“الميتافيرس” اغتصاب وتحرش… والخطر الأكبر على الأطفال

حسين زياد منصور

يدخل التطور في مختلف المجالات، بصورة كبيرة وسريعة ولعل أبرزها التكنولوجيا، التي تواصل تطورها من دون قيود أو حتى متابعة وملاحقة قانونية في كثير من البلدان حول العالم.

“الميتافيرس” هو عبارة عن عالم افتراضي مصمم بتقنيات ثلاثية الأبعاد، يستخدم فيه الفرد نظارات وسماعات خاصة، تسمح له بإنشاء شخصياته الافتراضية سواء للعمل أو اللعب أو الاتصال.

في هذا العالم الافتراضي، سجلت خلال اليومين الماضيين حالة اغتصاب لفتاة تبلغ من العمر 16 عاماً من مجموعة من الرجال عبر الانترنت، أي اغتصاب جماعي، وفتحت الشرطة البريطانية تحقيقاً في ذلك.

وبحسب تقرير الشرطة، الضحية لم تتعرض لأذى جسدي، لكنها عانت من صدمة نفسية وعاطفية كتلك التي يعاني منها الشخص الذي يتعرض للاعتداء في الحياة الحقيقية. وتعد هذه القضية، اول جريمة جنسية افتراضية تحقق فيها الشرطة.

وهنا يجب الاشارة الى أن الحالة الأولى لعملية اغتصاب امرأة في “الميتافيرس”، كانت لأم انكليزية لـ 4 أطفال، وحصلت في وقت مبكر جداً من التجربة التجارية لهذا العالم. وهذه السيدة كانت تعمل كمديرة في احدى شركات التكنولوجيا، والتي تطور في مجال “الميتافيرس”.

الأفضل عدم ادخال الأطفال

“عدم استخدام الميتافيرس ضروري جداً لأطفالنا، لأنه لا يزال ضمن طور الاختبار، واذا لاحظنا، فخلال الأشهر الـ 6 الماضية لم يتم الحديث عنه لأنه لا يزال ضمن الاختبار، لذلك من الأفضل عدم دخول الأطفال اليه لأنه غير محمي وغير مضبوط، ولم تكتمل صورته بعد بصورة نهائية” هكذا بدأ الخبير في أمن المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي فريد خليل حديثه مع موقع “لبنان الكبير”، مشيراً الى أن “حالة مشابهة لهذا الموضوع حصلت منذ حوالي سنة ونصف السنة والآن تتكرر من جديد”.

ويوضح أن الفرد بمجرد خلع النظارات المخصصة لـ “الميتافيرس”، أي الخروج من هذا العالم، بذلك يكون يحمي نفسه منه، اذ ليست هناك أي ضوابط في عالم “الميتافيرس”، لافتاً الى العديد من المحاولات لمنع الأشخاص من الاقتراب من بعضها البعض لأكثر من متر لكنها فشلت ولا يزال هناك الكثير من المشاكلات. ويجدد تأكيده أن “الأفضل عدم إدخال الأطفال الى عالم الميتافيرس”.

وبحسب خليل “يجب على الكبار أن يكون لديهم الوعي لوجود مخاطر كهذه، فنحن نعيش الواقع المعزز وكأننا نعيش الحياة العادية وكما يتعرض الشخص فيها لأمور كهذه من الممكن أن تحصل في الميتافيرس”.

الأمان النفسي والاجتماعي أساس

الاستشارية في شؤون الأسرة رنا غنوي تعلق على الموضوع بالقول: “من أجل حماية الأبناء من أي اعتداءات جنسية، أولاً يجب أن لا يكون الطفل يتعرض لسوء معاملة في المنزل، وأن يكون الأمان النفسي والاجتماعي مبنياً عنده في المنزل. فالطفل الفاقد للأمان هو الطفل الأكثر هشاشة من الطفل المعزز بأمان نفسي واجتماعي من قلب العائلة الصغيرة أو مقدمي الرعاية. وكلما تعزز أمانه شعر بالراحة وبضرورة المصارحة وما يحصل معه لأهله. ويجب أن يشعر أن الاهل هم السكينة والأمان ومن يقدمون له الدعم”.

“لذلك لا يجب أن يشعر الأطفال بمشاعر الذنب، فهذا ما يشعرون به فور أي اعتداء يتعرضون له” بحسب غنوي، التي تشدد على وجوب “أن يكون الابن مهيئاً ومحصناً بكل المعلومات الصحيحة عن موضوع الحماية والجسم والخصوصية الى جانب تعزيز التربية الجنسية بالتعريف أكثر عن الثقافة الجنسية عند وصوله الى عمر معين بعد البلوغ”.

انعكاسات على الشركات

“ما يحصل له انعكاسات سلبية على الشركات، فاليوم شركة ميتا استثمرت بصورة كبيرة في هذا العالم، وهي أول شركة توجهت نحو عالم الميتافيرس” وفق فريد خليل، الذي يوضح أن التأثير سيؤدي الى انخفاض قيمة السهم، وقام مارك زوكربيرغ خلال هذه الفترة ببيع عدد كبير من الأسهم بسبب عدد من المشكلات، وذلك للاستثمار أكثر وانشاء ضوابط كي لا تكون هناك خسائر أكثر في هذا الإطار.

الألعاب المجانية

وفي “فايسبوك” هناك عدد من الألعاب المجانية، التي حصلت بسببها شكاوى كثيرة، خصوصاً في ما يتعلق بالاعتداءات الجنسية. وهذا ما أشارت اليه احدى المعالجات النفسيات، بأنها شاركت في لعبة “Horizon Worlds”، وهي لعبة مجانية للواقع الافتراضي، وتعرضت للاغتصاب الجماعي أيضاً.

وفي ما يتعلق بالألعاب المجانية وتحديداً عبر “فايسبوك”، يقول خليل: “هنا تكمن خطورتها فلا شيء بالمجان، اذ تحمل معها انتهاكاً للخصوصية واستعمالاً للبيانات وتحليلها للكثير من الأمور ان كان اقتصادية أو سياسية أو إعلانات أو غيرها”.

ويحذر من أن “كل هذه البرامج يمكن أن تحمل الأخطار، حتى المتاجر والتطبيقات لا يمكنها مراقبة كل شيء، واستخدام الانسان لها يمكن أن يأخذه الى أماكن خاطئة”، لافتاً الى أن “التكنولوجيا اليوم تتطور بصورة سريعة جداً، من دون وجود أي ضوابط قانونية، فحتى أصحاب هذه التطبيقات لا يعرفون المخاطر التي قد تنتج منها لذلك الأفضل دائماً وجود الضوابط والوعي، الذي يعتبر أهم نقطة، خصوصاً بالنسبة الى الأطفال”.

شارك المقال