أدوية السكري لعلاج السُمنة… عصر هرمونات الشبع بديل مثبطات الشهية

راما الجراح

دخل علاج السمنة “عصراً جديداً” بفضل الأدوية التي تحتوي على مادة الميتفورمين (Metformin)، المصممة أساساً لعلاجات مرض السكري من النوع الثاني. وتسبب أدوية الميتفورمين أو الجلوكوفاج عدة أعراض جانبية منها اضطراب المعدة، وآلام العضلات والنعاس، ولكنها تساهم أيضاً في خفض الوزن، وانتشر استخدامها بصورة كبيرة لعلاج السمنة الزائدة، إلاّ أن أصواتاً كثيرة تدعو إلى الحذر من الاستخدام المحرّف لهذه المنتجات. وتقوم هذه الأدوية على مكوّن شبيه بهرمون الغلوكاكون أو “جي إل بي-1″GLP-الناجم من الأمعاء والذي يعزز إفراز البنكرياس للأنسولين ويرسل إشارة شبع إلى الدماغ بعد تناول الطعام.

وأوضحت أخصائية التغذية نبيلة الميس عبر “لبنان الكبير” أن “الدراسات الحديثة أثبتت استخدام الأدوية التي تحتوي على Metformin المخصصة لمرضى السكري للمساعدة على تنحيف الجسم وخفض الوزن، حتى أن هناك عدداً من الاطباء بدأوا بإعطاء وصفات طبية بها وهذا الأمر الصحي، ولكن هناك استثناء لثلاث حالات، أولاً في حال أدى إلى ألم في المعدة أو عوارض اسهال، والأشخاص الذين يعانون من الفشل الكلوي، بالاضافة إلى من يستخدمونه لفترة طويلة ما يؤدي إلى نقص في الفيتامين B12 في الجسم”.

أضافت: “اللافت في الموضوع أن هذا الدواء يؤدي إلى تخفيف عوارض مرض السكري عند الأشخاص الذين يستخدمونه لعلاج السمنة، ولا شك في أنه لا يمكن لأي شخص تناوله من دون إشراف طبي أو أخصائي تغذية. برأيي طريقة اتباع برنامج غذائي صحي أفضل بكثير من هذه الوسيلة، يمكن البدء بنظام صحي وبعدها اذا تبين أن الشخص معرض لأن يكون مريض سكري ولم يصل إلى نتيجة جيدة عندها يضطر إلى اللجوء للدواء إلى جانب نظام غذائي وممارسة الرياضة”.

وأكدت أن “أدوية كهذه لا يمكن تناولها لفترات طويلة، وأحبذ فترة 3 شهور كحد أقصى، وعندها يمكن مراقبة وضع المريض وفحص مخزون السكري والانسولين في الجسم”، ناصحة الجميع بعدم اللجوء مباشرة إلى الأدوية، بل إتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة أولاً وبحسب النتيجة يتصرف اخصائي التغذية.

هناك عدة آثار جانبية لأنواع الأدوية المسماة “جي إل بي-1″، مثل الغثيان، القيء واضطرابات الجهاز الهضمي، ويكمن الجانب السلبي الآخر في طريقة أخذ هذا الدواء، التي لا تزال تقتصر على الحقن، والأهم في سعره وعواقبه على موازنة الصحة، إذ يكلف العلاج مثلاً ألف دولار شهرياً للمريض في الولايات المتحدة حتى باتت المجموعات الدوائية الرائدة في هذا المجال أبرز المستفيدين من هذا التقدّم في علاج السمنة، مثل “نوفو نورديسك” التي تُنتج “ويغوفي” ضد السمنة و”أوزمبيك” ضد السكري، التي أصبحت الشركة الأوروبية ذات القيمة السوقية الأكبر في أيلول. وتوقع الاتحاد العالمي للسمنة أن يعاني نحو ملياري شخص في العالم من السمنة (مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30 كلغ/م2) بحلول العام 2035.

ولكن الصيدلي ريان غطمي اعتبر أن “النسبة الأكبر من الأشخاص أصبحت تستعمل أدوية السكري بغرض التنحيف ومعالجة السمنة وباعتقادها أن هذه الطريقة هي الصحيحة، ولكن هذا الموضوع خطير فعلى سبيل المثال يمكن أن ينخفض معدل السكري في الجسم بصورة مفاجئة ما يؤدي إلى مضاعفات عدة. وأي شخص يُعتبر جسده مقبولاً، بمعنى لا يتعدى مرحلة الـobesity يجب أن لا يخاطر في استعمال هذه الأدوية مثل الـ Ozempic على وجه التحديد وغيره”.

وحذر عبر “لبنان الكبير” من أن “هذا الدواء يؤدي إلى رفع نسبة الانسولين في الدم في الوقت الذي ينخفض فيه معدل السكري، هنا ستبدأ المشكلات الصحية، للأسف الآثار الجانبية لدواء السكري هي التنحيف والناس يستعملونه للرشاقة”!.

يذكر أن شركة “أدوسيا” للتكنولوجيا الحيوية في مدينة ليون الفرنسية، تعمل على تطوير أنسولين مدمج مع الأميلين “للاستعاضة عن الأنسولين الذي يسبب زيادة الوزن بالأنسولين الذي يسبب فقدان الوزن” للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول. وقال رئيس هذه الشركة أوليفييه سولا: “نحن في عصر جديد: عصر هرمونات الشبع، ولم نعد في عصر مثبطات الشهية”.

شارك المقال