أبرز الأحداث اللبنانية في 2023… هزات أمنية وطبيعية وجرائم وحشية

عمر عبدالباقي

شهد لبنان عام 2023 سلسلة من الأحداث الأمنية التي كانت الشغل الشاغل للناس في يومياتها، وتنوعت بين أعمال عنف، وجرائم مروعة، زادت عليها العوامل الطبيعية في أثارت الخوف والقلق في نفوس المواطنين.

هزات أرضية

في السادس من شهر شباط، تعرض لبنان لهزة أرضية بقوة 4.2 درجات واعتبرت من بين الأقوى نتيجة زلزال قوي ضرب تركيا وشمال سوريا بصورة عنيفة جداً وأسفر عن أعداد كبيرة من القتلى والجرحى والدمار الهائل. بعدها توالت الهزات الأرضية لكنها لم تكن بالمستوى نفسه، لكن الخوف ظل ساكناً في النفوس، وحالة الرعب والهلع أدت الى التركيز على تعزيز إجراءات الوقاية من الزلازل وتقويم قدرة لبنان على التصدي لأي كارثة طبيعية من هذا النوع.

جرائم مروعة

من أبرز الجرائم التي هزت المجتمع اللبناني وشكلت صدمة لدى الجميع:

– جريمة اختطاف الشيخ الرفاعي وقتله:

انتشرت الأخبار حول اختفاء الشيخ بعد خروجه من بلدته بسيارته عقب أداء صلاة المغرب، وتوجهه إلى منطقة الميناء، من دون أن تتوافر في البدء أي معلومات عنه. ما حصل أدى إلى احتجاجات من أقارب الشيخ وأصدقائه، الذين طالبوا السلطات بالكشف عن مصيره، بعد تردد معلومات عن ضلوع “حزب الله” في الاختطاف، ما تسبب في تصاعد التوتر والقلق في المنطقة. وتبين بعد إجراء التحقيقات اللازمة، أن الشيخ اختطف بعد مطاردته ثم قتل على يد أشخاص من البلدة نفسها، ولأسباب تتعلق بخلافات حول تسلم رئاسة البلدية.

  • مقتل ماريا حتّي وانتحار القاتل:

لأنه متزوج ولديه ابنة رفضته، فأقدم على قتلها في منطقة زحلة في البقاع. القاتل انتظر ماريا حتي في موقف سيارات تابع لأحد المطاعم، وعندما خرجت منه وصعدت إلى سيارتها، نزل من سيارته وشهر مسدسه عليها وأنهى حياتها بطلقة قاتلة في رأسها أمام والديها اللذين كانا معها في السيارة، ثم أطلق النار على نفسه، وعلى الرغم من أنه لم يمت على الفور، إلا أنه توفي في المستشفى الذي نقل إليه، تاركاً وراءه زوجة وابنة صغيرة.

وأوضحت التقارير أن القاتل كان قد هدد ماريا بالقتل في وقت سابق، وبدأ بمطاردتها قبل عشرة أيام، الى حين تنفيذ تهديده وانهاء حياتها. وهزت هذه الجريمة المروعة مدينة زحلة ولبنان عموماً، ونعى العديد من الأشخاص ماريا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نظراً الى نشاطها المهني والاجتماعي المعروف.

  • سممّت زوجها بالملوخية:

في منطقة عاليه، أقدمت امرأة على قتل زوجها بطريقة وحشية بالتعاون مع شابين من التابعية السورية. بدأت الجريمة عندما قررت الزوجة إغراء زوجها المنفصل عنها منذ فترة بتناول الملوخية التي يحبها، وقامت بوضع السم في طبقه، وبعد ذلك، عملت على حرق الجثة وتشويهها بهدف التخلص من آثارها.

بعد أيام على اختفائه، بدأ أهل الضحية بالبحث عنه، وكانت الزوجة القاتلة من بين الأشخاص الذين شاركوا في عملية البحث. وتبين لاحقاً، بعد التحقيقات، أنها المجرمة واستعانت بالشابين لتنفيذها وأحدهما كانت على علاقة غرامية به.

حادثة الكحالة

في شهر آب الماضي، شهدت منطقة الكحالة، توتراً أمنياً، لدى انقلاب شاحنة تابعة لـ “حزب الله” على “كوعها”، بعد تعرضها لعطل فني. وزادت حدة التوتر، حين تدخل أفراد من المنطقة لمساعدة الشاحنة ورؤية ما تحمله، لكن أصحابها منعوا أي شخص من الاقتراب منها. وهنا تسارعت الأمور بعد شكوك الأهالي بأنها تحتوي على أسلحة مهربة من سوريا، وتطورت الى اشتباكات أسفرت عن وفاة عنصر من “حزب الله” وأحد أبناء الكحالة فادي بجاني.

أحداث عين الحلوة

في نهاية شهر تموز، نشبت اشتباكات عنيفة في مخيم عين الحلوة، نتيجة حادثة وقعت بين عنصر من الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم، ينتمي الى عائلة زبيدات، وعنصر من جماعة “الشباب المسلم” يدعى عبد الرحمن فرهود، وتعرض عنصر للقتل وأصيب آخر في الحادثة.

تفاقمت التوترات في المخيم بعد هذا الحادث المأسوي، وتصاعدت حدة الاشتباكات على مدى أيام. وتدخلت القوات الأمنية الفلسطينية لمحاولة استعادة النظام وضبط الأوضاع.

اشتباكات الجنوب

في تشرين الأول، شهد جنوب لبنان توتراً أمنياً بين “حزب الله” وإسرائيل عقب عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة “حماس” في غزة ضد المستوطنات الاسرائيلية في السابع من الشهر نفسه. ولا تزال الاشتباكات مستمرة حتى الآن، وتسببت في استشهاد أعضاء من “حزب الله” وصحافيين ومدنيين. وأدى القصف الاسرائيلي الى تضرر منازل في عدد من المناطق وتعرض مساحات واسعة من الأراضي الزراعية للحرائق.

شارك المقال