في يومهم العالمي… استراتيجيات جديدة لذوي الارادة الصلبة

منى مروان العمري

يحتفل العالم باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة في أوائل كانون الأول من كل عام، بعد الاعلان عن الاحتفال السنوي به لأول مرة في العام 1992 بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 47/3، وناشدت جميع الدول الأعضاء فيها الاحتفال من أجل العمل على زيادة دمج المعوقين في مجتمعاتهم. وتبنّت الأمم المتحدة منذ نشأتها موضوع كرامة الانسان المتأصّلة، وما يتأتى عليه من مساواة، وحقوقٍ لجميع البشر من دون استثناء، واعتبرتها أساساً للحرية والعدالة، إضافةً الى السلام العالمي، ولهذا السبب يتم الاهتمام عالمياً بهذا اليوم.

وفي هذا السياق، على الشخص أن يعرف أن هناك نوعين من الاعاقة، إعاقة بدنية ويتفرّع عنها كل من الشلل أو بتر أحد الأطراف، أو فقدان البصر، أو فقدان النطق، إلى جانب الاعاقة العقلية، والتي تعني التخلّف العقلي، وما يتفرّع عنه من متلازمات وأمراض واضطرابات.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد قدّمت مجموعة من الأرقام والحقائق عن ذوي الاحتياجات الخاصة، تفيد بأن “أكثر من 1.3 مليار شخص يعانون من إعاقة كبيرة اليوم، وهو ما يمثّل 16% من سكان العالم، أو 1 من كل 6 منّا، كما يموت بعض ذوي الاحتياجات الخاصة قبل 20 عاماً من وفاة الأشخاص من غير ذوي الاحتياجات. بالاضافة إلى أنهم يجدون أن وسائل النقل التي يتعذر الوصول إليها ولا يمكن تحمل تكلفتها، أصعب 15 مرة من أولئك الذين لا يعانون من إعاقات”.

طلال “نجم الارادة”

طلال صلاح التيماني، الملقّب بـ”نجم الارادة”، تخطى جميع المعوقات وواصل رحلته في الحياة محققاً أهدافاً كثيرة. هو إبن بلدة عيتات في جبل لبنان، يعاني من ضمور عضلي، لكن إعاقته لم تمنعه من إكمال مسيرته التعليمية والمهنية، فقد نال شهاداتٍ عدة منها برمجة الكمبيوتر وإدارة الأعمال، كما شارك في 22 دورة وحاز من خلالها شهادات: التمثيل والتصوير والاخراج وعلم النفس والتجارة والتسويق وغيرها.

يعتبر التيماني في حديثٍ لموقع “لبنان الكبير” أن “هذا المجتمع الذي نعيش فيه يفتقر الى الوعي والاحترام والتقدير لحالاتنا وأوضاعنا، فنحن لا نريد الشفقة من أحد بل نريد من يقف إلى جانبنا ويدعمنا ويؤمن بقدراتنا وإمكاناتنا”.

ويقول: “أنا من الأشخاص الذين تعرّضوا إلى التنمر سواء في المدرسة أو في العمل، فعندما قدّمت على وظيفة لمراقبة الكاميرات استهزؤوا بي وقالوا: هيدا شو جاي يعمل هون؟ هيدا كيف بدو يراقب؟ علماً أن المراقبة لا تحتاج إلى مجهود كبير، سوى أنني سأجلس وأراقب فقط. أنا اليوم وبحمد الله استطعت أن أفتح سوبرماركت بدعم من أبي، أما أولئك الذين ليس بإمكانهم أن يؤمّنوا لأنفسهم ومستقبلهم حياةً كريمة، فان كثيراً منهم في لبنان يعانون من مشكلات وتحديات وصعوبات كبيرة كالنقل العام والحاجة إلى بدل نقل إضافةً إلى أشخاص يساعدوننا في النقل، كما أننا بحاجة إلى راتب شهري يشمل العلاج الفيزيائي أو الطبابة والأدوية وكراسٍ مخصصة وغيرها من المستلزمات، كما أننا بحاجة إلى حماية إجتماعية داعمة وإلى محامين متخصصين في حال تعرّضنا إلى أيّ أذى أو خطر معيّن”.

برنامج البدل النقدي

يشير مصدر مقرّب من وزارة الشؤون الاجتماعية لموقع “لبنان الكبير” الى أن “برنامج البدل النقدي لذوي الاعاقة الذي انطلق في شهر نيسان الفائت – وهو أول برنامج وطني انطلق من هذا النوع – يُقدّم من خلاله دعم مادي شهري قميمته 40 دولاراً لأيّ شخص حامل بطاقة إعاقة من الوزارة، ونحن نحاول الآن أن نؤمن تمويلاً إضافياً لتوسيع الافادة ضمن شرائح عمرية أخرى”.

ويلفت المصدر الى أن “الوزير (هكتور) حجار أوضح عبر منصة إكس أن الاستراتيجية الوطنية للاعاقة من المفترض أن تنتهي خلال الأسبوعين المقبلين والتي سنطلقها بداية العام الجديد، وتساعد على رسم سياسات وخطط خاصة بذوي الاحتياجات لدعمهم ودمجهم في المجتمع، وهذه الاستراتيجية لن تكون محصورة بوزارة الشؤون وحسب، بل بالتعاون مع وزارات معينة أخرى كوزارة الثقافة والداخلية وغيرها”.

شارك المقال