تكلفة شجرة الميلاد “بالمعاش”… وإقبال لافت على شرائها

راما الجراح

على بُعد أيام من حلول عيد الميلاد المجيد، تحلّ هذه المناسبة على اللبنانيين وسط انهيارٍ ماليّ حاد، يجعلهم يقتصدون في تحضير مستلزمات الشجرة والمغارة والزينة. وتستعد المحال والمجمعات التجارية لهذا الموسم الذي يعوّل عليه سنوياً لتحريك العجلة الاقتصادية. وعُلم أن نسبة الحجوزات في الطائرات القادمة إلى لبنان ارتفعت على الرغم من الظروف الأمنية على الحدود الجنوبية، مع توقعات بأن تزداد هذه النسبة مع اقتراب الأعياد وقدوم المغتربين لتمضية الأعياد مع عائلاتهم.

مع أن الظروف الاقتصادية صعبة والاحباط العام يعم البلاد، يحاول المواطن جورج الحاج الحفاظ على بهجة عيد الميلاد قدر المستطاع في منزله. الشجرة، المغارة، الزينة وحتى الهدايا، أصبحت جاهزة بحسب جورج الذي قال عبر “لبنان الكبير”: “عاداتنا وتقاليدنا في هذه المناسبة تواسينا جداً ولو أننا نعاني من أزمات اقتصادية ومالية، نحن بحاجة الى الأوكسيجين ومنظر الشجرة المزينة يريح نفسيتنا، والفرح بيلبقلنا!”.

تزينت المحال التجارية بزينة الميلاد ايذاناً بانطلاق موسم الأعياد، وأسعار الشجرة وزينتها متفاوتة بين محل وآخر. جوزيف فرحات، صاحب محل في منطقة حمّانا أكد عبر “لبنان الكبير” أن “نسبة الاقبال على شراء أشجار الميلاد هذا العام أفضل بكثير من السنة الماضية، وكأن المواطنين اعتادوا الأسعار بالدولار. يمكن القول ان بين ٧٠ و٨٠ في المئة من الناس يجددون شجرة الميلاد في منازلهم أو مكان عملهم. هناك ثلاثة أنواع من أشجار الميلاد، الخفيف، الوسط، والثقيل، وأسعارها تتراوح بين ١٢ و٧٥ دولاراً، والنوعية الوسط بين ٤٠ و٦٠ دولاراً هي الأكثر مبيعاً”.

وبالنسبة الى الزينة، أشار إلى أن “الأسعار تختلف بحسب حجم الشجرة، والأسعار تبدأ من ١٥ دولاراً وصولاً إلى ٤٠ دولاراً، بين طابات ونجوم وأجراس وأشرطة الزينة. ويمكن أن تكون التكلفة أكثر بكثير بحسب طلبات الزبون، للفت النظر هناك أشجار يمكن أن يصل طولها إلى ٣ أمتار، عادة يطلبها أصحاب المطاعم أو المؤسسات، وسعرها يختلف عن غيرها وقد يصل إلى ٣٥٠ دولاراً”.

“المغارة أساس مع الشجرة، وتجسد المعنى الحقيقي للعيد” بحسب فرحات الذي أوضح أن “من لا يستطيع في بعض الأحيان شراء شجرة يكتفي بشراء مغارة، التي تتضمن أدواتها ورقاً خاصاً لها، ومجسمات الأشخاص، الذين تختلف أحجامهم، فهناك طقم أحجام مجسماته ١٥ سم يبلغ سعره ٢٥ دولاراً، بينما حجم الـ ٣٠ سم، تصبح تكلفته ٤٠ دولاراً، وكلما زاد الحجم ارتفعت التكلفة”.

في حين أكد صاحب محل في منطقة برج حمود أن “الأسعار تختلف بين مناطق الجبل والسهل والساحل، وسعر الشجرة الطبيعية من دون زينة حجم وسط في مناطقنا تتراوح بين ٢٠٠ و٢٨٠ دولاراً. وبالنسبة الى الزينة، هناك طابات مزخرفة، وقماش، ولكل منها سعر معين قد يصل أقصاه إلى ٢٠٠ ألف للطابة الواحدة، بالإضافة إلى الزينة الأخرى مثل النجوم التي يبلغ سعر القطعة الواحدة ٤٠٠ ألف ليرة، وشريط الكهرباء للزينة والستراس وغيرها”.

ولفت الى أن “الاقبال جيد هذا العام، وهناك نسبة من الناس لم تتردد في تجديد زينة الميلاد في منازلها، والأسعار اليوم تعتبر مرتفعة طبعاً ولكنها لم ترتفع عن العام الماضي، وهناك تأقلم ملحوظ مع الأزمة المالية التي نعيشها”.

يبدو أن المواطن اللبناني اعتاد مشهد التسعير بالدولار وتأقلم معه، وكيفما كانت أسعار زينة الميلاد، ومهما اشتدت الظروف الاقتصادية، فالإصرار على الاحتفال وأجواء الفرح تتصدر المشهد اللبناني.

شارك المقال