إقبال على المازوت بدل الحطب… وخسارة التخزين مكلفة!

راما الجراح

رأف كانون الأول باللبنانيين بعد حلوله ضيفاً دافئاً حتى الآن مقارنة بالأعوام السابقة على الرغم من الأمطار الغزيرة والسيول في الأسبوع الماضي، ولكن الحرارة لم تنخفض إلى مستوياتها الموسمية، ما سمح لأبناء القرى والمدن معاً بالاقتصاد في التدفئة حتى اشتداد قسوة الشتاء. ويحاول اللبناني تجاوز هذا الفصل بأقل الخسائر بغض النظر عن وسائل التدفئة المعتمدة، الكهرباء، الحطب، الغاز أو المازوت، وجميعها تُلهب الجيوب.

يزداد الطلب على المازوت في فصل الشتاء خصوصاً مع اشتداد موجات البرد والصقيع، وتحتاج العائلة أو الوحدة السكنية إلى حوالي ١٠٠ صفيحة تبعاً للظروف المناخية، وفقاً لـ “الدولية للمعلومات”، وبالتالي سعر الصفيحة مليون و٤٩٨ ألف ليرة لبنانية وفقاً لجدول أسعار المحروقات الصادر أخيراً عن وزارة الطاقة والمياه، ما يعني أن تكلفة التدفئة بالمازوت تبلغ بالحد الأدنى ١٤٩ مليوناً و٨٠٠ ألف ليرة في الشتاء.

وأكد صاحب محطة البسام، عيسى جراح في حديث عبر “لبنان الكبير” أن ” سعر الحطب اليوم يعتبر أغلى من المازوت، على الرغم من ارتفاع الأسعار بين حين وآخر، بحيث يباع الحطب على المتر، أما المازوت فانخفض سعره إلى ١٦٥ دولاراً تقريباً في البرميل الواحد الذي تقدر سعته بـ ١٥٩ ليتراً واصل إلى المنزل، وهذا العام هناك إقبال كبير من الناس على شراء المازوت، ونسبة كبيرة استبدلت مدفئة الحطب بالمازوت نظراً الى تقارب الأسعار من بعضها”.

وأشار الى أن “أسعار المازوت السنة الماضية في الفترة بين شهري تشرين الأول والثاني كانت أغلى بكثير من هذه السنة! حتى الأشخاص الذين قاموا بتعبئة خزاناتهم في فصل الصيف ظناً منهم أنه سيكون السعر الأنسب في هذه الفترة وبأرخص الأسعار، ما زبطت معهم هذه السنة، على العكس هناك أشخاص خسروا حوالي ٢٠٠ دولار في فرق الأسعار، وكل هذا يعود إلى سعر برميل النفط عالمياً بحيث أصبح سعره حوالي ٧٧ دولاراً وكأنه على إنخفاض في الأيام المقبلة”.

واستناداً إلى التكاليف الخيالية لوسائل التدفئة، عادة ما تعود العائلات إلى الأساليب التقليدية وأبرزها إشعال الحطب، وأشار طلال. م، صاحل كاراج لبيع الحطب عبر “لبنان الكبير” إلى أن “هناك أنواعاً عديدة من الحطب، الطبش، الصنوبر، السنديان، القرامي وغيرها، والأسعار تختلف بين نوع وآخر. على سبيل المثال يبلغ سعر طن الطبش، الذي يحتوي على حطب متتوع الأحجام والأشكال وحتى الأنواع ١٧ مليون ليرة، أما السنديان والقرامي فسعر المتر منه بين ٧٥ و٨٠ دولاراً واصل إلى المنزل. بالنسبة الى إقبال الناس على شراء الحطب النسبة مقبولة ولكنها انخفضت بصورة ملحوظة عن السنة الماضية التي كان الاقبال فيها كبيراً جداً، وذلك بسبب الأوضاع الصعبة وغلاء الأسعار التي ارتفعت عن العام الماضي”.

ويعتمد بعض العائلات على الغاز ويستهلك أكثر من قارورة في الأسبوع، وقال علي. ي صاحب محل لبيع الغاز: “على الرغم من عدم فاعليته في حالات البرد الشديد مقارنة بالوسائل الأخرى، هناك أناس يستعملونه في الفترة الأولى من الشتاء لتخفيف التكاليف بحيث يعتبر الأرخص بين المحروقات ويبلغ سعر القارورة ٩٣٩ ألف ليرة”.

شارك المقال