ما هو برنامج “أب”؟

ليال نصر
ليال نصر

يهدف المنهاج الأول من نوعه على صعيد الأسرة والذي أطلق بالشراكة بين وزارة الشؤون الاجتماعية ومنظمة “أبعاد”، إلى تعزيز المشاركة الكاملة على صعيد الأدوار الوالدية في التربية الايجابية، ويتضمن برامج تدريب متكاملة من ثلاث عشرة جلسة تعنى بالتربية الايجابية للطفولة المبكرة حتى عمر ثماني سنوات. هذا المنهاج هو برنامج “أب”.

المستشارة التقنية لبرامج منظمة “أبعاد” أنيتا فرح نصّار أوضحت لموقع “لبنان الكبير” أن البرنامج هو نسخة معدّلة من برنامج “P” ليتناسب مع السياق اللبناني الذي تم تطويره من Promundo وشركائه في البرازيل، ويوفر مساحة آمنة للآباء من أجل تحديد الممارسات الفضلى وإشراكهم في صحة الأمومة والطفولة وتقديم الرعاية والحد من العنف ضد النساء والأطفال من منطلق الشراكة بين الرجال والنساء.

وصممت أنشطة تثقيف جماعية لزيادة ثقة الرجال بمهاراتهم في مجال تقديم الرعاية وحثهم على التساؤل حول مواضيع مرتبطة بالرجولة والعنف والأبوّة كما الترويج للتواصل بين الثنائي والأطفال.

وقالت عضو اللجنة الاستشارية المكلفة في وزارة الشؤون الاجتماعية متابعة برنامج “أب” سناء عواضة لموقع “لبنان الكبير: “إن الجلسات مخصصة للآباء والأمهات وهي عبارة عن برنامج تمكين مهارات وتبادل خبرات في موضوع التربية الايجابية ودور الوالدين في الأسرة”.

ونشير هنا إلى نصائح للميسّر/ة لعملية تيسير ناجحة ومعلومات أساسية قبل البدء بأي من الجلسات المقترحة، بمعنى أن عنوان الجلسة يجب أن يتضمن الترحيب والتعارف، إحتياجاتي وهمومي بصفتي والد، مراحل توفير الرعاية، الرجال والرجوليات، توفير الرعاية الوالدية – أدوار الأمهات والآباء، الرعاية الوالدية – القوة وتقاسم الأعمال المنزلية، حول العنف، طفلي بعد عشرين سنة، بناء التعاطف، التعرف على مشاعر الآباء والأطفال، توفير البيئة الحاضنة والتنظيم، إستخدام الوالدية الايجابية والالتزام بالتغيير.

وتكمن أهمية طرح البرنامج في هذا التوقيت بالذات في أنه يعبّر عن إصرار وزارة الشؤون الاجتماعية على الالتفات الى القضايا الانسانية في عزّ الأزمات والتركيز على الأسرة التي هي النواة الأساسية لبناء مجتمعات سليمة ومتعافية، وخلق مساحة آمنة للتعبير والحوار يشارك فيها الرجال والسيدات كثنائي في جلسات إجتماعية هادفة وموجهة من أجل تعزيز المهارات في كيفية التعامل السليم مع الأطفال.

ومن خلال هذه الشراكة بين الجنسين وإشراك الرجال يتم تأكيد العدالة والتساوي في توزيع الفرص والأدوار والمسؤوليات داخل الأسرة ومحاولة العمل على تغيير بعض التصرفات أو السلوكيات على المستويين الفردي والعلائقي المجتمعي لما لذلك من انعكاسات على نظرة الشريكين إلى أدوارهما الاجتماعية داخل الأسرة .

وينتج من هذا العمل تحسين العلاقات وإعطاء الدور لكل شريك، وهكذا يتم العمل على بناء أسرة متماسكة تشكل صورة مصغرة عن مجتمع أكبر، وهذا له نتائج إيجابية على المستوى الاقتصادي من جهة ورفع مستوى الوعي عند الأفراد من جهة ثانية، ما يخفف كلفة الأطفال والرسوب المدرسي وسوء التغذية .

يستفيد الوالدان من هذا البرنامج بالدرجة الأولى كما يستفيد الأطفال لما له من انعكاسات إيجابية على التغيير في التصرفات وكيفية تربية الأطفال من خلال استخدام الوسائل التربوية البديلة.

وارتأت وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال الاعلان عن برنامج “أب” أن تحدث نقلة نوعية بطريقة التعاطي مع البرامج التوعوية عبر تسليط الضوء على فئة من المجتمع وهي أساسية وفاعلة. وهكذا يبرز دور الرجال في بناء أسرة على قدم المساواة مع السيدات.

توصيف برنامج “أب”:

وأوضحت نصّار أن البرنامج يرتكز على تعزيز الوالدية الايجابية وتفعيل مشاركة الآباء في نماء الطفولة المبكرة والأطفال حديثي الولادة بالاضافة إلى إشراك الآباء لتحسين العلاقات الأسرية وإشراك الرجال وشريكاتهم في عملية تفكير نقدي حول الأبوّة المنصفة للجنسين.

فكرة البرنامج ودوافع طرحه

إزدادت في لبنان معدلات العنف الأسري لدى المجتمع المضيف والنازحين بسبب النظم والسياسات الاجتماعية التي تؤثر على العلاقات داخل الأسرة بالاضافة إلى الظروف والأزمات المحيطة بالبلد والمنطقة كالحروب والنزوح القسري بالتوازي مع خطة لبنان للاستجابة للأزمة (2017-2020)، لذلك تمت المباشرة في مواءمة وإنتاج مورد تدريبي وطني خاص بإشراك الأزواج وتفعيل مشاركة الآباء في نماء الطفولة المبكرة.

إستناداً الى هذه المقاربة يهدف برنامج “أب” إلى تحقيق ثلاثة أمور هي: الشراكة بين الرجال والنساء، وتغيير التصرفات والسلوكيات على المستويين الفردي والمجتمعي وضمان استدامة الرعاية المتكاملة لكل طفل خلال مرحلة الطفولة المبكرة.

كيفية التطبيق

صمم برنامج “أب” كي يستخدمه المرشدون/ات الاجتماعيون/ات والاختصاصيون/ات في العمل الاجتماعي وأيضاً العاملون/ات في حقل التوعية والخدمات الاجتماعية والصحية. وقد أطلق البرنامج بهدف تمكين المجتمعات المحلية وضمان الممارسات الوالدية التربوية الآمنة والسليمة لبناء مجتمعات صحية تحترم حقوق الانسان وكرامته الانسانية.

يتضمن البرنامج ثلاثة أجزاء هي الاطار النظري والمفاهيمي والتعريف بدليل برنامج “أب” الذي يحتوي على ثلاث عشرة جلسة تثقيفية وجلستين إضافيتين حول تجارب حياتية تطبق مع مقدمي الرعاية، الآباء والثنائي منهم.

النتائج المتوقعة عند تطبيقه

يحدث برنامج “أب” تحولاً في الأدوار الاجتماعية من خلال إشراك الرجال وشريكاتهم، وتغييراً على مستويات عدة في المجتمع منها التغير في التصرفات والسلوكيات على الصعيد الفردي والتغير بين الجنسين وعلاقات القوة بينهما فضلاً عن التغيير على الصعيدين الاجتماعي والثقافي.

شارك المقال