بعد الهزات الخفيفة المتتالية… زلزال تركيا وارد في لبنان؟

راما الجراح

ما قبل الهزّة الأرضية فجر السّادس من شباط ليس كما بعده بالنسبة الى اللبنانيين خصوصاً، وسكان المنطقة التي تأثرت بالزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا عموماً. بدأت الناس بعدّ الهزات الأرضية، هواية جديدة هي مراقبة حركة الأرض من خلال الأخبار العاجلة، أو مجموعات “واتس أب” و”تليغرام”، أو التطبيقات العلمية التي ترصد الزلازل حول العالم بحيث زاد الاقبال على تنزيلها ومراقبتها بعد الزلزال.

وحتى يزيد الطين بلّة، وتزامناً مع الهزات الأرضية التي تضرب مناطق غازي عنتاب وكهرمان مرعش والمناطق التركية المجاورة، أفاد المركز الوطني للجيوفيزياء التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية عن تسجيل هزة أرضية في 25 تشرين الثاني الجاري عند الساعة السادسة وتسع وثلاثين دقيقة مساءً قوتها 3.4 درجات على مقياس ريختر، موقعها في البحر على بعد 80 كيلومتراً من بيروت، وقد شعر بها بعض المواطنين على طول الشاطئ اللبناني.

توازياً، كشف حساب “Lebanon Alerts” المُختص بنشر الأخبار المرتبطة بالزلازل عبر منصة “إكس”، عن رصد 3 هزات أرضية في لبنان، يوم السبت الماضي، موضحاً أن الهزة الأولى “مجهرية”، وتم رصدها عبر محطة بيروت، في حين أن الهزة الثانية كانت أيضاً مثل نوع الأولى وجرى رصدها عبر محطة المتن. أما الهزة الثالثة، بحسب الحساب، فكانت خفيفة وتم رصدها عبر محطة كسروان. إلى ذلك، قالت مصادر صحافية في الشمال ان أهالي طرابلس وجوارها شعروا بهزة خفيفة يُرجح أن تكون نفسها التي تم رصدها عبر محطّة كسروان.

وأظهر تطبيق “Earthquake” عبر الانترنت أنّ هزة أرضية وقعت ضمن البحر بين لبنان وقُبرص عند الساعة السادسة و39 دقيقة من مساء السبت وبلغت قوتها 3.50 درجات على مقياس ريختر.

وكشف الباحث في الجيولوجيا وعلم الزلازل طوني نمر، على حسابه عبر منصة “إكس”، أنّ “الهزّة الأرضية بقوة 3.5 درجات في البحر اللبناني حصلت على عمق 12 كلم على أحد الفوالق الفرعية الى الجنوب من سلسلة اللاذقية البحرية”، مشيراً الى أن “المنطقة البحرية بين لبنان وقبرص تحوي العديد من الفوالق الناشطة ولكنها في معظمها تؤدي الى هزات أرضية محدودة القوة”.

وأكد نمر في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “ما يحصل في تركيا حتى الآن يوضع في إطار الزلزال الذي حصل في 6 شباط، وهي مجرد هزات ارتدادية ليس أكثر، ولا تؤثر على لبنان من أي ناحية، ولا تتعلق أبداً بالهزات الخفيفة التي تحصل بين يوم وآخر. يجب أن نعلم جميعاً أننا في لبنان موجودون في منطقة زلازل، وهناك فوالق عديدة تمر من منطقتنا وبالتالي ستتحرك بين الحين والآخر”.

وقال: “حركة الفوالق خفيفة حتى الآن، وهذا الأمر جيد، لأنه بدل أن تتوقف عن الحركة ومن ثم تتحرك بصورة مفاجئة وقوية، تتحرك اليوم بمعدل لا يتعدى الـ 3.50 درجات ويشعر بها عدد من السكان في مختلف المناطق بصورة خفيفة جداً. لا يمكن القول ان هذا الأمر يبعدنا عن هزة قوية، ولكن هذه الحركة ليست سيئة والعكس صحيح”.

وأشار نمر إلى أن “المواطنين في حالة اضطراب، ونعيش حالة حرب منذ أكثر من شهر وبالتالي من الطبيعي أن تكون هناك حالة من الهلع والخوف”، لكنه طمأن الجميع الى أن “الهزات في تركيا لا تتعلق بما يحصل في لبنان أبداً”، مذكراً بأن “زلازل كثيرة حصلت في لبنان عبر التاريخ بسبب وجودنا على انكسار في قشرة الأرض التي تفصل الصفيحة العربية عن الافريقية، والأسباب التي أدت إلى هذه الزلازل موجودة حتى اليوم، بمعنى أن هاتين الصفيحتين لم تتوقفا عن الحركة، ولكن هذه الزلازل لا تحصل في فترات وجيزة إنما بعد مئات السنين حتى تتكرر”ز

وشدد على وجوب “أن نعيش حياتنا الطبيعة ما قبل 6 شباط بفارق أننا أصبحنا على معرفة أننا معرضون للزلازل ولدينا الوعي الكافي حول ذلك. الزلازل لا يمكن التنبؤ بها، ولا يجب تصديق كل شخص أراد تخويف الناس بهذه المواضيع”.

شارك المقال