الطاقة الشمسية بين المتطفلين على المهنة والسلامة العامة

فاطمة البسام

باتت ألواح الطاقة الشمسية تغطي حوالي 40% من المناطق اللبنانية أو أكثر بحسب مهندس الكهرباء محمد المقداد، الذي يرفض أن يعتبر هذه الألواح بديلاً تاماً لكهرباء الدولة إلاّ في حال إعتماد مزارع للطاقة لتغطي عجز التيار الذي أصبحت زياراته خجولة أو معدومة كلياً في أكثر من منطقة.

كأي مجال أو مهنة في لبنان لا بد من حصول تعديات من متطفلين على الاختصاص بغية الربح المادي فقط، غير آبهين بالعواقب المؤذية.

ويشير المقداد إلى أن هذه المهنة دخلها “شي بروس وشي بلا روس”، وهنا كان يجب أن يبرز دور نقابة المهندسين بالتعاون مع الدولة والبلديات، تفادياً للعشوائية التي حصلت وللحوادث التي نتجت، بالاضافة إلى إعتماد مبدأ الرخصة للتركيب الأمر الذي طبقته بلدية بيروت. كما أدى التهافت على تركيب ألواح الطاقة الشمسية إلى انتشار فوضوي للشركات والمؤسسات وحتى الأفراد الذين يعملون في هذا المجال من دون أدنى مراقبة لنوعية البضائع التي يتم شراؤها أو طريقة تركيبها، وما إذا كانت مطابقة للمواصفات والمعايير التي تضعها مؤسسة الكهرباء أو معهد البحوث الصناعية والمركز اللبناني للطاقة. ولعل هذا ما يفسر الحوادث المتكررة في أكثر من منطقة.

يقول الخبير في مجال الطاقة شربل أبي يونس: “ان المشكلات وحوادث الحرائق في مشاريع الطاقة يعود إلى ثلاثة أسباب، أولها كثرة وجود بضائع في السوق بجودة ونوعية غير عالية وأسعارها في متناول الجميع، والسبب الآخر يعود إلى طريقة التركيب العشوائية التي يقوم بها أشخاص غير متخصّصين أو أكفاء، إضافة إلى عدم تركيب حماية للمحوّل (Invertor)، أما السبب الثالث فيعود إلى خلل في التطبيق بين البطاريات والمحوّل، خصوصاً إن كانت البطارية من نوع الليثيوم التي تحوي داخلها ما هو نظام إدارة البطارية (Battery Management System) (BMS)”.

وإذ أكد في حديث أن 90% من البضائع الموجودة في السوق هي بضائع صينية، أوضح أن ذلك لا يعني أنها لا تتمتع بالجودة فهي تعد الرقم 1 عالمياً في منتجات الطاقة الشمسية، مشيراً إلى انتشار مشاريع الطاقة الشمسية في مناطق خارج بيروت حيث المنازل الافرادية، وبدأت بكثرة في زحلة وبعدها مناطق جبيل وكسروان.

نظام الطاقة إذا استخدم بطريقة صحيحة يمكنه أن يخدم الدولة، بحسب المقداد من خلال تحويل الفائض عن إستعمال المواطنين إلى كابلات الدولة، بحيث تصبح العملية تبادلية بين ألواح الطاقة ومولدات الدولة، وبالتالي تخفف عن جيبة المواطن لأنه يصبح شريكاً في إنتاج الكهرباء التي يستهلكها. إلا أن هذا الأمر غير ممكن في الوقت الحالي لأن محولات الكهرباء لدينا غير معدّة كلّياً لهذا الأمر.

كيف تعمل الطاقة في الشتاء؟

فعالية الطاقة في هذا الطقس، وفق ما يوضح المقداد، تكون مادون الـ20% لعدّة أسباب منها: حجب نور الشمس وقصر النهار، فعلى المواطن أن يقتصد في مصروفه اليومي لو إستطاع تأمين الإنارة فقط. والجدير بالذكر أن إرتفاع درجات الحرارة صيفاً يقلل أيضاً من فعالية الألواح البديلة بنسبة 20 الى 25%.

للسلامة العامة

توصي وزارة الطاقة بالتأكّد من الشركة الموردّة حول مطابقة الأجهزة والتركيبات مع المواصفات اللبنانيّة، لا سيما مطابقة ألواح الطاقة الشمسية ونظام التحكّم بالشحن (Charge Controller) والعاكس (Inverter) والبطاريات، مع متطلّبات السلامة وفقاً للمواصفات القياسيّة اللبنانيّة الصادرة عن مؤسّسة المواصفات والمقاييس – LIBNOR أو ما يعادلها. كما تشدد على ضرورة تأريض الأنظمة والهياكل المعدنيّة Earthing واستخدام أجهزة الحماية المناسبة للأشخاص (Residual Current Devices) وللأنظمة الكهربائيّة (Surge Protection Devices وOvercurrent Protection Devices)، وفقاً للمواصفات القياسيّة اللبنانيّة الصادرة أيضاً عن LIBNOR أو ما يعادلها.

شارك المقال