحنا نموت قولولن رح نبقى” هذا حال أهالي الجنوب بلسان الفنانة جوليا بطرس، لكن الجنوب اليوم تضرر وعانى ولا يزال يصارع حتى الرمق الأخير. أين المعنيون والجمعيات التي دفنت دمار فاجعة الرابع من آب وحطام المباني لتذكرنا بالمأساة وتقوي قدرتنا على بناء ما قد يهدمه العدو؟ “لبنان الكبير” دخل الى “أعماق” الجمعيات ليعرف كيف تجسد امكاناتها لمساندة المتضررين في الجنوب.

يشير رئيس “المركز الاسلامي للدراسات والاعلام” القاضي الشيخ خلدون عريمط لـ “لبنان الكبير” الى أن رجل الأعمال الاماراتي خلف الحبتور أسهم بصورة كبيرة في ترميم مئات البيوت والمحال التجارية في مار مخايل والجميزة والكرنتينا ومساعدة المتضررين من فاجعة الرابع من آب، وقدرت المساعدات بحوالي ثلاثة ملايين دولار، وأشرف على المبنى قبل الترميم وأثناءه وبعده لمواكبة انتظام التأهيل.

وحول إمكان مساندة الحبتور الأهالي في الجنوب، يقول عريمط: “أعلم جيداً أن الحبتور قدم مساعدات لا تقل عن أربعين ألف حصة غذائية توزع بين البقاع وبيروت وطرابلس وعكار والجنوب وصيدا، حتى أنه قدم مساعدات لاثني عشر مستشفى في بيروت والجوار. وسيسعى جاهداً لمساندة أهالي الجنوب من دون التمييز بين الطائفة والدين”.

وعن جمعية “دفا”، توضح المتطوعة ماغي نانيجيان أن الجمعية تتابع بصورة ناشطة العائلات التي أرغمت على ترك منازلها، كما تساهم بدور فاعل في تأمين المواد الغذائية والثياب والبطانيات والفراش. وتوضح أنهم يقومون بتوزيع الفرش على مناطق حاصبيا نتيجة التهجير الحاصل عبر المناطق الحدودية، مؤكدة أن “واجبنا اليوم أن نساعد الجميع على الرغم من الامكانات القليلة والظروف الصعبة، والمساعدات التي أصبحت ضئيلة الا أننا دائماً الى جانب اللبنانيين في الجنوب وغيره”.

ويكشف جهاد بويز المنسق الميداني في جمعية DPNA عن اجتماع سيحصل عند العاشرة من قبل ظهر اليوم للجمعيات المعنية في منطقة صيدا، للبحث في هيكلية توزيع الأدوار بالتنسيق مع تجمع المؤسسات الأهلية هناك، لافتاً الى أن “هذا ليس الاجتماع الأول الذي يحصل بل اجتمعنا كثيراً في السابق ولكن المختلف غداً هو استحواذه على عدد كبير من NGO بهدف حلحلة المدارس عبر لجان منها: الايواء والمسنون والتنظيمات وادخال الداتا وغيرها. وبدأنا باحضار المساعدات وتجهيز مشاريع وننتظر الموافقة عليها”.

ويشدد بويز على أنهم في أتم الجهوزية لمساعدة أهالي الجنوب، معرباً عن فخره الكبير بالجمعية “التي لم تنتظر دقيقة واحدة لمساعدة المتضررين من خلال توزيع حصص غذائية وفتح طرق جراء الردم بالتعاون مع بلدية صيدا”، مشيراً الى أن العديد من المشاريع تحولت الى مشاريع اغاثية وخصوصاً في صيدا نسبة الى أنها تستقبل النازحين من الجنوب.

“غالبية الجمعيات التي أطفأت لهيب الرابع من آب لن تتوانى عن مساعدة متضرري الجنوب من العدوان الاسرائيلي الذي طال الحدود قلباً وقالباً” هذا ما أفصحت عنه جمعيات عدة لـ “لبنان الكبير”، منتظرة لقاء العاشرة من قبل ظهر اليوم لتعرب عن موقفها وتكشف عن جهوزيتها التامة لوقف الدمار وترميم ركام العدو عبر وضع استراتيجيات تقسم الأدوار فيها بالتتالي. فهل سينضم مزيد من الجمعيات الى اللقاء؟ وهل الحرص سيكون جماعياً كما كان في الرابع من آب؟

شارك المقال