بكتيريا “المايكوبلازما”… كابوس يثير ذعر العالم وأقل انتقالاً من كورونا

راما الجراح

أطلقت الصين الانذار الأول عبر اعلانها الانتشار السريع لحالات الاصابة بأمراض الجهاز التنفسي أو ما يعرف بـ بكتيريا “المايكوبلازما” ما أثار الهلع فيها وفي عدد من دول العالم، من تكرار سيناريو فيروس كورونا. هذه البكتيريا المعروفة من العلماء تنتمي إلى عائلة المفطورات (المايكوبلازما)، وتُعدّ العامل البكتيري الأكثر تسبباً بعد المكورات الرئوية، في الالتهابات الرئوية الحادة في المجتمع، ومن أعراضها الشائعة الاصابة بالسعال، الحمى والصعوبات التنفسية، ويمكن أن تطال كل الفئات العمرية.

عداد الاصابات يتصاعد، إذ يستقبل مستشفى الأطفال المركزي في بكّين وحده ٧ آلاف طفلٍ مصاب يومياً، إضافة إلى المصابين من كبار السن ممن يعانون أمراضاً مزمنة خصوصاً مع انتقال الاصابات بالالتهاب الحادّ إلى بعض الولايات الأميركية وعددٍ من الدول الأوروبية، ومنها هولندا وفرنسا اللتان أعلنتا مؤخراً ارتفاع عدد الحالات التي تحتاج إلى استشفاء. وأوضحت الهيئة الصحية الفرنسية أن عدد الحالات في فرنسا، حيث تتفشى المفطورة الرئوية بصورة أكبر “منذ بداية الخريف”، تجاوز الاصابات التي سجلت عام ٢٠٢٢ وكذلك عام ٢٠١٩، أي أن الوضع بلغ درجةً “وبائية”. وفي الدنمارك، تمثل الحالات الـ ٥٤١ المسجلة الأسبوع الفائت أكثر من ثلاثة أضعاف العدد المسجل قبل خمسة أسابيع، ما يدل على بلوغ “مستوى وبائي”، بحسب هيئة “إس إس آي” الصحية.

دفعت كل هذه التطورات الصحية منظّمة الصحة العالمية إلى سؤال الصين عن مسبّبات الالتهاب وما إذا كان ينذر بحدوث جائحة، وهو ما أجابت عنه السلطات الصحية الصينية بالقول: “حتى اللحظة لم تُكتشَف مسبّبات أمراض جديدة أو غير مألوفة في حالات الاصابة الحديثة التي تعود في جزء كبير منها إلى بكتيريا مايكوبلازما التي تتشابه في عوارضها مع عوارض الرشح الشديد”.

أما في لبنان، فأشار مصدر خاص من وزارة الصحة الى “أننا نتّبع توصيات منظمة الصحة العالمية عند إنتشار أي مرض، بكتيريا، أو فيروس في أي بلد في العالم، كما ونلتزم بتطبيق اللوائح الصحية الدولية التي وقع عليها لبنان منذ العام ١٩٦٩، بالاضافة إلى وجود لجنة تسمى لجنة متابعة الأمراض الانتقالية الوطنية برئاسة وزير الصحة السابق وليد عمار، وتتكون من أهم أطباء الأمراض الجرثومية في لبنان وليسوا موظفين في الوزارة، فضلاً عن وجود منظمة الصحة العالمية داخل اللجنة كعضو مراقب”.

وأكد المصدر عبر” لبنان الكبير” أن “لا تحذير عالمياً من البكتيريا المنتشرة في الصين حتى الآن، وما يمكن توقعه أنه لا يشبه فيروس كورونا في خطورته أبداً، ولا شيء يستدعي القيام بأي إجراءات احترازية حتى اللحظة”.

وأشار ال أن “الأمراض الانتقالية على اختلاف أنواعها وأشكالها قد تشكل تهديداً لفئات معينة من الناس، خصوصاً الذين يعانون من أمراض مناعية، وأمراض مزمنة. ولا سمح الله اذا تبين لاحقاً أن هذه البكتيريا خطيرة ومعدية، فلا تحتاج إلى باسبور للدخول إلى لبنان، كما حصل مع إنتشار فيروس كورونا الذي وصل إلى كل بلدان العالم”.

ونبّه رئيس لجنة الصحة النيابية السابق عاصم عراجي على أن “هذه البكتيريا تؤدي إلى إلتهاب رئوي حاد، ولدينا معلومات كثيرة عنها، ونعرف علاجها وتطوراتها، أما كورونا فلم نكن نعلم عنها شيئاً. المايكوبلازما يمكن أن تنتقل عبر الرذاذ والاختلاط، ولكنها ليست سريعة الانتقال مثل كورونا، الفرق كبير. تشكل هذه البكتيريا خطورة على مرضى السرطان، والمناعة، وخصوصاً في حال أثرت كثيراً على الرئتين”.

وقال لموقع “لبنان الكبير”: “يتم تشخيص أعداد كبيرة من الأشخاص في لبنان يعانون من المايكوبلازما كل فترة، وعلاجها ليس باهظ الثمن في حال اقتصر على الدواء، ولكن يمكن أن تتطور العوارض وتستدعي دخول المريض إلى المستشفى. أما بالنسبة الى الفترة العلاجية فتمتد إلى ١٤ يوماً تقريباً للحالات المتوسطة، والمدة تطول للمرضى الذين يتسبب المايكوبلازما لهم في عوارض نقص الأوكسجين وضيق النفس”.

الـ “مايكوبلازما” يتشابه في العوارض مع أنواعٍ أخرى من الفيروسات، ويصعب تالياً تحديد هويته بصورة سريعة، لذلك يفترض العودة إلى بعض الاجراءات مثل ارتداء الكمامة وتعزيز النظافة لتفادي الإصابة بأي فيروس أو بكتيريا قد يؤدي الى تدهور صحتنا.

شارك المقال