موسم الأعياد ضعيف جداً رغم التحسن في عدد الوافدين

منى مروان العمري

شهد مطار رفيق الحريري الدولي خلال الشهرين الفائتين، تراجعاً ملحوظاً في عدد المسافرين الوافدين إلى لبنان، واستمرت هذه الحركة في التراجع بدءاً من شهر تشرين الأول، بعد إلغاء الحجوزات الى لبنان وتعليق رحلات الطيران عقب اندلاع الحرب على قطاع غزة وارتفاع وتيرة الاشتباكات على الحدود اللبنانية – الفلسطينية. ولكن من المرتقب أن يسجّل المطار تحسّناً خلال شهر كانون الأول الجاري بمناسبة حلول الأعياد، وهو ما يفترض أن تعكسه المؤشرات في نهاية السنة الحالية. فهل تحسّنت نسبة حجوزات الوافدين عبر المطار في ظل التوترات الحاصلة في جنوب لبنان واشتعال الأزمات الأمنية والسياسية؟ 

الحسن: حجوزات الوافدين “مفوّلة”

الحجوزات إلى لبنان بدءاً من هذه الفترة حتى نهاية السنة الحالية كلها “مفوّلة”، هذا ما أكّده رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن لموقع “لبنان الكبير”، قائلاً: “لقد علمنا من شركات الطيران بموضوع التحسّن في عدد الوافدين الى لبنان وزيادته خلال الفترة الحالية”.

وبحسب المؤشرات الأخيرة، فقد شهدت الأسابيع الماضية توافداً للمغتربين اللبنانيين، على أعتاب أعياد نهاية السنة، كما شهدت زيادة في عدد الرحلات الجوية التي تقوم بها شركة “طيران الشرق الأوسط”، وفق ما أشار الحسن، معتبراً أن “الأهم هو عودة عدد من شركات الطيران الأجنبية الى تسيير الرحلات باتجاه بيروت، بعدما علّقتها منذ بدء الحرب على قطاع غزة الأمر الذي أثّر على المنطقة المحيطة والخشية من اتساع نطاق الاشتباكات في جنوب لبنان”.

ماذا عن السياحة والفنادق في لبنان؟

الأشقر: “لو ما في حرب كان وضعنا أحسن بكتير”

أما في ما يخص السياحة في لبنان ونسبة الحجوزات على الفنادق السياحية والشقق المفروشة، فإن النسبة ضعيفة جداً حتى الآن، بحسب ما أشار رئيس إتحاد النقابات السياحية ورئيس المجلس الوطني للسياحة بيار الأشقر لموقع “لبنان الكبير”.

وعما يقال عن تحسّن نسبة الوافدين الى لبنان، أوضح الأشقر أن “هؤلاء لبنانيون ويمتلكون شققاً ومنازل سكنية أصلاً في لبنان وليسوا بحاجة الى فنادق أو شقق مفروشة”، مؤكداً أن “القطاع السياحي سيشهد تحسّناً في مجالات أخرى كالمقاهي والمطاعم وتأجير السيارات والملاهي وغيرها من الأنشطة الترفيهية السياحية والتي سيكون حالها أفضل من الأشهر السابقة”.

وشدد على أن “الوضع الاقتصادي ليس سبب التراجع الذي يشهده البلد فحسب، إنما نحن في حالة حرب، ولو ما في حرب لكان وضعنا أحسن بكتير”.

وكان الأشقر أعلن في بيانٍ أن “موسم الأعياد الذي ينتظره اللبنانيون والقطاع السياحي في لبنان بات في خبر كان”، مشيراً الى أن “كل المؤسسات السياحية باتت منذ الآن بإنتظار فصلي ربيع وصيف عام 2024، على أمل أن تكون الحرب في غزة والتوترات على الجبهة الجنوبية اللبنانية قد انتهت”.

وكشف أن “الاتصالات التي قام بها مع أصحاب المؤسسات السياحية أظهرت أن الاستعدادات لموسم الأعياد خجولة جداً”، مشيراً الى أن “هؤلاء كمعظم اللبنانيين يرون أن الوضع الانساني والأجواء المحزنة من قتل أطفال ونساء ودمار غير مؤاتية لإقامة أجواء فرح”. وشدد على أن “موسم الأعياد الذي يمتد لعشرة أيام من 22 كانون الأول الى 2 كانون الثاني مهم بالنسبة الى القطاع السياحي ولبنان، لكنه ليس بالأهمية نفسها للمواسم السياحية الأخرى التي تمتد لثلاثة أشهر أو 40 يوما”.

القطاع السياحي في لبنان يعتبر من القطاعات المهمة والحيوية لانتعاش الاقتصاد، إذ تساعد العديد من العوامل الموجودة في لبنان على جذب المغتربين والسيّاح نظراً الى طبيعة لبنان ومناخه وغيرها من الأمور التي تترك أثراً إيجابياً على القطاعات الأخرى، وفق ما أكد الخبير الاقتصادي أحمد جابر لموقع “لبنان الكبير”، قائلاً: “لاحظنا في صيف 2023 حركة سياحية نشيطة أسمهت في إدخال عملات صعبة لاسيّما الدولار، الأمر الذي ساعد في تعزيز سعر صرف العملة الوطنية والحدّ من انهيارها أمام الدولار الأميركي. أما اليوم، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة العربية والتي لها تداعيات كبيرة على لبنان سواء تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في منطقة الجنوب، الا أن المطار يشهد حالياً حركة وافدين الى لبنان في موسم الأعياد ورأس السنة، الأمر الذي سيسهم في تأمين المزيد من التدفقات النقدية إلى سوق القطع”.

والجدير بالذكر – بحسب المعطيات – أن موسم الاصطياف الماضي، وما شهده من تدفّق لدولارات المغتربين، سمح للمصرف المركزي بالحفاظ على استقرار سعر الصرف، على الرغم من توقّف عمليات ضخ الدولار في السوق منذ أشهر، ومن دخول المصرف المركزي على خط شراء الدولار أيضاً.

شارك المقال