“خزانة غزة”… 100 ألف قطعة ثياب شتوية من لبنان

راما الجراح

على الرغم من الوضع المرير الذي يمر به كل بيت في لبنان، وتردي الأوضاع المعيشية، والصعوبات المالية التي يحاول الجميع التعايش معها منذ العام ٢٠١٩، إلا أن الشعب اللبناني عندما تناديه الانسانية، يلبي الدعوة بكل صدرٍ رحب ويسعى الى الخير على أمل أن يعمَّ في بلادنا. سيراً على الأقدام حاملين ما يقدرون عليه من متاع، نزح فلسطينيون في قطاع غزة الى الجنوب هرباً من نيران القصف الاسرائيلي، بعد أكثر من شهر على انقطاع الماء والكهرباء والوقود وحتى الطعام عن القطاع. من هنا، انطلقت حملة “خزانة غزة” في لبنان لجمع ١٠٠ ألف قطعة ثياب شتوية لأهالي غزة علّ المعابر تُفتح لها ونحن على أبواب الشتاء.

تقول جنى العويني، مسؤولة التنسيق والتنظيم بين الشركاء لحملة “خزانة غزة” عبر “لبنان الكبير”: “الحملة نشأت بعدما قرر الموظفون في مؤسسة FabricAID تخصيص وقتهم لهذه المبادرة. وهي مؤسسة إجتماعية تعمل في الثياب، وبما أنهم يملكون الخبرة في هذا المجال قررنا أن نجمع ثياباً لأهل غزة. نحن بحاجة الى تجميع أكبر عدد ممكن من الثياب الشتوية تحديداً، بطانيات على أنواعها ومخدات، لنستطيع إرسالها إلى قطاع غزة”.

وعن طرق التبرع توضح العويني أن “هناك عدة مواقع في كل لبنان لتسهيل عملية جمع الثياب والتبرعات، من الشمال إلى الجنوب والبقاع، ليتمكن المتبرعون من المشاركة عند أقرب مركز لهم. بعدها سترسل كل التبرعات إلى مركز مؤسسة FabricAID لفرز الثياب بطريقة جيدة، ويتم إرسالها مباشرة إلى مصر، ومن هناك عند فتح المعابر ندخلها إلى مدينة غزة بواسطة جمعية Anera وهي منظمة دولية غير حكومية تعمل في غزة، ستقوم بتوزيع الثياب”.

وتؤكد أن “هدفنا تجميع ١٠٠ ألف قطعة ثياب خلال شهر تشرين الثاني، وستصل إلى مصر مع مطلع شهر كانون الأول. والجمعيات المشاركة معنا في هذه المبادرة هي: إرادة، وكلني، زماننا، ميشال ضاهر، كشاف الجراح، التعاون، أنيرا، التعاون Rotary،the volunteer circle، Lebanese food bank،and naive “.

ويشير قائد كشاف الجراح في البقاع إياد صالح الى “أننا نقوم بجمع ثياب شتوية لكل الأعمار، ولا شك في أن هناك صعوبات وتحديات لكن لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام عجز أهالي غزة. لكل شخص لا يملك المال للتبرع يمكن بهذه الطريقة أن يتبرع عن طريق الثياب من المنزل وهنا نكون قد ساهمنا لو بجزء بسيط بمساعدة الأهالي في فلسطين”.

ويشدد صالح عبر “لبنان الكبير” على أن “هذا العمل إنساني بحت، ولدينا وقت حتى نهاية شهر تشرين الثاني لجمع أكبر كمية من الثياب قبل إرسالها إلى مركز بيروت، ومراكز كشاف الجراح في كل لبنان مفتوحة أمام الناس للتبرع. وهناك ٧ أيام في بيروت بعد هذه العملية لفرز الثياب ومحاولة إعادة تأهيل ما يمكن تأهيله كي تكون كل الثياب في حالة جيدة جداً”.

قوافل التبرعات عند معبر رفح بالآلاف تنتظر قرار إدخالها إلى غزة لإغاثة الأهالي الذين قُصفت أفرانهم، ويبحثون عن ماء الشرب في البحر، لا يملكون مأوى لتدفئة أطفالهم، حتى كادت ثيابهم تلتصق بأجسادهم بعد ٣٥ يوماً من القصف الكثيف عليهم، وكل ليلة تكون أصعب مما قبلها، على أمل إغاثتهم.

شارك المقال