“كوكتيل” مخدرات يتسبب بعوارض “زومبي” في لبنان

راما الجراح

مشهد مرعب في بيروت أقلق اللبنانيين ثمثل في ظهور شبّان على دراجة نارية فقدوا السيطرة على التحكم في أجسادهم بصورة كاملة. ونشطت في الساعات الماضية محاولة تحديد نوع المخدرات الذي تعاطاه الشبان وجعلهم يتحركون ويتصرفون مثل “زومبي” في شوارع العاصمة، في مشاهد غريبة نراها لأول مرة في لبنان.

كان المشهد غربياً بعد انتشار أصناف وحالات مفاجئة، وأكدت أوساط من المدمنين أن “هذه الحالات المنتشرة في لبنان اليوم هي بعد تناول مخدرات جديدة اسمها كوكتيل يخلط فيه عدة مواد مع بعضها البعض وأصبح مرغوباً جداً ومفعوله يذهب مباشرة مع زوال أثر الجرعة من الجسم”.

نوع جديد من المخدرات

بعد انتشار مخدر “سيلفيا” الذي اعتُبر من أخطر أنواع المخدرات بسبب مفعوله القوي، وخلطته المنوعة بين البذور المخدرة والمواد الكيماوية، دخلت “لاسا” بتركيبة جديدة تؤثر على خلايا الدماغ بصورة مباشرة ومفعولها أقوى بكثير من “سيلفيا” في حال تناول المدمن أكثر من حبة حتى ترضيه. وبحسب أوساط المدمنين فان الحبة الواحدة من “لاسا” لم تعد تغري بشرائها فتم اختراع طريقة أكثر فاعلية سُميت “كوكتيل” وهي خليط حبوب مخدرة قوية جداً وباهظة الثمن.

عوارض “كوكتيل” لا تشبه “كريستال ميث”

ويُشير رئيس جمعية “جاد – شبيبة ضد المخدرات” جوزيف حوّاط إلى أنّ “المخدرات المنتشرة اليوم في لبنان ليست صناعة محلية، وليس هناك وكيل للدواء المستعمل، وهو ممنوع في أوروبا، وموجود في أميركا، وأتوقع أنه دخل إلى لبنان بكميات قليلة للتجربة. هذا الدواء هو كوكتيل يتضمن دواء لتشنج العضلات، بالاضافة إلى الكحول، اسبرين وكوديين دواء للسعال. درسنا الفيديو الذي انتشر لشابين عوارضهما غريبة في بيروت مع نقابة الصيادلة، ويقدر بين ١٢ و١٤ حبة تناولها كل شاب، وما حصل معهما يسمى عوارض الانسحاب، وهذا الدواء مع المواد يعطل منطقة في الدماغ ويجعله غير قادر على تحريك جسمه”.

الأجهزة الأمنية تقول ان هذا النوع هو “كريستال ميث”، ويعتبر حواط في حديث لـ”لبنان الكبير” أن “هذه النظرية غير دقيقة لأن هذا النوع لا يؤدي الى ظهور العوارض التي شاهدناها في الفيديو، وبرأيي ٩٠٪ من هذه العوارض سببها هذا الكوكتيل من الدواء الممزوج مع مواد متنوعة”.

ويؤكد أن “كل أنواع المخدرات عموماً تشكل خطراً على الانسان والمجتمع، ولكن هذا الكوكتيل له طريقة خاصة، وخطره في ساعتها لأن الشخص عندما ينام أو ينتهي مفعول الدواء وتظهر عوارض الانسحاب يعود إلى طبيعته. ومع الوقت يصبح لديه إدمان حاد عليه، ولا يستطيع تقدير الواقع، ويتصرف بسلوكيات انتحارية”.

ارتفاع أعداد المدمنين و”الخلطات” خطيرة

وترى المعالجة النفسية الدكتورة غادة الهواري أن “الادمان يأتي دائماً على شكل إعتماد مادة معينة، يمكن أن تكون مخدرات، كحول العمل، وغيرها، وهذا الأمر يشكل متعة لدى الشخص. أعداد المدمنين تتزايد كثيراً أمام عيادات المعالجة النفسية، وإجمالاً النسبة الأكبر هي من فئة الشباب الفقراء الذين يلجؤون الى المخدرات باعتبارها طريقة للهرب من همومهم”.

وتوضح في حديثها عبر “لبنان الكبير” أن “الأسباب كثيرة ومتعددة، وأهمها إنتشار المخدرات بصورة كبيرة وبأسعار رخيصة، والسبب الثاني البطالة. وأصبحت المخدرات موجودة اليوم بين المنازل أي ليس هناك من داعٍ للذهاب إلى أماكن بعيدة لايجادها. والمادة التي يتم تعاطيها مضرة بصورة كبيرة، وليست pure على الرغم من أنها مضرة أيضاً، ولكن اليوم تدمج عدة مواد مع الكوكايين والهيرويين والحشيش أيضاً”.

وتقول الهواري: “هناك مرضى يأتون إلى عيادتي بعد التعاطي ويبدأون بالبكاء بصورة هستيرية، أي أن التعاطي لا يوصلهم إلى النشوة أساساً، كما أن النسبة الكبيرة أصبحت تعاني من أمراض نفسية، لأن المخدرات غالباً تؤذي خلايا الدماغ، ما يؤدي إلى سلوكيات نسميها بالانتحارية، اضافة إلى سلوكيات غريزية. أما بالنسبة الى العلاج، فإذا كان الشخص في الفترة الأولى يكون الموضوع أسهل بكثير من المراحل المتقدمة، وهناك عدة مراكز للعلاج في لبنان، ولكن للأسف بسبب الأوضاع الاقتصادية في لبنان أصبحت التكلفة باهظة جداً، والمراكز المجانية المدعومة من جميعات أو من الدولة، البعض منها أغلق أبوابه، والبعض الآخر لا يستطيع استقبال كل الحالات”.

شارك المقال