“زرع” القضية الفلسطينية في نفوس الأجيال ضمن أساليب التعليم

راما الجراح

مئة وستة أعوام مرت على “وعد بلفور” الذي أعطى “من لا يملك لمن لا يستحق”، على حساب جراح الشعب الفلسطيني الذي قُتل وهُجّر من أرضه، وعانى من مجازر الاحتلال الاسرائيلي ما عاناه، لكنه لم يتنكر لقضيته يوماً، ويحاول بكل الطرق الدفاع عن حقه واسترجاع أرضه. وطالما أنّ المعركة مع الاحتلال هي معركة أجيال، قرر أساتذة من عدة مدارس بذل كل الجهود والامكانات لإبقاء القضية الفلسطينية حاضرةً في نفوس الأجيال الناشئة منهم، من خلال طرح تمارين وأسئلة تتعلق بالمادة الأساسية ولكن بأسلوب يتحدث فيه المعلم عن أحداث غزة من دون الخروج عن سياق شرح الدرس.

أستاذ الفيزياء في مدرسة “Greenwood” عبد الحليم محمد، من البقاع، قرر توظيف التربية في خدمة القضية الفلسطينية وأحداث غزة مع تطبيقات فيزيائية على المسافة صفر، وقال في حديث عبر “لبنان الكبير”: “مع تطور الأحداث في قطاع غزة، واشتداد المعركة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي، كانت فيديوهات عمليات المقاومة تنتشر بصورة واسعة وكبيرة ومن بينها فيديو لشخص وضع عبوة من مسافة صفر على دبابة محصنة وعاد الى موقعه، وقد شاهدت هذا الفيديو أكثر من مرة لشدة دهشتي، وشعرت أن عمليته لا بد من أن تكون ضمن الوسائل العلمية الايضاحية التي أشرحها لطلابي في صف الثامن”.

أضاف: “وضعت السؤال كنوع من التضامن مع الفلسطينيين في الأراضي المقدسة ومع هذه العملية البطولية. وبرأيي كل شخص منّا يجاهد في مجاله ومن موقعه، وأنا كأستاذ عليّ زرع هذه القضية في نفوس الأجيال المقبلة على أمل أن ينبت هذا الغرس، وتبقى هذه القضية في نفوس الجميع بأساسها وحقها”.

أساتذة مدرسة “الايمان” في طرابلس يعتبرون أن المعركة هي معركة نشر وعي، وإحياء جيل جديد يؤمن بالقضية الأساسية. وأكد المدير التربوي لمدارس “الايمان” سعيد العويك أن “القضية الفلسطينية هي قضية الأمة، ومن أجل ذلك نعتبرها إحدى الأمور التي تكوّن الشخصية اللازمة في هذا الوقت الذي نعيشه، الزملاء والزميلات يهتمون بهذه الأمور وأرادوا استثمار الأمر بصورة موّجهة الى الطلاب ودافعاً لهم للاهتمام بهذه القضية. وجرت نشاطات في كل الأقسام الثانوي، المتوسط، والابتدائي من خلال نصوص، وإصغاء لقصائد مرتبطة بفلسطين وبعدة لغات، إضافة إلى جمع التبرعات من المدارس، وأولياء الأمور والطلاب. كما هناك كلمة صباحية توجيهية كل يوم حول هذه القضية”.

ورأى أستاذ الارشاد والتوجيه التربوي في وزارة التربية علي أبو ياسين أن “من أفضل أساليب التعليم هو أن نعطي التلامذة أمثلة عن الواقع الذي نعيشه، وهي مسألة تحمل نوعاً من التجديد والابداع، ومن ناحية أخرى من المهم جداً عملية إدخال هويتنا الوطنية والقومية وعدونا الأساس داخل مواضيع النقاش في المدارس وفي أسئلة الامتحانات حتى في المواد العلمية مثل الفيزياء، الكيمياء والرياضيات بحيث يمكن أن يستخرج الأساتذة العديد من المسائل من خلال الأحداث الحاصلة”.

وأكد عبر “لبنان الكبير” أن “الموضوع جزء من التربية الذي يجب أن نربي أولادنا على أساسه، وأن يعلم الصغير مَن عدوه، ومن المستحيل أن يصبح بيننا وبينه أي سلام، وأن نكون في شرق أوسط واحد. ومنذ أيام تحدث وزير التراث الاسرائيلي عن ضربة نووية لغزة وطلب من الحكومة الإسراع في ضرب النووي، من دون حتى الاكتراث بأسراهم، وهذا يزرع داخلنا ضرورة نشر الوعي عما يحصل. الموضوع إيجابي، يحفز التلامذة على الاهتمام بهذا الشأن، وهذا سلاحنا الوحيد لتتفوق عقول أجيالنا ووعيهم على الجيل الاسرائيلي”.

شارك المقال