الدورة الـ 65 لمعرض بيروت العربي للكتاب “مُقاطَعْة”؟

حسين زياد منصور

بضعة أيام تفصل عن الدورة الـ65 لمعرض بيروت العربي للكتاب، الذي أصبح على مدار السنوات أحد معالم لبنان الثقافية. اليوم وبعد أن انفصل الشركاء عن بعضهم البعض، وأقيم معرض لبنان للكتاب الشهر الماضي، وما رافقه من اختلافات وانقسامات على الطريقة اللبنانية، وصل الانقسام السياسي والطائفي بحسب متابعين الى معرض الكتاب، أي معرض لبنان الذي كان بالتعاون مع وزارة الثقافة يمثل فريق 8 آذار، ومعرض بيروت العربي الذي يمثل فريق 14 آذار، وهذا الانقسام يعود الى الخلاف الذي وقع في المعرض منذ سنتين، عندما رفعت فيه صور للجنرال الايراني قاسم سليماني وما تبع ذلك من تضارب ومشكلات.

أقيم معرض لبنان، و”قطعت على خير”، لكن اليوم وعشية انطلاق الدورة الـ65 لمعرض بيروت العربي للكتاب، أفادت مصادر “لبنان الكبير” بأن عدداً كبيراً من دور النشر يعتزم مقاطعة المعرض، وأن نقابة الناشرين أيضاً تريد مقاطعته.

وعن هذا الأمر توضح رئيسة نقابة اتحاد الناشرين في لبنان سميرة عاصي في حديث لموقع “لبنان الكبير” أنهم أقاموا معرضاً في الأسابيع الماضية بالتعاون مع الدولة، أي مع وزارة الثقافة، والنادي أعلن عن معرضه، مؤكدة أن النقابة ليست لها علاقة بهذا المعرض، ولكن اذا أراد أحد المشاركة ان كانت مكتبة أو ناشر فهي لا تمانع، ولا تجبر أحداً أو تفرض أي شيئ على ناشر أو دار نشر، فكل شخص يقوم بالمصلحة التي يريدها. وتقول: “من الآن وصاعداً سيكون هناك معرضان”.

ويشير صاحب “دار الفكر اللبناني” جاد عاصي الى أنه سيقاطع هذه الدورة من معرض بيروت للكتاب، لأنه سبق وطلب مساحة 60 متراً داخل المعرض، وهذا ما لم تؤمنه الادارة، اذ منحته 9 أمتار فقط، معتبراً أن هذا “أمر غير منطقي”، على اعتبار أنه صاحب أقدم دار نشر مدرسية في لبنان.

وتعلق رئيسة النادي الثقافي العربي سلوى السنيورة بعاصيري في حديث لـ”لبنان الكبير” على ذلك، بالقول: “كل انسان لديه أولويات واعتبارات، وليس من الضروري إن لم يشارك أنه يقاطع. والنادي جاهز للتعامل مع الجميع، وأهلا وسهلاً بهم في المعرض، وأي جهة مرحب بها”.

وعن مشكلة اعتكاف البعض بسبب المساحة، توضح أن المساحة الاجمالية هي التي تحتم إعطاء كل شخص مساحة معينة، “مش هيدا منعطيه وهيدا لا”. وتذكر بالدمار الذي لحق بالنقطة التي يقوم عليها المعرض، إثر انفجار 4 آب، والتصليحات والترميمات التي حصلت، من أجل استعادة بعض الأجزاء والمساحات المدمرة. وتؤكد أنه يسعدها أن يحصل كل شخص على مساحة كبيرة، متمنية أن تكون الظروف أفضل في المرة المقبلة.

وعن أعداد دور النشر المشاركة في المعرض لغاية الآن، تشير الى تجاوز العدد الـ 120 مشاركاً، وهو قابل للازدياد خلال الأيام المقبلة، أي حتى اليوم الأول من المعرض.

إذاً في المحصلة، من الآن وصاعدا سيكون هنالك معرضان للكتاب في لبنان، وبعيداً عن الأسباب التي أدت الى هذا الانقسام، على من يهتمون بالثقافة، ويحبون القراءة، الافادة من هذه الفرصة.

شارك المقال