إذا مش الاثنين الخميس… حين تصبح لعبة الحظ ادماناً

حسين زياد منصور

“ايه بسحب، يمكن اربح وصيب، ويمكن لا، دائماً بتأمل، وصرلي بهالعادة سنين”. هذا ما يقوله أحد الأشخاص الذي يسحب ورقة اللوتو بصورة دائمة ومتواصلة، على أمل أن يربح، ولكنه بحسب أقواله، لم يفز مرة، بل في كل مرة لديه أمل بالفوز لكنه يخسر، ويعتبر أن السحب “أصبح عادة وادماناً”.

منذ أكثر من 30 عاماً واللوتو اللبناني مستمر، ودخل كل البيوت اللبنانية، والجميع عرفه وشاهده، وان لم يكن أحد قد سحب أو اشترك في هذه العملية أو اللعبة كما يفضل البعض تسميتها.

الجائزة اليوم تفوق الـ 37 مليار ليرة لبنانية، أي ما يساوي حالياً أكثر من 400 ألف دولار أميركي، وفق سعر الصرف في السوق السوداء، 89 ألف ليرة لبنانية للدولار الأميركي الواحد، وطبعاً هذا المبلغ لا يحصل عليه الفائز بصورة كاملة، بل تقتطع منه الدولة ضريبة وغيرها.

يعد هذا المبلغ في ظل الظروف التي نعيشها حالياً كبيراً ومهماً جداً، خصوصاً للشباب الذين يعانون العديد من المشكلات والمصائب، منذ العام 2019، وتفجر الأزمة الاقتصادية، ويشكل الفوز بهذه الجائزة فرصة ذهبية لهم، للبدء بمشروع أو عمل يؤمن استمراريتهم.

اليوم وفي ظل كل الأجواء السيئة التي يعيشها اللبنانيون منذ سنوات، كيف هو الاقبال على اللوتو؟

زيادة المداخيل

مصادر خاصة بموقع “لبنان الكبير” تقول: “ان اللوتو اللبناني سجل تطوراً كبيراً منذ بدايته حتى اليوم، خصوصاً مع التكنولوجيا التي دخلت المجال، وساهمت في جذب الناس أكثر وأكثر”.

وتوضح المصادر أن الناس خلال فترة انهيار الليرة اللبنانية وفرق الدولار، بحيث كانت أسعار السحب رخيصة استفادت من هذه النقطة، لكن بعد رفع الأسعار، ولفترة قصيرة خف الاقبال الا أن الأمور ما لبثت أن عادت الى طبيعتها. ويعود ذلك، بحسب المصادر الى رغبة اللبنانيين في ظل الأزمة الاقتصادية في إيجاد مداخيل. ولكن في الوقت نفسه في حالات عديدة لا يقبل الناس على هذه الألعاب في ظل الأزمات والحروب، التي تشتت انتباههم عنها بسبب وجود أولويات.

وتشير المصادر الى أن “الجائزة كلما كانت كبيرة هذا يدل على أن معدل المشتركين مرتفع”، مؤكدة أن “هذه الألعاب تخضع للمراقبة بصورة دقيقة ولا مجال للتزوير أو الغش فيها”.

واذ تشدد على أن “هذه الألعاب اللوتو أو اليانصيب تشكل دخلاً وايراداً للدولة”، تلفت الى أن “هناك نوعين من اللاعبين، لاعب دائم، لا يفوّت أي فرصة للسحب، وحتى لو خسر يظل مثابراً عليه، ويمكن وصفه بالمدمن، اما النوع الثاني، فهو اللاعب الذي يشارك موسمياً، أي في أحداث أو سحوبات معينة، مثل رأس السنة”.

نصر: اللوتو قرّبني أكثر من الناس

عند الحديث عن اللوتو اللبناني، تتبادر الى أذهاننا شخصية واحدة فقط، شاهدها الجميع، أكان مشتركاً في اللوتو أم لا، أحبها الجميع، الفائز والخاسر، صدى صوتها لا يزال عالقاً، طلتها، ابتسامتها وعفويتها، كانت تشعر الناس بوجود أمل في الربح، انها الإعلامية سناء نصر، التي قدمت اللوتو لأكثر من 15 عاماً.

وتقول في حديث لـ “لبنان الكبير” عن هذه الفترة: “اللوتو كان أجمل أيام مهنياً وقربني أكثر من الناس، وعند فوز الكثيرين كنت أرى أن لي دوراً في ذلك ان كان صغيراً أو بسيطاً، ولكن كنت أشاركهم الفرحة، خصوصاً عندما يأتون الى الأستديو لتسلم الشيكات، فكنت أرى مدى سعادتهم، وكم أن هذه الجائزة قادرة على تغيير حياتهم، وهذا ما كان يفرحني”.

وعما ان كانت تسحب اللوتو في تلك الفترة، تؤكد أنها كانت تفعل ذلك “ولكن في الفترة الأولى من تقديمي له لم أكن اسحب، وبعدها بدأت اسحب كي أتفاعل مع الناس أكثر، وأشعر بالخسارة والربح، لكنني لم أفز سوى ثلاث مرات استرديت ثمنها فقط”.

شارك المقال