“Winter is coming”… “شتوية طبيعية” من دون “الدب القطبي”

حسين زياد منصور

“الشتاء قادم”، أو “Winter is coming”، هذه العبارة الشهيرة، من المسلسل الشهير “صراع العروش”، “Game of Thrones”، يمكن قولها اليوم في لبنان. عاصفة قطبية ستضرب لبنان خلال الأسبوع المقبل، أي أن فصل الشتاء سيرخي بظلاله أخيراً، على الرغم من انطلاقته الشهر الماضي، ونهاية العام 2023، من دون أن تغطي الثلوج المرتفعات. ومجيء عاصفة قوية تدل على أن “الشتاء قادم”، هذا لا يعني أننا لن نحظى بشتاء بارد، قارس، غزير الأمطار والثلوج.

هذا ما أكده الأب إيلي خنيصر، المتخصص في الاحوال الجوّية وعلم المُناخ، إذ أوضح الى أن كلاً من لبنان وسوريا وفلسطين وشمال ليبيا ومصر، ستتأثر منذ منتصف الأسبوع المقبل، بتمدد الضغوط المنخفضة من وسط إفريقيا الأمر الذي سيساهم في انحراف الموجات القطبية نحو المنطقة فتتدنى درجات الحرارة بصورة ملحوظة، وتعيد المنخفضات الجوية المتتالية رسم خطها نحو لبنان تزامناً مع الرياح القطبية، فتكون المنطقة مستعدة ما بعد العاشر من هذا الشهر لوصول الثلوج الكثيفة على الجبال المرتفعة وجزء من المتوسطة.

أضاف الأب خنيصر: “لا يمكننا القول انّ الثلوج غابت عن جبالنا، فتذكروا سيناريو شتاء2021/2022 حين بدأت العواصف الثلجية تضرب لبنان والجوار بصورة متتالية بدأت في 16 كانون الثاني وانتهت في 26 آذار، وسجلت التراكمات الثلجية في الجبال المرتفعة 12 متراً والشاهقة 18 متراً وبلغت النسافات الثلجية في المكمل 40 متراً”.

اذاً، سيدخل لبنان مرحلة الجد بعد العاشر من هذا الشهر.

في المقابل، يشير المهندس عبد الرحمن زواوي رئيس دائرة التوقعات في مصلحة الارصاد الجوية في مطار رفيق الحريري لموقع “لبنان الكبير” الى أن “الأسبوع المقبل، بدءاً من يوم الأربعاء سيكون هناك منخفض جوي كبير، ليس عاصفة ولا قطبية، انما الهواء الشمالي سيكون من ناحية أوروبا الشرقية المفتوحة على أوروبا الشمالية، لذلك يقال قطبية، لكن عندنا ليست بهذه القوة أو الدرجة. فلا شيء يسمى عندنا بالدب القطبي، ربما في أوروبا الشمالية والشرقية فقط، حيث التأثير أكبر من عندنا”.

ويؤكد أن المنخفض يوم الأربعاء، سيحمل برداً أكثر، وأمطاراً غزيرة أيام الأربعاء والخميس والجمعة والسبت، وانخفاض في الحرارة، موضحاً أن لا تسمية عندنا لعدم وجود عاصفة، بل منخفض جوي و”شتوية طبيعية”.

تجدر الاشارة الى أن لبنان عرف عدداً من العواصف التي اعتبرت قوية، نذكر منها العاصفة سنة 1992، التي غطت ثلوجها لبنان وسوريا والأردن. “أولغا” عام 2013، حيث وصلت الثلوج الى الساحل اللبناني. وفي العام 2015، شهد عاصفتين متتاليتين قويتين، هما “هدى” و”ويندي”. في العام 2019، جاءت “نورما”. وكان عام 2022، على موعد مع عاصفتين قويتين، هما “هبة” و”ياسمين”.

شارك المقال