هل فكرتم بكبار السن ذوي الاعاقة خلال الحرب؟

ليال نصر
ليال نصر

تعمل مؤسسات الرعاية الاجتماعية على تأمين دور رعاية مختصة لأصحاب الهمم منذ أكثر من أربعين عاماً، فاهتمت بالأشخاص ذوي الاعاقة من الفئات كافة، لتساهم في دمجهم بالمجتمع وتدريبهم وتأهيلهم اجتماعياً ونفسياً ليصبحوا أناساً منتجين وقادرين على التعايش مع جميع الظروف، غير أن الصعوبات تتزايد مع مرور الزمن خصوصاً للأشخاص كبار السن من ذوي الاعاقة وتحديداً خلال النزاعات والحروب حينما يفقدون أهلهم أو من يهتم بهم ويقدم لهم الحاجيات والخدمات اللازمة.

وتقول مديرة “مؤسسة التنمية الفكرية” التابعة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في دار الأيتام الاسلامية منال عازاني لموقع “لبنان الكبير”: “إن تدريب الأشخاص من أصحاب الهمم منذ الطفولة أمر مهم للتكيف مع متغيرات الحياة بالاضافة الى تهيئة عائلته الممتدة لمساندة العائلة النواتية ليصبح الجميع مسؤولاً، وكذلك التدريب على المهارات الإكترونية والأدوات المساندة للاعاقة”.

احتياجات خاصة لحالات الفقد

إذا كانوا كباراً في السن من ذوي الاعاقة وفقدوا أحد الأشخاص المهتمين بهم أو كلهم، فيصبحون بحاجة إلى:

  • مكاتب تدخل لمساعدة الأشخاص ذوي الاعاقة على التكيف في منازلهم وتنظيم حياتهم من خلال زائرات أسريات.
  • تأمين علاجات لضمان الصحة الجسدية ووقايتهم من الأمراض أو تأخير الاصابة بها.
  • أخصائي نفسي لمساعدتهم على التكيف وتخطي نقاط ضعفهم.
  • التشديد على قانون ضمان الشيخوخة والمطالبة به لكبار السن من ذوي الاعاقة.

وتوضح عازاني أن مؤسسات الرعاية، لكل هذه الأسباب، عمدت في مراكزها التي تعنى بذوي الاعاقة كافة، الى تأمين استشارات وحلقات توعية ونوادٍ خاصة ضمن مراكزها وقسم التدخل النفس اجتماعي لكبار السن من أصحاب الهمم على التأقلم مع المستجدات لتضمن لهم العيش حياة كريمة منصفة بصرف النظر عن نوع الاعاقة. وتطالب بمساندة هذه المؤسسات لتتمكن من القيام بدورها، إذ على الدولة تشريع القوانين وسنّها لدعم هذه الفئة في المجتمع.

أما الأخصائية النفسية لميس الزين رئيسة قسم التدخل النفس – إجتماعي في “مؤسسة التنمية الفكرية” فأشارت لموقع “لبنان الكبير” الى أن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة يعدّان من عوامل الخطر الرئيسة لكبار السن من ذوي الاعاقة، وكذلك إساءة المعاملة أياً كان نوعها (بدنية، لفظية، اجتماعية، مالية) وما يترتب على ذلك من مشاعر ذل وإكتئاب وقلق ويأس.

فكيف نتعامل مع كبار السن من ذوي الاعاقة بإختلاف نوعها؟

تلفت الزين إلى أن كبار السن من ذوي الاعاقة لا يختلفون أبداً عن كبار السن الأسوياء الذين يحتاجون الى كل أنواع الدعم النفسي والاجتماعي والعاطفي مع بلوغهم السن الكبيرة التي تترافق مع ضعف كل الامكانات الصحية، الذهنية، والمادية وبالتالي النفسية الاجتماعية، فكيف بذوي الاعاقة منهم؟ فهم وبالاضافة إلى ما سبق ذكره، يحتاجون إلى الدعم والتعاطف والمحبة والتقدير والتعاون فضلاً عن زيادة الأمل بالحياة. وهم أناس أكثر حساسية نتيجة قسوة الحياة وإمكاناتهم أقل وقدراتهم أضعف، لذلك مساعدتهم واجبة ديناً وخلقاً على المستويات كافة وبمختلف الأساليب.

نصائح في حالات الحرب

في حال النزاعات المسلحة لا بد من اتباع الارشادات التالية:

  • وجوب عدم ترك المسنين بمفردهم في المنزل خصوصاً في مناطق النزاع لما لذلك من آثار نفسية سئيه عليهم.
  • الايمان بأن المسنين مازال لديهم الحق بالحياه والعيش بأمان.
  • حثهم على التعبير عن كل ما يختلج في داخلهم من مشاعر سلبية (قلق، توتر، خوف…).
  • إشعارهم بالحب والاحترام والتقدير وأنهم يعدّون مرجعاً لأسرتهم الممتدة.
  • مساندتهم على توسيع رقعة الزيارات المتبادلة بين رفاقهم وأقاربهم.
  • تأمين كتيب للمسنين يحتوي أرقام المؤسسات والوزارات التي يمكن أن يلجأوا إليها لتأمين متطلباتهم وإحتياجاتهم.

تجدر الاشارة إلى أن استراتيجية وطنية يتم إعدادها في هذا السياق، على أمل أن تشمل كل الأمور والمطالب والاحتياجات لذوي الاعاقة خصوصاً في ظل الوضع المقلق الذي نعيشه والتخوف المستمر من توسع رقعة الحرب. وإذا كانت وزارة الشؤون الاجتماعية قد نظرت في أوضاع الأشخاص ذوي الاعاقة، فلا بد من أن تبصر الاستراتيجية الوطنية التي تتم مناقشتها النور في أقرب وقت ممكن، على أمل أن تتبناها الدولة اللبنانية والحكومة، وأن تتضمن سياسة الحماية للمعوقين ومن ضمنهم كبار السن.

شارك المقال