قرار المحكمة يثلج قلوب وردات أنصار

نور فياض
نور فياض

في ٢ آذار ٢٠٢٢، حصلت جريمة هزت الضمير الانساني في لبنان كله، وليس بلدة أنصار وحسب. لا كلام يصف بشاعتها ولا قذارة المجرم الذي سلب الحياة من الأرواح الجميلة البريئة لأم وبناتها الثلاث ريما عباس، تالا، منال وريما زكريا صفاوي من دون رحمة ولا قلب، ومن دون أن يرف له جفن.

كثرت الجلسات منذ القبض على المتهمين، وبين التأجيل وتغيّب القاضي لأسباب متعددة، صدر الحكم.

فقد أصدرت محكمة جنايات بيروت أمس في ١٦ تشرين الثاني حكم الاعدام بحق اللبناني حسين فياض والسوري حسن الغناش.

يُعرب مختار بلدة أنصار ووالد الضحايا زكريا صفاوي عبر “لبنان الكبير” عن فرحته الكبيرة بهذا القرار الذي انتظره سنتين، ويقول: “نحن أمام انتظار ٢٠ يوماً فربما يطلبون اعادة استئناف الحكم، وعلى أثر ذلك ننتقل الى الخطوة الثانية وهي تقديم الحكم الى وزير العدل ورئيس الحكومة للتوقيع على القرار، مع العلم أن لا شيئ سيتغير في هذه الفترة، ففياض اعترف بجريمته سابقاً. ونأمل أن يساعدنا أحد أو أي جهة سياسية لتنفيذ القرار”.

وفي تفاصيل الجريمة، يكشف صفاوي أن “العديد تناول أخباراً عدة حول سبب الجريمة، لكن في الحقيقة لا سبب معيّناً، فهو عن سابق اصرار وتخطيط نفّذ جريمته، واعترف بعدما غيّر أقواله مراراً بأنه دعا تالا وأمها وأخواتها الى العشاء في مدينة صور، وفي الطريق اتصل به الغناش قائلاً: وجدت ذهباً في المغارة، فأخذهن الى هناك لرؤية الذهب وفق أقواله وخدّرهن ببخاخ وأدخلهن الى المغارة وقتلهن، وكان سبق أن جهز البندقية والباطون قبل ذلك بيوم. ومن الروايات الكاذبة التي قالها: أخذتهن لرؤية الذهب وهناك وأنا أنقل البندقية من كتف الى آخر قتلت الأم بالخطأ، فهجمت الفتيات علي لضربي وأطلقت النار عليهن دفاعاً عن النفس”.

ويشير صفاوي الى أن “الشتاء في ذلك النهار كان غزيراً والوحل على مدخل المغارة، فأقواله هذه غير صحيحة، وهو عن سابق اصرار وتحضير قبل يوم نفذ الجريمة”، معتبراً أن “المهم اليوم هو صدور القرار، أما تنفيذ الحكم فنحن بانتظار الأيام المقبلة للبدء بالتحرك لتحقيقه.”

ويؤكد المحامي ماهر جابر وهو أحد من تسلموا القضية، أن “هذا القرار الذي كنا ننتظره، وبسبب شغور موقع الرئاسة نحن سنلجأ الى مجلس الوزراء ووزير العدل في الأيام المقبلة لتنفيذه”.

وتقول أمل أخت المغدورة باسمة عباس عبر “لبنان الكبير”: “الحمد لله هذا القرار أثلج قلب باسمة وبناتها، ونحن خسارتنا كببرة ولا تعوّض لكن الله ينتقم منه أبشع انتقام، على أمل أن ينفّذ القرار لترتاح أرواحهن الطاهرة.”

انها ليست الجريمة الأولى ولن تكون الأخيرة التي نشهد مثل بشاعتها في لبنان. ففي ٢٨ نيسان ٢٠١٠ فجع لبنان بجريمة وحشية نالت من أربعة أشخاص من العائلة نفسها، وبعد القبض على المتهم علّق في ساحة البلدة وأصبح عبرة للجميع.

جرائم عدة حصلت في لبنان، البعض اخذ حقه بيده والبعض الآخر فضّل اللجوء الى القانون آملا ان يتحقق مراده، مع العلم ان تنفيذ الاعدام قليل ما يحصل في لبنان.

القتل العمد هو أخطر جرائم الاعتداء على” الأشخاص لأنّه يستهدف إزهاق روح إنسان.”

بهذه العبارة منعت المحكمة تخفيف الحكم الصادر والذي طلبه المجرمان، فهل سيكون السجن المؤبد مصيرهما، وفي غياب قانون الاعدام هل سيتخذ من هذه الجريمة عبرة ويخف القتل أم أن التغاضي عنها سيزيد من هذه الجرائم في ظل غياب الدولة والمحاسبة؟

شارك المقال