عداد الايدز في لبنان يرتفع… العلاج مجاني والالتزام به ضروري

راما الجراح

اليوم العالمي للايدز الذي يتزامن مع بداية شهر كانون الأول المخصص للتوعية ضده، أصبح من أهم الأيام الدولية المتعلقة بالصحة وفرصة رئيسة لرفع الوعي حول هذا المرض الذي أعلن عن ظهور أولى الاصابات به في ٥ حزيران من العام ١٩٨١، وأثار رعب الملايين حول العالم. مرض “نقص المناعة المكتسبة”، أُطلق عليه في العام ١٩٨٢ مرض “الايدز”. وفي العام ١٩٨٣، اكتُشف سبب الداء، وهو فيروس نقص المناعة البشرية. ومنذ بداية تفشّي الوباء، أصيب به ما يُقارب ٨٤ مليون شخص، وتوفّي ما يُقارب ٣٨ مليوناً بأمراض مرتبطة بالايدز.

يقول فوزي، وهو اسم مستعار لأحد المصابين بفيروس العوز المناعي البشري لـ”لبنان الكبير”: “لم تكن عندي عوارض واضحة، كنت أعاني من إرتفاع مفاجئ في الحرارة، وكان لديّ بعض الشكوك حول اصابتي، فقررت الخضوع لعدة فحوص للكشف عن حالتي الصحة، وكانت النتيجة أنني مصاب بالسيدا. شعرت بخوف كبير، وأصبحت منبوذاً من المجتمع الصغير المحيط بي بعد اصابتي، وقد انتقلت العدوى الي من خلال علاقة جنسية غير محمية، كان عمري ٢٠ عاماً، وتمكّنت بفضل الدعم النفسي الذي أحاطني به أهلي وطبيبتي النفسية من تقبّل اصابتي، وأصبحت مدركاً أنه واقعٌ فُرض عليّ ويجب التعايش معه، ولا أزال أكمل دراستي في الجامعة بصورة طبيعية، وطالما أنا مستمر في العلاج من خلال أدوية معينة لا يمكن أن تنتقل العدوى الى أحد”.

ما هو الايدز؟

هو مرض مزمن يُسببه فيروس يُطلق عليه “فيروس نقص المناعة البشريّة” (HIV)، ويُصيب خلايا CD4، وهي نوع من خلايا الدّم البيضاء المسؤولة عن الجهاز المناعي، فيؤدّي إلى تدميرها. ويتطوّر المرض لدى المصابين بهذا الفيروس الى الإيدز عندما يقلّ عدد خلايا CD4 في الدم عن ٢٠٠ خليّة. وينتقل عن طريق الدّم، وسوائل الجسم كالسائل المنوي لدى الرجل، والافرازات المهبليّة لدى المرأة.

وفي حديث مع الأخصائي في الأمراض المُعدية والجرثوميّة الدكتور جلال عبدو، يشير في حديث لموقع “لبنان الكبير” إلى أن “فيروس HIV ينتقل عبر السائل المنوي أو المهبلي أو الشرجي وهي النسبة الأعلى، أو عبر الدم، وحقن المخدرات والأدوات الحادة الملوثة بالفيروس، وهناك حالة واحدة في لبنان انتقلت إليها العدوى من الممرضة إلى المريض”.

ويوضح أن عوارض الايدز “شبيهة بعوارض أي فيروس مثل الزكام، إرتفاع حرارة الجسم، والتعب، ولكن هذا لا يعني أن الشخص الذي يصاب بالزكام يعاني من الايدز. لذلك على الشخص الانتباه الى نفسه في العلاقات الجنسية تحديداً ويجب أن يكون محمياً من خلال الالتزام بالواقي الذكري والأفضل أن يكتفي بشريك واحد”.

ويلفت عبدو إلى أن “تشخيص المرض اليوم من خلال البروتوكول الحالي يتضمن إجراء اختبار سريع أي Rapid Test، وفي حال كانت النتيجة إيجابية، يحتاج المريض إلى إجراء اختبارين إضافيين للتأكد هما اختبار الاليزا ELISA واختبار الـPCR الذي يعتبر أكثر دقة، بينما الفحص الأول يركز على الأجسام المضادة في الدم”.

وبالنسبة الى العلاج، يقول: “البرنامج الوطني لمكافحة السيدا يؤمن علاجاً مجانياً عبارة عن حبة دواء للسيطرة على الفيروس، وطبعاً لا شفاء منه، ويجب الالتزام بالعلاج بحيث يصل المريض إلى درجة لا ينقل فيها العدوى حتى جنسياً بنسبة تتجاوز ٩٠٪، ولا تتدهور مناعته، وهذا المرض لا يجب الخوف منه ويمكن التعايش معه بصورة طبيعية”.

وكشف جدول نشرته وزارة الصحة في لبنان عن آخر أرقام المتعايشين مع الـHIV والـAIDS حتى نهاية شهر تشرين الثاني ٢٠٢٣، تسجيل ٢٦١ إصابة جديدة خلال هذا العام، ما رفع العدد الاجمالي إلى ٢٧٣١. وتجدر الاشارة هنا إلى ارتفاع العدد مقارنة مع العام الماضي الذي سجل ١٨٠ إصابة جديدة.

ويُظهر تقرير وزارة الصحة توزيع الاصابات حسب الجنس، العمر، الهوية الجندرية، كيفية انتقال العدوى وعدد متلقّي العلاج، ويمكن الاطلاع على التفاصيل في الجدول أدناه:

شارك المقال