شكاوى المواطنين من “كهرباء الدولة”: لا تأتي إلا ضعيفة

فاطمة البسام

وكأن العتمة التي تخيّم منذ عدّة أيام على معظم المناطق اللبنانية غير كافية، فاصطحبت معها التدني في ساعات التغذية التي لا تتخطى الستين دقيقة في الـ 24 ساعة. وانتشر خبر صباح امس مفاده أن قوّة الكهرباء التي تصل إلى منازل المواطنين ضعيفة جداً، إذ تأتيهم بقوة أقل من 170 فولت، ما يتسبّب في أعطالٍ كهربائية عديدة، علماً أن المعدل الصحيح “كهربائياً” يجب أن يكون 220 فولت.

وتبيّن أيضاً أن هناك شكاوى حول عدم استقرار التيار الكهربائي في مناطق عدة، حيث ينقطع ويعود كل 5 دقائق، ويحدث ذلك خلال الساعة الوحيدة التي يكون فيها متاحاً.

ومن خلال بحث بسيط وجدنا أن هذه الشكاوى صحيحة وصادرة عن مواطنين من مختلف المناطق اللبنانية.

المواطن عبد قطايا يوضح لموقع “لبنان الكبير” أن قوّة الكهرباء في منطقة بشامون، حيث سكنه، تصل إلى 120 فولت، الأمر الذي اضطرهم إلى تركيب ما يعرف بـ “المقوّي” أو “المنظّم” من أجل تنظيم الكهرباء، وبسبب ضعف الكهرباء احترقت احدى الغرف في منزله نتيجة ماس كهربائي، وعندما راجعوا شركة الكهرباء كان الردّ “الأسلاك بعيدة”، متسائلاً: “إذا الأسلاك بعيدة مفروض قرّب بيتي، أو الدولة تركب مقوّيات؟”.

أمّا من الناحية التقنية للموضوع، فيشير مهندس الكهرباء محمد المقداد الى أن “سوء التوزيع هو سبب ضعف التيار الكهربائي، وهناك ما يعرف بـ Voltage Drop، وهو انخفاض الفولترات كلما بعدت المسافة في حال عدم وجود منظم للكهرباء، بالاضافة إلى أن الحمل الزائد على خطوط الكهرباء أيضا يؤدي إلى ضعفها”.

ويلفت المقداد إلى عدة مشكلات يمكن أن تنتج عن سوء التوزيع، مثل الأعطال في الأدوات الكهربائية، وحرائق نتيجة الاحتكاك الكهربائي، أما الحل المبدئي الذي يمكن إعتماده فهو منظم الكهرباء.

وكانت شركة “كهرباء لبنان” أعلنت قبل أسبوع، عن إجراءات احترازية إضافية للمحافظة على التغذية بالتيار الكهربائي لأطول فترة ممكنة للمرافق الحيوية الأساسية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، الجامعة اللبنانية، السجون…) “إلى حين توريد شحنة الغاز أويل المخصصة لشهر كانون الأول 2023 لصالح مؤسسة كهرباء لبنان”.

وإذ يؤكد مصدر في المؤسسة أنه يكتفي بالبيانات الصادرة عنها والتي “طمأنت فيها اللبنانيين إلى أن مؤسسة كهرباء لبنان تقوم بكل طاقاتها وعلى قدر المستطاع لتجنيب لبنان الوصول إلى العتمة الشاملة التي يتخوّفون منها”، يتمنى “أن تُحَل مشكلة الفيول العالقة وبالتالي ألا يقع لبنان في العتمة الشاملة”.

ويوضح عبر “المركزية” أن “شحنة الفيول لزوم معامل إنتاج الكهرباء، والتي كان يُرتقب وصولها في شهر تشرين الثاني الفائت، لم تصل بعد حتى اليوم ونحن على أبواب شهر كانون الثاني للأسف”.

أما عن التقنين الموزَّع على المناطق، فيَجزم المصدر بأن “برنامج التقنين المُعتَمَد لا يميّز بين منطقة وأخرى إطلاقاً، إنما قد تكون الساعات الاضافية في بعض المناطق عائدة إلى وجود مضخّات المياه فيها، وذلك لتجنيب السكان أزمة انقطاع المياه، التزاماً بما أعلناه في بياناتنا أن التيار الكهربائي سيؤمَّن لفترات أطول للمرافق العامة ومضخّات المياه وغيرها”، قائلاً: “لولا اتخاذ مؤسسة كهرباء لبنان مثل هذه الاجراءات الاحترازية، لكانت وقعت البلاد في المحظور وشُلّت على أثر ذلك المرافق العامة كافة منتصف شهر كانون الأول الجاري، وذلك نتيجة الظروف الراهنة الخارجة عن إرادة المؤسسة ومسؤوليتها بالكامل”.

شارك المقال