انقطاع الكهرباء ليلاً “فرصة سانحة” لسرقة المحطات والكابلات

حسين زياد منصور

تتواصل الاعتداءات على الأملاك العامة ومؤسسات الدولة، ومن ضمن هذه الاعتداءات المنتشرة منذ فترة، سرقة محطات وكابلات عائدة لشركة “كهرباء لبنان”. هذه التعديات على الشبكات تكلف الشركة مبالغ ضخمة، فهي وللتوضيح لا تقتصر على منطقة معينة أو حي ما، أو تسرق لمرة واحدة، بل على العكس، فهي مستمرة ومنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، ومنها عكار والبقاع وبيروت وجبل لبنان والجنوب. فما تتم سرقته، يعاد بيعه بمقابل مادي بالدولار الأميركي.

سرقة كابلات المحطات في المنطقة الموجودة فيها تسبب حرمانها من الكهرباء، وفي العديد من المرات ادعت شركة “كهرباء لبنان” ضد مجهولين إثر عمليات السرقة هذه، وبعضها يقدر بأكثر من ألف دولار للكابل الواحد.

على الرغم من كل ذلك كانت القوى الأمنية تسعى الى مكافحة هذه الظاهرة، وملاحقة المتورطين في هذه السرقات، وتشير مصادر أمنية لموقع “لبنان الكبير” الى أن القوى الأمنية، ومع كل العوائق والمشكلات، الا أنها تقوم بعملها، وتتابع وتتحرى لإيقاف المتورطين، موضحة أن “مجموعة من الأشخاص تقوم بعمليات السرقة هذه ضبطت في الفترة الماضية بعد تحديد هوياتها، وتبين وجود عدد من الأدوات التي يستخدمها هؤلاء لسرقة الكابلات، من مقصات حديدية ومفكات ومنشار. وبعد التحقيق معهم اعترفوا بقيامهم بهذه السرقات، وكيف كانوا يصرفونها، وبؤر الخردة التي يبيعون فيها المسروقات”.

وتلفت المصادر الى أن السارقين كانوا يراقبون المحطات والعواميد التي يريدون سرقتها ليلاً، ويستغلون فرصة انقطاع التيار الكهربائي لارتكاب جرائمهم.

وعن هذه الحالات عموماً، تقول المصادر: “ان من يقوم بهذه السرقات، لا يبيعها فوراً كما هي، بل يقطعها الى قطع صغيرة، ويبيعها مع بعض الأغراض والبضائع، وغالبيتهم تتوجه الى مناطق خارج نطاق الأماكن التي تمت فيها السرقات لبيع المسروقات، كي لا يكشف أمرها”.

في المقابل، تؤكد مصادر شركة “كهرباء لبنان” في حديث لـ “لبنان الكبير” أن محطات بأكملها تسرق، من كابلات وغيرها، ولا وجود لحسيب أو رقيب، واصفة حال البلد بأنها “سايبة”.

وعن التصليحات، توضح المصادر أنها مكلفة جداً جداً، فكل شيء بالدولار، وحال الشركة كغيرها من المؤسسات العامة، فالمشكلة تكمن في أن السرقات والاعتداءات هذه منتشرة على كل الأراضي اللبنانية، وليس على صعيد منطقة واحدة فقط.

وتقول: “في حال توافرت المواد اللازمة والضرورية في المستودعات، فهو أمر جيد ويساعد، اما خلاف ذلك فسيضاعف المشكلة. وكابل النحاس عند سرقته يقومون بحرقه، ولا يؤثر ذلك عليه، بل على العكس ينظف، وبعد ذلك يتم جمعه ووضعه على الميزان لمعرفة وزنه. اما بالنسبة الى الألمنيوم فلا يمكن حرقه، بل يقص بطريقة خاصة من الكاوتشوك، ومن ثم الى الميزان. وكل كابل يسرق يضم 4 خطوط، وكل شقفة هي من العمود للعمود، في الوقت نفسه اثنان يقطعانه، وهناك من يقوم بلمه، والأمر كذلك بالنسبة الى سرقة تابلوهات الكهرباء، اذ تتم سرقة الديجونكتيرات والفيوزات، ثم تباع بيعها لبؤر الخردة أو الكهربائيين، وذلك لأن أسعارها ليست رخيصة”.

وتلفت المصادر الى أن “الفيوزات والنحاسيات والألمنيوم هي ما تجذب هؤلاء السارقين، لأن بيعها يؤمن عائداً مالياً بالدولار الأميركي، وقد يصل سعر كيلو النحاس الى 10 دولارات، اما الألمنيوم فأغلى”.

شارك المقال