طريق “بابا نويل” وعرة… في أسواق شبه خالية

راما الجراح

عروض وتخفيضات على واجهات محال الألعاب والهدايا وحتى الثياب مع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة. أصحاب المحال يحاولون بشتى الطرق جذب الزبائن، فيما الأسواق “شبه خالية”، وحالة الركود مخيّمة على الرغم من الانخفاض الواضح في الأسعار مقارنة بالعام الماضي.

أسباب انخفاض الاقبال على شراء هدايا العيد لا تقتصر على الأوضاع الاقتصادية المتردية التي أجبرت الكثيرين على الاهتمام بالحاجات الأساسية، بل ما يحصل على الحدود من توتر أمني وقف حاجزاً بين ظواهر الاحتفال بالأعياد والتضامن مع مصاب أهالي فلسطين وجنوب لبنان.

بعد جولة لـ “لبنان الكبير” على محال الثياب، تبين أن الحركة خفيفة، حتى أنها أسوأ مما كانت عليه في العام الماضي، وبحسب صاحب محل “إسكالا” فان “لا أسواق للميلاد. الحسومات تخطت الـ ٦٠٪ على الثياب المستوردة من تركيا وأوروبا، والـ New collection وصلت حسوماته إلى ٤٠٪ وهذا يدل بصورة كبيرة على التدهور في عمليات البيع والشراء”.

محال بيع الألعاب والهدايا التي يفترض أن تعجّ بالمتسوقين في مثل هذه الأوقات، أصبحت قلة تقصدها فقط، ويبرر أبو حمزة (اسم مستعار) صاحب أحد هذه المحال بأن “الكثيرين من التجار عزفوا عن الاستيراد نتيجة تراجع الإقبال الذي واجهوه العام الماضي، وبالتالي أسهم ذلك في شحّ المعروض ورفع سعره أكثر”.

وقام محل الجدوع التجاري “Jaddouh Toys” بتقديم مبادرة ربح سيارة حديثة على أن يشتري الشخص بـ ١٠٠ دولار أميركي ليدخل اسمه في السحب بمناسبة الميلاد. ولقيت هذه المبادرة ترحيباً لدى الناس التي لا تزال تتوافد إلى المحل بصورة كبيرة إلى اليوم، وخصصوصاً أن الأسعار أرخص من العام الماضي بعد انخفاض تكلفة الشحن، بحسب صاحب المحل.

يبدو أن “بابا نويل” سيفكر ملياً هذا العام أيضاً قبل الانطلاق في رحلة البحث عن هدايا للأطفال لرسم البهجة على وجوههم في لبنان، ومهمة رب الأسرة ستكون شاقة لشراء الألعاب التي يفضلها أولاده بأسعار مقبولة، ولا سيما أن الأسعار تبدأ من ٢٠ دولاراً كحد أدنى، وليست من النوعية الجيدة، اما إذا كانت ذات نوعية متينة فالأسعار تبدأ من ٥٠ دولاراً وما فوق، وهذا يعني أن من الصعب على رب الأسرة أن يرتدي اللباس الأحمر والأبيض ويوزع الهدايا القيمة على أطفاله.

ويقول أب لعائلة مؤلفة من أربعة أولاد عبر “لبنان الكبير”: “كان بمقدوري شراء الألعاب الجميلة في زمن الميلاد لأولادي الأربعة في الأعوام الماضية، لكن اضطررت هذا العام إلى تخصيص هدايا معنوية لأولادي وزوجتي للحفاظ على العادات التي نشأنا عليها، وأفضّل الاحتفاظ بما تبقى من المال معي لشراء حاجات وأساسيات للمنزل”.

لا هدايا كثيرة تحت شجرة الميلاد هذا العيد في لبنان، والمشهد يقتصر على “ما خفّ ثمنه”، فبابا نويل انحدر أيضاً إلى طبقة الفقراء!

شارك المقال